شكوى جماعية ضد صحافي تركي وصف داعمين لغزة بـ"عديمي الشرف"
قدّمت منظمات مجتمع مدني في تركيا شكوى جماعية بحق الصحافي المعروف ومقدم البرامج فاتح ألطايلي، لوصفه المتظاهرين الداعمين لغزة بـ"عديمي الشرف"، ما أثار ردود فعل كبيرة.
وشهدت العاصمة التركية أنقرة، نهاية الأسبوع الماضي، مسيرة حاشدة دعماً للفلسطينيين وقطاع غزة، الأمر الذي أثار استياء ألطايلي ودفعه لنشر تصريحات في مواقع التواصل الاجتماعي معلقاً على التظاهرة.
وقال الصحافي في مقطع فيديو له: "ما يحزنني أننا لا نحزن على أبنائنا كما نحزن على أهل غزة، هذا ما يزعجني، أنتم أيها المنحطّون وعديمو الشرف، أليست لأبنائنا قيمة كما لأبناء غزة؟ الاثنان لهما قيمة، نتمنى يوماً أن تكون هناك تظاهرات دعم وحزن للشهداء ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، وهذا ما يصيبني بالجنون".
وخلّفت التصريحات غضباً شديداً من الرأي العام التركي، ونُشرت مقاطع فيديو تظهر إطلاق المتظاهرين في غزة هتافات لدعم ضحايا الجيش التركي، حيث تزامنت التظاهرات مع مقتل 12 جندياً تركياً شمال العراق الأسبوع الماضي.
ونتيجة لتصريحات ألطايلي، تقدمت منظمات مجتمع مدني بشكوى جماعية بحقه في العاصمة أنقرة، الأربعاء، لأنها شهدت تظاهرة غزة الكبرى في الـ24 من الشهر الحالي.
وتجمّع أمام محكمة أنقرة المحامون الأعضاء في نقابة المحامين رقم 2 في العاصمة، ونقابة الموظفين "ميمور سين"، ومؤسسة قدامى المحاربين، وأسر الشهداء الأتراك، وأعضاء منصة التضامن مع فلسطين في أنقرة، وأدلى المتضامنون ببيان صحافي قبل تقديم شكواهم الجنائية إلى المحكمة في مكتب المدعي العام.
وانتشرت مقاطع فيديو تظهر عشرات من المشتكين داخل المحكمة ينتظرون دورهم لتسجيل الشكوى. وتم تقديم الشكاوى الجنائية ضد ألطايلي بتهمة "تحريض الشعب على الكراهية والعداء"، و"إهانة الأمة التركية".
ومعروف عن ألطايلي أنه معارض للحكومة وينتقدها بشدة، ولديه تصريحات عنصرية ضد الأجانب.
شكوى ومقاطعة لإسرائيل
خلال المؤتمر الصحافي، قال رئيس نقابة الموظفين ورئيس نقابة اتحاد المعلمين علي يالتشين إن "كلمات ألطايلي بشأن المشاركين في المسيرة غير مقبولة، لن نتسامح مع هذا أبداً، وباعتبارنا منظمة غير حكومية، سنقدم شكوى جنائية وسنحاسبه بالتأكيد أمام القانون".
وأضاف: "نحن على علم بمن يحاولون دعم إسرائيل ويتظاهرون بإظهار الحساسية تجاه الشهداء، وسنواصل مقاطعة جميع المنتجات والشركات التي ترعى إسرائيل".
من ناحيته، قال رئيس "مؤسسة عائلات المحاربين القدامى والشهداء الأتراك" لقمان إيلار إن "أفراداً زعموا أنهم صحافيون يحاولون تقليل شأن دعم تركيا لغزة في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما دفعنا للتحرك لمحاسبة فاتح ألطايلي والأشخاص الذين يتصرفون مثله أمام القانون، إذ يهينون شعبنا، ويحاولون منع دعم غزة".
كذلك، أفاد نقيب نقابة المحامين رقم 2 في أنقرة صبري إيشيك بأن إسرائيل ارتكبت مذبحة وحشية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وبصفتهم نقابة محامين، قدموا شكوى جنائية ضد المسؤولين الإسرائيليين إلى مكتب المدعي العام في أنقرة وفي المحكمة الجنائية الدولية.
وذكر إيشيك أنه "يوم الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول، اجتمع أكثر من مائة ألف مواطن في ميدان الأناضول بأنقرة لإدانة القمع الإسرائيلي في غزة والهجوم الإرهابي في شمال العراق وإحياء ذكرى الشهداء، وأحزاب سياسية ومنظمات غير حكومية عدة حضرت التجمع".
وتابع: "خرجنا في ذلك اليوم من أجل شهدائنا الذين فقدوا أرواحهم في شمال العراق ومنطقة عملية المخلب، ومن أجل شهداء فلسطين الذين دافعوا عن أراضيهم على مدى نصف قرن، غنينا نشيدنا الوطني، ولعننا الإرهاب، وصلينا لشهدائنا".
وأوضح أنه "بعد المسيرة وفي 25 ديسمبر/كانون الأول، نشر فاتح ألطايلي رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي، ونحن لا نقبل الإهانات الموجهة لمواطنينا في أنقرة" و"لا يمكن لأحد أن يحاول تأليب الشعب التركي بعضه ضد بعض من خلال التخفي وراء الصحافة".