النظام السوري يمنع الفلسطينيين من التضامن مع غزة بلا موافقة أمنية
قالت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، اليوم الأربعاء، إن النظام السوري فرض الموافقات الأمنية على الجهات والفصائل الفلسطينية الراغبة في تنظيم الفعاليات والوقفات التضامنية مع قطاع غزة، بحجة "الحماية من الإرهاب والعصابات المسلحة، والحفاظ على الأمن والأمان".
وأضافت المجموعة، في بيان لها، أنّ ممثلي الفصائل الفلسطينية والأهالي في مخيم خان دنون بريف دمشق، ومخيمات أخرى، يشتكون من العراقيل التي تضعها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري الذي يمنع تنظيم أي تظاهرة أو وقفة دون المرور بدراسة أمنية مشددة قد تستغرق أسابيع، وقد تأتي بالرفض.
وأوضحت المجموعة أن التضييق الأمني شمل رفض الموافقة على وقفة تضامنية بالشموع لأطفال مخيم خان دنون، وجاء الرفض من قبل الفصائل الفلسطينية لعدم وجود موافقة أمنية تتيح لهم تنظيمها.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال مدير مكتب الإعلام في المجموعة فايز أبو عيد، إنه منذ اندلاع الأحداث في سورية عام 2011، عمد النظام السوري إلى تضييق الخناق على سكان المخيمات، والتشديد الأمني عليهم، فأقام الحواجز الإسمنتية والحديدية على مداخلها لمنع دخول المدنيين إلى المخيمات وخروجهم منها، كذلك حاصر مخيمي اليرموك ودرعا، ولجأ عناصره لإجبار كل فرد في العائلة على استخراج بطاقة تحمل اسمه، إضافة إلى أسماء أفراد عائلته، لها رقم لا يمكن الدخول والخروج من المخيم إلا بموجبها.
وأضاف: "كذلك منعت الحواجز الأمنية السورية زيارة الأشخاص غير القاطنين في المخيم لأقاربهم داخل المخيم، إلا بموجب تصريح رسمي، ووجود شخص كفيل له من داخل المخيم، على أن يضع بطاقته الشخصية عند عناصر الحاجز، ويستردها عند خروجه".
وأشار أبو عيد إلى أن النظام يفرض اليوم الموافقات الأمنية على الجهات والفصائل الفلسطينية، لتنظيم الفعاليات والوقفات التضامنية مع قطاع غزة، بحجة "الحماية من الإرهاب والعصابات المسلحة، والحفاظ على الأمن والأمان"، حيث لا يمكن تنظيم أي تظاهرة أو وقفة دون المرور بدراسة أمنية مشددة قد تستغرق أسابيع، وقد تأتي بالرفض.
وأضاف: "هذا الموقف يتنافى مع المواقف والشعارات التي يطلقها النظام السوري منذ زمن بعيد، والتي تجسدت بشعارات فلسطين قبل الجولان، وفلسطين قضيتنا الأولى والمركزية، خصوصاً أن تلك الإجراءات لم تكن متخذة قبل عام 2011، فعند أي حدث أو اعتداء على القدس وغزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، كانت المخيمات الفلسطينية تخرج على الفور عن بكرة أبيها للتعبير عن غضبها ومساندتها لأهلها وشعبها في فلسطين، دون أن تنتظر أي موافقة أمنية".
وفي وقت سابق، أفادت مصادر محلية "العربي الجديد"، بأنّ المسيرات التي خرجت في مناطق متفرقة يسيطر عليها النظام السوري تضامناً مع غزة وفلسطين حدثت في أوقات الدوام الرسمي، وكانت بحشد من النظام و"حزب البعث" للموظفين وطلاب المدارس، وليست هناك أي مسيرات عفوية.
وذكرت المصادر أن أي تجمع مهما كان نوعه، سياسياً، أو اجتماعياً، أو ثقافياً، في مناطق سيطرة النظام لا ينظمه النظام نفسه، يقتضي وجود موافقة أمنية من فروع الأمن.
وكانت مجموعة العمل قد وثقت سابقاً مقتل وإصابة المئات من اللاجئين الفلسطينيين في سورية جراء قصف النظام السوري والتعذيب في المعتقلات، فضلاً عن فقدان المئات بعد اعتقالهم من قوات النظام السوري.
وخلال اليومين الماضيين، شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية وقفات تضامنية مع غزة، تضمنت مشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية في سورية، وشهدت وقفة تضامنية أمام السفارة الفلسطينية في دمشق.
وتركزت مطالب المتظاهرين على ضرورة التحرك العربي والدولي الفوري من أجل وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وفتح المعابر، وإيصال المساعدات الإنسانية، والتنديد بالمواقف الغربية المؤيدة لإسرائيل أو الصامتة عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.