تركيا تصعّد حرب المسيّرات ضد "قسد" في سورية
صعّد الجيش التركي من عملياته التي يستهدف من خلالها قياديين في "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بشمال شرق سورية، خلال الفترة السابقة، في سياق استراتيجية شلّ قدرات هذه القوات التي تعتبرها أنقرة تهديداً لأمنها القومي.
وفي أحدث هذه العمليات المتواصلة منذ سنوات، قُتل قيادي بارز في مجلس منبج العسكري التابع لـ"قسد"، الجمعة، جراء انفجار سيارة كان يستقلها في مدينة منبج شرقيّ حلب، عقب استهدافها بمسيّرة تركية.
وذكرت مصادر إعلامية تابعة لـ"قسد" أن القيادي هفال أبو جوان قُتل في حيّ الغسانية بمدينة منبج بريف حلب، مشيرةً إلى أنه كان مسؤول مكتب عوائل المقاتلين في مجلس منبج العسكري.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، مقتل 3 عناصر من "الوحدات الكردية" التي تشكل الثقل الرئيسي لقوات "قسد" شمال شرقيّ سورية. وقالت في بيان إنّ قواتها تمكنت من "تحييد" ثلاثة عناصر من "الوحدات الكردية"، كانوا يستعدون لتنفيذ هجوم على منطقة عملية "نبع السلام" في شمال شرق سورية، التي تضم منطقتي تل أبيض وراس العين في شرق نهر الفرات، فيما قالت وسائل إعلام تابعة لقوات "قسد" إن القصف التركي أدى إلى مقتل موظف بمنظمة "أكتد" العاملة في شمال شرق سورية، وإصابة شقيقته وزوجها.
وكانت وسائل إعلام تركية قد أكدت، الخميس، مقتل فخر الدين طولون، المعروف بالاسم الحركي "خيري سرهات"، إثر غارة جوية تركية استهدفت نقطة عسكرية لـ "قوات سورية الديمقراطية"، في محيط منطقة الرميلان في ريف الحسكة أقصى الشمال الشرقي من سورية.
وذكرت هذه الوسائل أن القتيل كان مدرجاً على النشرة الحمراء للإنتربول، وكان يتولى إمداد حزب العمال الكردستاني بالأسلحة الثقيلة في كل من سورية والعراق وإيران منذ عام 1992.
وتعتبر أنقرة قوات "قسد" نسخة سورية من حزب "العمال الكردستاني" الذي تصنفه دول أخرى ضمن خانة "التنظيمات الإرهابية". وتعتمد أنقرة على المسيّرات لشل قدرات "قسد" العسكرية، في ظل رفض روسي أميركي لأي عملية عسكرية برية تبدل خرائط السيطرة في سورية الثابتة منذ أواخر عام 2019.
وحيّد الجيش التركي خلال السنوات الماضية العديد من قياديي قوات "قسد" من خلال المسيّرات، بينما تؤكد هذه القوات أن الهجمات التركية تطاول المدنيين.
ورأى المحلل العسكري النقيب عبد السلام عبد الرزاق، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "حرب المسيّرات لاغتيال شخصيات قيادية في قوات (قسد) يمكن أن يكون لها تأثير، لكنه محدود"، مضيفاً: "الحروب الجوية غير مجدية بالنسبة إلى السيطرة على الأرض، فلا بد من معركة برية ليكون هناك نصر أو تغيير للخريطة على الأرض، أو حتى لمجرد تغيير سلوك الجماعات المسيطرة".