قتلى وجرحى باشتباكات عنيفة بين الجيش العراقي و"داعش" في مخمور
أوقعت اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوة من الجيش العراقي وعناصر من تنظيم "داعش" في بلدة مخمور بمحافظة نينوى، شمالي البلاد، اليوم السبت قتلى وجرحى من الطرفين.
وشهدت عموم المحافظات العراقية خلال الأشهر الماضية، هدوءاً أمنياً نسبياً، مع تراجع هجمات تنظيم "داعش"، التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة، لا سيما بعد أن نفذ الجيش العراقي، بما في ذلك عبر الطيران، ضربات نوعية ضد التنظيم.
وقالت مصادر عسكرية عراقية، لـ"العربي الجديد"، إنه "وفقاً لمعلومات استخباراتية عن وجود عدد من عناصر تنظيم "داعش" في منزل قرية كول تبة ضمن قضاء مخمور، شنت قوة من الجيش العراقي، صباح اليوم، عملية أمنية داخل القرية وحاصرت المنزل، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين استمرت لأكثر من 4 ساعات، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة".
وأضافت أن "الاشتباكات أسفرت عن مقتل 4 من عناصر تنظيم "داعش" الذين كانوا موجودين داخل المنزل، ويجري حالياً التعرف على هوياتهم، لمعرفة إذا ما كانوا قيادات بارزة في التنظيم، كما أسفرت الاشتباكات عن إصابة 4 من عناصر الجيش العراقي، بينهم ضابط برتبة ملازم أول في حالة خطيرة".
وأكدت أن "الجيش العراقي يجري حالياً عملية أمنية لتفتيش القرية، خشية من وجود عناصر لتنظيم "داعش" مختبئين في منازل أخرى أو في المناطق الزراعية داخل القرية"، مبينة أن "هذه العملية تجري بمشاركة طيران الجيش الذي يراقب الأجواء، ويرصد أي تحركات مشبوهة".
ولفت الباحث في الشأن الأمني عدنان الكناني في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "تنظيم داعش يستغل أي تراخٍ أمني من أجل تحريك خلاياه الإرهابية لشن هجمات إرهابية ضد القوات الأمنية والمدنيين، ولهذا نؤكد دائماً ضرورة الحذر واليقظة، وعدم التراخي حتى في حالات الاستقرار الأمني".
وبيّن أن "خلايا التنظيم ما زالت تشكل تهديداً في المناطق المحررة، فهي ما زالت تملك المضافات والمخابئ وحتى الأنفاق في الكثير من المناطق التي ما زالت فيها فراغات أمنية، خصوصاً الحدود ما بين صلاح الدين وديالى، وما بين إقليم كردستان وكركوك، وغيرها من مناطق الفراغ الأمني الجبلية والصحراوية".
وشدد الباحث في الشأن الأمني على أنه "مع قرب انتخابات مجالس المحافظات، يتطلب من كل القوات الأمنية تشديد الإجراءات وتكثيف الجهد الاستخباراتي لمنع أي خروقات أمنية قد تؤثر على سير العملية الانتخابية، وبالتأكيد أن تنظيم "داعش" سيعمل على هجمات مختلفة مع قرب هذا الحدث".
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهات للقيادات الأمنية، قبل أشهر عدة بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بهدف إضعاف قدرات عناصر التنظيم، والحدّ من حركاتهم.
وتواصل القوات العراقية منذ أشهر عدة ما تصفها بعمليات استباقية ضد خلايا وجيوب من بقايا تنظيم "داعش"، تنشط في الجانب الشمالي ضمن محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى وأجزاء من ديالى، مستغلة المناطق الجبلية الوعرة للاحتماء والتخفي فيها.