عبد الله اليحيا... أول وزير خارجية في الكويت لا ينتمي للأسرة الحاكمة
أعلنت الكويت، اليوم الأربعاء، صدور مرسوم أميري بتشكيل الحكومة الكويتية الجديدة، برئاسة الشيخ محمد صباح السالم الصباح، وتضمنت التشكيلة الحكومية تعيين عبدالله اليحيا في منصب وزير الخارجية، وهو أول اسم يتولّى المنصب من خارج الأسرة الحاكمة.
ويعد تعيين عبدالله علي اليحيا في منصب وزير الخارجية كسر احتكار إحدى الوزارات السيادية في البلاد، حيث كانت حصراً لأسرة آل الصباح.
استعادة "الدور الريادي للكويت"
وفي أول تصريح صحافي رسمي، قال وزير الخارجية الكويتي الجديد، عبد الله اليحيا، إنه سيعمل على "تعزيز دور دولة الكويت ومكانتها إقليمياً ودولياً، واستعادة دورها الريادي"، مُضيفاً أن مهامه ستكون مكملة لمهام وزراء الخارجية السابقين.
وأضاف: "سوف نسير على نفس المدرسة الدبلوماسية للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد"، مُشيراً إلى أن هناك عدداً من الملفات التي سيجري التركيز عليها "منها القضايا الخليجية والإقليمية، والحفاظ على أمن الكويت وسمعة الخليج".
وزير الخارجية الكويتي الجديد، عبدالله علي اليحيا، من مواليد عام 1966، وحاصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، ابن وزارة الخارجية، حيث عمل فيها طوال مسيرته المهنية، وتدرج في مناصبها وترقى في درجات سُلّمها الوظيفي، حتى وصوله إلى منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإدارية والمالية، قبل أن يتولّى شؤون منصبه الحالي.
وقبل ذلك، عمل اليحيا سفيراً للكويت لدى الأرجنتين، من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018 وحتى أغسطس/آب الماضي، حيث نُقل إلى ديوان عام وزارة الخارجية. وعُيّن خلال تلك الفترة، تحديداً في إبريل/نيسان عام 2019، سفيراً فوق العادة مفوضاً محالاً إلى الأورغواي.
ومن أهم الترقيات التي حصل عليها عبد الله اليحيا، خلال صعوده في وزارة الخارجية، هي ترقيته من درجة مستشار إلى درجة وزير مفوض في أغسطس/آب عام 2019، ومن درجة وزير مفوض إلى درجة سفير في الوزارة في سبتمبر/أيلول الماضي.
ومن المحطات في حياة عبد الله اليحيا، عمله أثناء غزو الكويت من العراق عام 1990، مُترجماً مع قوات الجيش الأميركي في "عاصفة الصحراء"، بعدما غادر البلاد إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد 4 أشهر من الاحتلال العراقي، حيث كان يعمل شقيقه آنذاك في السفارة الكويتية لدى واشنطن، وانضم إلى القوات الأميركية بعد إعلانها إمكانية انضمام الطلبة الكويتيين إليها كمُترجمين في حربها لتحرير الكويت.
ومن المهام التي أُوكلت إلى اليحيا في تلك الأثناء، وكان ضمن فريق مكوّن من 1500 مترجم، داخل الأراضي السعودية في المواقع العسكرية التي خُصصت لقوى التحالف الدولي، مهمة الاستماع إلى المكالمات المتبادلة بين القوات العراقية وترجمتها، ومهمة ترجمة أقوال الجنود العراقيين المستسلمين في معسكرات الاعتقال.
أيضاً، خاض عبد الله اليحيا انتخابات مجلس الأمة (البرلمان) لدورتي عام 2006 و2008، دون أن يحالفه الحظ بنيل عضويتهما، وكان له آراؤه السياسية المُعلنة حينها، أهمها انحيازه إلى التمسك بالدستور والديمقراطية.
وكشفت مصادر مقربة من اليحيا لـ"العربي الجديد"، قربه من التيار المعارض الإصلاحي في الكويت، وتأييده لشخصيات من رموز المعارضة، في مقدمتهم رئيس البرلمان الحالي، عرّاب العمل البرلماني منذ سبعينيات القرن الماضي، أحمد عبد العزيز السعدون، بالإضافة إلى نشاطه في الحراك الاحتجاجي المعارض في الكويت عام 2012.
وتناوب على منصب وزير الخارجية في الكويت، منذ صدور الدستور عام 1962، بعد عام من استقلال البلاد عن المعاهدة البريطانية، أولهم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (حاكم الكويت من 2006 إلى 2020)، عرّاب الدبلوماسية الكويتية وراسم سياساتها الخارجية، الذي تولّى المنصب منذ ستينيات القرن الماضي حتى عام 2003، حين تولّى منصب رئيس الحكومة آنذاك، بعد فصل منصب ولاية العهد عن منصب رئيس مجلس الوزراء، في ظل الحالة الصحية الحرجة لوليّ العهد حينها، الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح.
وتلا الشيخ صباح الأحمد الصباح، في منصب وزير الخارجية من أبناء الأسرة الحاكمة، الشيخ محمد صباح السالم الصباح (رئيس الحكومة الحالي)، الذي تقلّد المنصب من عام 2003 وحتى استقالته من الحكومة واعتزاله العمل السياسي عام 2011، ثم الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح (رئيس الحكومة فيما بعد من 2019 إلى 2022) الذي تولّى المنصب من عام 2011 إلى عام 2019.
بعد ذلك، تقلّد منصب وزير الخارجية، كل من الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح من عام 2019 إلى عام 2022، وأخيراً، الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح من أكتوبر/تشرين الأول 2022 إلى يناير/كانون الثاني الحالي.