في حوار مع "بغداد اليوم".. باحث إيراني يكشف أهمية زيارة هنية إلى طهران تزامنا مع قرار مجلس الأمن
بغداد اليوم- بغداد
عقب الموافقة على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار المؤقت في غزة والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، زار إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على رأس وفد من الحركة طهران أمس الثلاثاء.
وفي طهران، ألتقى هنية لأول مرة وتحدث مع حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعقد الجانبان مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب الاجتماع وبعد ذلك توجه هنية للقاء المرشد الأعلى في ايران علي خامنئي.
والتقى هنية اليوم الأربعاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بحسب بيان ذكره موقع الرئاسة الإيرانية اطلعت عليه وكالة أنباء "بغداد اليوم".
وعن توقيت هذه الزيارة التي تعد هي الثانية لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى طهران منذ بدء معركة طوفان الأقصى في اكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشار الخبير في قضايا غرب آسيا (أحمد زارعان) في حديثه لوكالة أنباء "بغداد اليوم"، إلى ضرورة أن تكون فصائل المقاومة في المنطقة على موقف واحد فيما يتعلق بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.
وقال: حالياً المنطقة بشكل عام وغزة بشكل خاص في وضع حساس ومن الضروري أن يكون هناك تنسيق بين طرفي محور المقاومة وسفر هنية محدد في هذا الإطار.
وفيما يلي نص الحوار
إسماعيل هنية يسافر إلى إيران للمرة الثانية بعد طوفان الأقصى. ما هي برأيك أهم المواضيع التي ناقشها الجانبان وما هي أهمية هذه الرحلة؟
أحمد زارعان: تلتزم الجمهورية الإسلامية بتقديم الدعم الشامل لجماعات المقاومة، وتعتبر حماس أحد أهم أطراف محور المقاومة، ومن الطبيعي أن تتواصل وتتعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحكومات وفصائل المقاومة مع بعضها البعض على مختلف المستويات والأبعاد. كما أن المنطقة بشكل عام وغزة بشكل خاص تعيش حالياً وضعاً حساساً ومن الضروري أن يكون هناك تنسيق بين أطراف محور المقاومة، وبالتالي فإن رحلة السيد هنية تتحدد في هذا الإطار.
رحلة هذا المسؤول السياسي في حماس تزامنت تقريبا مع موافقة مجلس الأمن الدولي على وقف إطلاق النار المؤقت. هل تعتقد أن هناك علاقة بين هاتين المسألتين؟
أحمد زارعان: كما ذكرت فإن المنطقة تعيش وضعاً حساساً وهذه الحساسية تتطلب تنسيق وتضافر محور المقاومة، ونظراً لكون الجمهورية الإسلامية تعتبر النظام الصهيوني نظاماً غير شرعي، وبسبب الصراع الجوهري، فإنه لا يمكن لإيران أن تشارك بشكل مباشر في المفاوضات المتعددة الأطراف بحضور النظام الصهيوني، وأطراف أخرى مثل مصر قطر تلعبان دوراً في هذا المجال، حيث تفكر فصائل المقاومة الفلسطينية من خلال إرسال وفود دبلوماسية إلى إيران أو وجود دبلوماسيين إيرانيين في بيروت والدوحة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سياق المفاوضات أو قضايا أخرى، والآن بعد صدور قرار مجلس الأمن بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، أصبح التوافق والتنسيق بين أطراف المقاومة بهذا الشأن وفيما يتعلق بالسيناريوهات المستقبلية أمراً حتمياً.
من المحتمل أن طول أمد الحرب أدى إلى تقليص القدرة القتالية لفصائل المقاومة الفلسطينية. هل يمكن لهذا التوقف استعادة القدرة على المقاومة؟
أحمد زارعان: بحسب قادة عسكريين وسياسيين وخبراء إسرائيليين، فرغم مرور نحو ستة أشهر على بدء الحرب، ما زالت حماس محتفظة بقدراتها القتالية وتنظيمها. فإذا كانت حماس على وشك التدمير أو الهزيمة، فإن الصهاينة لن يصروا على ضرورة البدء بعملية عسكرية واسعة النطاق في رفح، ولن يعترفوا بأن تدمير حماس سيستغرق وقتاً.
لكن من الواضح أن وقف الحرب سيضع حماس في وضع أفضل، خاصة وأن الحقائق الميدانية أثبتت أن النظام الصهيوني لم يحقق أياً من أهدافه، مثل القضاء على حماس، وإطلاق سراح الأسرى، وإنهاء الحرب. ونزع سلاح غزة، وإجلاء السكان الفلسطينيين من غزة. وهذه الحقائق من شأنها أن تعزز روح حماس وشعب غزة وجميع أنصار الحرية الفلسطينية.
ما مدى احتمالية عدم اهتمام إسرائيل بهذا القرار، وهل سنرى في هذه الحالة رد فعل من المجتمع الدولي؟
أحمد زارعان: تظهر تصريحات السلطات الصهيونية في الأيام الأخيرة أنها غير مستعدة لقبول قرار مجلس الأمن ولا تعتبره ملزماً وتصر على أهداف محددة سلفاً. ومع ذلك، وعلى الرغم من عصيان النظام الصهيوني لقرار مجلس الأمن، فمن غير المرجح أن تتخذ الدول التي تتمتع بحق النقض إجراءات عقابية ضد هذا النظام وتتدخل بشكل إنساني لصالح شعب غزة، لكن، كما صرح المسؤولون الأمريكيون، فإن استمرار الحرب من قبل النظام الصهيوني سيؤدي إلى عزلة هذا النظام على المستوى الدولي بأبعاد مختلفة. إن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على القرار وتهديد بعض الدول بقطع العلاقات الدبلوماسية، دليل واضح على العزلة السياسية لهذا النظام وقربه من الانهيار.
في النهاية، تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من معارضة النظام الصهيوني للقرار، فمن غير المرجح أن يتم وقف إطلاق النار حتى نهاية شهر رمضان وحتى بعد ذلك، ولكن يجب الاعتراف بأن وقف إطلاق النار سيتم. سيكون صراعاً جديداً ومعقداً وطويل الأمد، وسوف يبدأ في خلق نظام جديد في غرب آسيا، ويتعين علينا أن نتوقع سيناريوهات معقدة وربما خطيرة. ومن الممكن أيضاً تحليل تصويت الامتناع الأمريكي عن التصويت من منظور الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتصميم نظام مستقبلي جديد.