العراق: 2600 من ضحايا "داعش" الإيزيديين ما زالوا مجهولي المصير
أفاد حسين قائدي، مدير اللجنة الأمنية العليا المكلفة متابعة ملف الضحايا الإيزيديين الذين تعرّضوا لسلسلة جرائم مروّعة في العراق عقب اجتياح تنظيم داعش مدينة سنجار غربي الموصل في عام 2014، بأنّ نحو 2600 من الذين اختطفهم التنظيم ما زالوا مجهولي المصير حتى الآن، في وقت نجحت الجهود في تحرير واستعادة 3576 شخصاً.
وكان تنظيم داعش قد نفّذ، مطلع شهر أغسطس/ آب 2014، عقب دخوله إلى مدينة سنجار التابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق والغنيّة بالتعدّد الديني والقومي، سلسلة جرائم مروّعة تضمّنت عمليات قتل جماعي وخطف للنساء طاولت الآلاف من الإيزيديين، وخلّفت مآسي كبيرة ما زالت آثارها قائمة حتى الآن.
وقد أوضح مدير "مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين"، في حديث بثّته محطة تلفزيون محلية عراقية كردية اليوم الأحد، أنّ "الهدف من إنشاء مكتب المختطفين الإيزيديين هو إنقاذ هؤلاء الذين وقعوا في أيدي عصابات داعش الإرهابية في عام 2014"، مضيفاً أنّ في الفترة التي أعقبت أحداث عام 2014 "أُنقذ 3576 إيزيدياً، من بينهم 1208 نساء و339 رجلاً والبقية أطفال من كلا الجنسَين".
وتابع قائدي أنّ "نحو 2600 شخص مفقودون حتى الآن، سواء في أيدي العصابات الإرهابية أو في المناطق التي كانت تحت سيطرة العصابات الإرهابية". وأشار قائدي إلى 135 ألف عراقي إيزيدي ما زالوا يعيشون في مخيمات بإقليم كردستان العراق، فيما هاجر أكثر من 120 ألفاً منهم إلى خارج البلاد، جزء كبير منهم في أوروبا.
وكان مجلس النواب العراقي قد وصف في عام 2020 ما تعرّض له أبناء الإيزيديين على يد مقاتلي تنظيم داعش بأنّه جرائم "إبادة جماعية"، وأقرّ قانوناً لإنصاف الضحايا عُرف بقانون "الإبادة الجماعية للإيزيديين". وقد نصّ أبرز بنود القانون على امتيازات مالية ومعنوية لتسهيل إعادة اندماج النساء من ضحايا تنظيم داعش في المجتمع. فمن الناحية المالية، يمنح القانون هؤلاء النساء راتباً تقاعدياً وقطعة أرض سكنية وأولوية في التوظيف، إلى جانب استثناءات في ما يتعلق بشروط الدراسة، فضلاً عن جوانب أخرى تتعلق بإعادة الإعمار وتأهيل المناطق المنكوبة.
لكنّ المجال لم يُتَح حتى الآن أمام القانون ليُنفَّذ بصورة كاملة بعد تعثّر حكومة مصطفى الكاظمي في تطبيق اتفاقية تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار الموقَّعة مع إربيل قبل عامَين، إذ تسبّب نفوذ مسلّحي حزب العمال الكردستاني في عرقلة الاتفاق ومنع تنفيذه واشتبك مع قوات الجيش العراقي أكثر من مرّة.
في هذا السياق، يقول الناشط الحقوقي العراقي حاتم شنكالي لـ"العربي الجديد"، إنّ "آمال العثور على ناجين يتراجع مع مرور الوقت، خصوصاً بعد استعادة العراق السيطرة على كلّ المناطق، وكذلك الحال في سورية التي لم تبقَ فيها مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش".
يضيف شنكالي أنّ "الجهود ما زالت متواصلة، لكنّها بمعظمها إمّا فردية من قبل أسر المختطفين وإمّا من خلال منظمات إيزيدية وأخرى تابعة لحكومة إقليم كردستان، في وقت لا تُظهر بغداد اهتماماً كافياً بالملف". ويلفت إلى أنّ "معظم المختطفين من النساء، ويُعتقَد أن كثيرين من هؤلاء المختطفين قضوا على يد الإرهابيين أو في العمليات العسكرية والقصف".