البرلمان العراقي يفشل مجدداً في انتخاب رئيس له
أخفق البرلمان العراقي للمرة الثالثة على التوالي في اختيار رئيس له خلفاً لمحمد الحلبوسي، الذي أُقيل بقرار قضائي منذ نحو شهرين، وقررت رئاسة البرلمان في ساعة متأخرة من ليل السبت-الأحد رفع الجلسة حتى إشعار آخر بعد جولتين من التصويت، انتهت الثانية منها بمشاجرات وخلافات أفشلت عملية التصويت.
وكانت رئاسة البرلمان قد قررت، مساء السبت، الذهاب نحو جلسة تصويت ثانية لاختيار رئيس له، بعدما فشلت في حسم الملف في جولة التصويت الأولى، التي لم يحصل فيها أيٌّ من المتنافسين على الأغلبية المطلقة من الأصوات التي تؤهله للمنصب، وأكدت أنها ستعاود عقد الجلسة بعد نصف ساعة.
وحصل النائب شعلان الكريم، مرشح حزب (تقدم) الذي يتزعمه محمد الحلبوسي، في الجولة الأولى على 152 صوتاً، والنائب سالم العيساوي على 97 صوتاً، والنائب محمود المشهداني على 48 صوتاً، وحصل النائب عامر عبد الجبار على 6 أصوات، وحصل النائب طلال الزوبعي على صوت واحد، بينما عُدَّت 10 أوراق باطلة.
إلا أنّ الجولة الثانية لم تلتئم إلا بعد ساعات، وحضرها 232 نائباً، وذكرت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، في بيان، أنّ "مجلس النواب استأنف جلسته لانتخاب رئيس المجلس"، مؤكدة أن "مجلس النواب صوّت على إضافة فقرة إلى جدول أعماله، ومن ثم قرر رفع جلسته".
وسادت الجلسة أجواء غير مستقرة ومشاجرات من قبل نواب في "الإطار التنسيقي" سعوا لمنع فوز مرشح حزب "تقدم" الذي يتزعمه رئيس البرلمان المقال، محمد الحلبوسي، ما دفع رئاسة البرلمان الى رفع الجلسة.
وقدّم عدد من نواب "الإطار التنسيقي" طلباً إلى رئاسة البرلمان، لإضافة فقرة تعديل النظام وتحجيم صلاحيات رئيس البرلمان، وهو ما أحدث شدّاً وجذباً داخل الجلسة.
وقالت النائبة عن القوى الكردية، سروة عبد الواحد، على منصة "إكس" إن "بدعة تعديل النظام الداخلي وإلغاء صلاحيات رئيس المجلس في أثناء فقرة التصويت على اختيار الرئيس أدت الى رفع الجلسة إلى إشعار آخر".
بدعة تعديل النظام الداخلي والغاء صلاحيات رئيس المجلس اثناء فقرة التصويت على اختيار الرئيس ، ادى الى رفع الجلسة الى اشعار آخر ..
— Srwa Abdulwahid. سروه عبدالواحد (@srwa_qadir) January 13, 2024
وسبق أن أخفق البرلمان العراقي لمرتين بعقد جلسة لانتخاب رئيس جديد له، بسبب عدم تحقيق النصاب القانوني، نتيجة مقاطعة أطراف سياسية مختلفة للجلسات، لعدم تمرير أي مرشح قبل حصول توافق سياسي عليه بين الأطراف السياسية.
ومنذ قرار المحكمة الاتحادية القاضي بإنهاء عضوية الحلبوسي، تعيش القوى السياسية العراقية خلافات وصراعات بشأن اختيار رئيس للبرلمان، فيما أخفق مجلس النواب في اختيار بديل الحلبوسي في نهاية الشهر الماضي، ما دفعه إلى تأجيل الاختيار إلى إشعار آخر.