مستقبلٌ اسمه الجفاف
نوزاد حسن
لم يعد المستقبل كلمة تعني تحقيق الامنيات أو طموحات شعب من الشعوب. عادة يقول من يقول إنني سأفعل في خلال سنوات ما أفكر فيه. أنا أخطط لتغيير حياتي. وفي الحقيقة مثل هذا التفكير الإيجابي مهم وممكن على صعيد المستوى الشخصي، لكن على مستوى بناء الدول سنجد أن القضية أصعب بسبب وضع الكوكب المريض جدا وأعني كوكبنا الأرضي، هذه الكرة المليئة بالبشر والتحف وكل شيء.
سأقول بالتحديد هذا: الأرض أو كوكبنا ليس في حالة جيدة.واذا كان هذا حال أرضنا، فهذا يعني اننا سنفقد شيئا ما، وربما سنتعرض لخسارات وخسارات إن استمر تدهور الحالة الصحية لأمّنا الأرض.
عالميا هناك خطر يسمونه الاحتباس الحرارة وتغير في درجات الحرارة. هذه الحمى الأرضية لن تنفع معها كمادات عادية لو صح القول. أمنا بكل ما تحويه تسخن، ومن مصلحة الجميع أن تخف درجة حرارتها.
واذا لم تكن هناك علاجات جدية وتعاون دولي فستكون النتائج خطرة. هناك دول ستدفع الثمن. ستتعرض هذه الدول إلى الجفاف، وفقدان المزيد من الأراضي الزراعية والرطبة. هذا الاجراء هو نوع من عقوبة قاسية ستدفع بالناس إلى الهجرة تاركين كل شيء. وها نحن نسمع ونشاهد أن منطقتنا وعلى الأخص بلادنا ستعاني من ضغط هذا التغير المناخي بمرور الوقت.
لا أحد يتحدث عن سيناريو لن يحدث. هناك علامات لظهور شبح الفساد بعد قلة الأمطار، وقلة الاطلاقات المائية من دول الجوار، وكذلك الهدر الذي يحدث عند استخدام اساليب بدائية في الزراعة كالري السيحي. هذه هي علامات قدر جديد سيئ، سنواجه نحن في غضون سنوات قليلة قادمة.
أحيانا أفكر بأن الوضع خطير كلما تابعت متخصصًا بمجال البيئة أو الشأن المائي.
ترى كم أصبح العالم معقّدا، بحيث أصبح للماء مختصون مهمومون بقضية الجفاف التي تضرب العالم.
هل نتقدم إلى مواجهة الكارثة، ونخسر يوما بعد آخر الاراضي الزراعية، وما يتبعها من ضياع في الانتاج الزراعي والحيواني، ثم تحدث الهجرة القسرية التي تفرضها الطبيعة علينا. إن مرض الأرض سيصينا بعدواة، وسيغير حياتنا تغييرا قويا. لذا لا حل الا بمواجهة كارثة الجفاف. وهذا عمل ضخم تبدأه الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين وجميع الجهات الاخرى داخلية وخارجية. وهذا ما ننتظره جميعا. حل مباشر.