المنهج المدرسي بين التطوير والتقليص
حسين علي الحمداني
المناهج المدرسية تعود من جديد في المشهد التربوي العراقي، وهذه الظاهرة تتكرر كل عام دراسي سواء في بدايته أو أثنائه مما يجعلنا نتوقف أمام هذه الظاهرة، التي علينا البحث عن حلول جذرية لها بدلا من إجراءات حذوفات متأخرة هنا وهناك تحت ضغط المطالبات والمناشدات.
من مقومات المنهج الدراسي الناجح أن يتناسب وعدد أيام العام الدراسي، من أجل أكماله واستيعابه من قبل التلامذة والطلبة، وإذا ما عرفنا بان العام الدراسي في العراق بصورة عامة يتجاوز قليلا 100 يوم دراسي، أي بحدود 15 أسبوعا حسب سجلات الحضور اليومي للملاكات التعليمية والتدريسية وأغلبية المدارس دوام ثنائي، والبعض ثلاثي مما يجعلها تفقد بعض الساعات التدريسية بحكم تقليص الحصص الدراسية حسب طبيعة الدوام حيث نجده في الدوام الثلاثي لا يتجاوز الثلاث ساعات، مضافا لذلك كله العدد الكبير من العطل، والتي وصلت صلاحية تعطيل الدوام لمدير المدرسة أيام المطر مما يقلص هو الآخر من أيام العام الدراسي.
لهذا نجد ان يؤخذ بنظر الاعتبار عند تصميم المنهج المدرسي عدد أيام العام الدراسي والحصص الدراسية المخصصة لكل مادة، وما متوفر من وسائل إيضاح مساعدة على ذلك وإمكانية إكمال المنهج بالوقت المناسب، وهذه الحالة تشمل جميع المراحل الدراسية سواء الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، وهذا ما يقودنا للقول إننا لا نحتاج إلى مناشدات من أجل تقليص وإيجاد حذوفات في المنهج المدرسي بقدر حاجتنا إلى منهج مدرسي يتناسب والواقع، الذي تعيشه مدارسنا وهذا ما يجعلنا نطالب بتطوير المنهج ليتسم بالواقعية والعلمية، فإن عملية تقليص وحذف المنهج عملية ليست علمية كما يتصور البعض، بقدر ما إنها قد تشوه المستوى العلمي ورصانة العلمية التربوية في لبلد.