تلويحات
1
جُرحٌ يعكس جُرحاً والمرايا حزينة
وثمةَ شعورٌ فاض في الهاوية
والوقتُ يمشي كمنشارٍ
يحزّ ذهابًا وإيابًا
ويرمي نبضاتَ قلبي في المهب.
2
غريب هو انحدار الغيمةِ نحوي
كأنها تريد حمل جثتي إلى الأعالي
لتدفنني في السماء مثلَ ملاكٍ
أو تهبني للموج في البحر الغريب.
3
أنا الذي بلعهُ الطوفان
وجرّهُ الحُلم إلى الأعماق
كانَ سفرًا ممزوجًا بالآه
ولن يكن سوى..
انطفاء
في
انطفاء.
4
النور طُعمٌ رائع لاصطياد الفراشات ليلاً
آخذُ واحدةً فيروزية اللون
أحملها من جناحيها
لتنيرَ طريق العودةِ إلى المنزل
كمن يحملُ فانوس.
5
حلَّ في الغاب هدوء المقابر
ثمة حزن كبير
حيثُ الشجر ميت
والورد صار أصفر
وأنا أُهدّئ روع العصافير
التي توحشت جرّاء العاصفة.
6
أسيرُ وقلبي على كفّي
وأخافُ من السقوط
ماشياً على حبلٍ
أحبُّ حقيقتي هذه
وأنا أركض نحو اللاشيء بسرعة حصان
لم أرَ في نهاية النفق نورًا كما يقولون
مؤلمٌ جداً أنني صفرٌ على الشِّمال.
7
تعبتُ وأنا أحملُ ظِلّي
من دربٍ إلى دربٍ
وأسألُ هل أعود
مثلَ ولدٍ مهووس بالخلاصِ
قَلَّمَ أظافرهُ بأسنانه وهو يفكر
حتى قطّعهُ التعب بسكين
وقدَّمهُ على طبقٍ شهيٍّ للتيه.
8
كنتُ حمامةً فضيةً
أطيرُ إلى اللاشيء
وأحطُّ على اللاشيء
أتلصصُ من خلف النوافذِ
أنقرُ على الشبابيك
أنام على عمود إنارةٍ
لا ملجأ لي سوى الشوارع
كُنتُ أبحث عنها
تلكَ الحياة التي كانت بضع حياة.
* شاعر من العراق