هل ينجح التيار الصدري في تأجيل الانتخابات المحلية إلى إشعارٍ آخر؟
فيما يستعد العراق لإجراء انتخابات مجالس المحافظات المزمع عقدها في 18 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، تشهد الساحة العراقية توتراً سياسياً كبيرا، بعد مهاجمة أنصار التيار الصدري لعدد من المقرات السياسية في بغداد والمحافظات، إضافة إلى استهداف مقرات حزبية بصواريخ خلال الأيام الماضية.
وأقدم العشرات من أنصار الصدر، ليلة أمس الثلاثاء، على اقتحام مقر تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم وإزالة وتمزيق صور المرشحين بعدد من مناطق العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، احتجاجاً على تعليق منسوب إلى عضو المكتب السياسي في تيار الحكمة، بليغ أبو كلل، تهجّم فيه على التيار الصدري، فيما أكد أبو كلل ان التغريدة مزورة وليست له.
عناصر من التيار الصدري تقتحم مقرا لتيار الحكمة في مدينة الصدر
— MPICTظافـــر الشـــــمـري (@DhafirMPICT) December 6, 2023
ويدوسون بالأحذية على صور عمار وعمه وأبيه
التيار الصدري سيوحد كل ميليشيات إيران ضده
وشرارة قد تكون كافية لقتال شوارع بين التيار وبين ميليشيات الإطار
هل سيطفئها الصدر كما يفعل دائما أم سيكون اغتياله هو الشرارة؟ pic.twitter.com/cj1hNkcbfc
ويوم الإثنين الماضي، استهدفت مجاميع مسلحة "مجهولة" ثلاثة مقرات لحزب الدعوة في محافظات النجف وواسط والبصرة، ولم تسفر الهجمات عن أي خسائر بشرية، مع تسجيل بعض الخسائر المادية.
وقال المحلل السياسي محمد علي الحكيم، لـ"العربي الجديد": إن "الساحة العراقية متوترة سياسياً إلى حد كبير مع قرب انتخابات مجالس المحافظات، التي قاطعها الصدريون بينما تصر على إجرائها قوى من الإطار التنسيقي، وهذا ما يؤكد حصول تطورات كبيرة في قادم الايام".
وبين الحكيم أن أنصار التيار الصدري سيعملون بكل الطرق الممكنة لديهم لمنع إقامة الانتخابات، و سلاحهم الوحيد هو الشارع، و"غير مستبعد نزولهم إلى الشوارع بقوة من أجل منع الانتخابات وحث الناس بقوة على المقاطعة، مما قد يسبب احتكاكا بينهم وبين جمهور الإطار التنسيقي الذي يملك السلاح"، على حد وصفه.
وأضاف: "في ظل وجود السلاح المنفلت ليس مستبعدا تكرار أحداث المنطقة الخضراء مجدداً، خاصة وأن التيار الصدري يدرك خطورة سعي الإطار التنسيقي إلى تقويضه بشكل كبير في الحكومات المحلية خلال المرحلة المقبلة، ولهذا سيعمل الصدريون على عرقلة العملية الانتخابية وقد ينجحون في تأجيل الانتخابات إلى إشعار آخر، خاصة إذا ما دخل العراق في مرحلة الصدام المسلح بمدن الوسط والجنوب".
من جهته، قال القيادي في الإطار التنسيقي علي الفتلاوي في حديث مقتضب لـ "العربي الجديد"، إن "كل الاعمال الخارجة عن القانون لن تؤثر على سير العملية الانتخابية، ونحن لسنا مع أي تصعيد سياسي أو شعبي، بل نبحث عن الاستقرار السياسي والامني"، مؤكدا أن المقاطعة والمشاركة حرية كفلها الدستور لأي مواطن، وهذه الأعمال لن تنفع أحد، فالانتخابات ستجري في موعدها دون أي تأجيل.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا يوم 13 تشرين الثاني الماضي، أنصاره إلى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، وعدّ ذلك تقليلا من شرعيتها خارجياً وداخلياً، ومنذ تلك الدعوة تعرضت دعايات وصور المرشحين في مناطق بغداد وباقي المحافظات العراقية إلى الإزالة والتخريب، مع نشر لافتات تدعو الى مقاطعة العملية الانتخابية.