رئيس الوزراء: نخطط لاستثمار الطاقات الإنتاجية للتصدير
بغداد: الصباح
أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عن التخطيط لتصدير الطحين في المستقبل عبر استثمار الطاقات الإنتاجية، جاء ذلك خلال استقباله بمقر إقامته في واشنطن، رئيس مجلس القمح الأميركي فينس بترسون والوفد المرافق له.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أنه "جرى في اللقاء بحث أوجه التعاون المستقبلي في توريد الحنطة إلى العراق بأفضل النوعيات وبأسعار مناسبة من أجل إنتاج مادة الطحين خارج استخدامات البطاقة التموينية، التي عملت الحكومة على تأمينها وتعزيز خزينها الستراتيجي، بالاعتماد بشكل أساس على القمح العراقي".
وأشار السوداني، إلى "التعاون المستمر مع مجلس القمح"، مشيداً "بجهوده في تسهيل التعاقدات مع وزارة التجارة وتجهيزها بمادة القمح، في مرحلة كان العراق بأمسّ الحاجة إلى كميات كبيرة منه لتعزيز أمنه الغذائي". وأكد، "حرص الحكومة على استمرار التعاون مع الشركات الأميركية المختصة، من أجل إنتاج مادة الطحين للسوق المحلية والاستغناء عن استيراده، إلى جانب مواصلة الحكومة جهودها في مجال تعزيز الأمن الغذائي من خلال دعم المزارعين والقطاع الخاص الزراعي في العراق". وأشار إلى أن "الحكومة ستعمل على تذليل كل المعوقات للمضيّ بالتعاون مع الشركات الأميركية في دعم هذا المشروع، وتلبية حاجة السوق المحلية من الطحين، والتخطيط لتصديره مستقبلاً عبر استثمار الطاقات الإنتاجية للمطاحن الأهلية، المعطّل جزء كبير من خطوط الإنتاج فيها". من جانبه أعرب بترسون، عن "التطلّع إلى المزيد من التعاون والعمل المستقبلي"، مشيراً إلى أنّ "مجلس القمح الأميركي قد عمل مع العراق لعقود، وذلك ضمن إطار مذكرة تفاهم لمجلس القمح، كما عبر عن اعتزازه بالشراكة مع العراق".
كما استقبل السوداني بمقر إقامته في واشنطن، رئيس التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي سيث مولتن.
وجرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوجه الحكومة العراقية نحو الانتقال بالعلاقة مع الولايات المتحدة إلى مستوى يتجاوز الجوانب الأمنية والعسكرية إلى مجالات أرحب في القطاعات الاقتصادية والنفطية والثقافية، وفي مجالات التعليم والاستثمار، وذلك وفق اتفاقية الإطار الستراتيجي. وشهد اللقاء الإشادة بإجراءات الحكومة العراقية ونهجها في مجال الإصلاح وتدعيم الاقتصاد، وكذلك خطواتها في تعزيز جهود الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة، كما تناول أيضاً الأحداث في غزّة، والتأكيد على ضرورة إيقاف الحرب وحماية المدنيين العزّل لاسيما الأطفال والنساء، بما يُسهم في استقرار المنطقة وأمنها. من جانب آخر، وضمن زيارته الرسمية التي يجريها إلى الولايات المتحدة الأميركية، تسلّم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الأول الثلاثاء، قطعة أثرية رافدينية تعود إلى العصر السومري من متحف المتروبوليتان في نيويورك.
وعبّر السوداني، خلال حفل التسليم الذي جرى في مقرّ الإقامة، عن تقديره لإدارة المتحف، والجهود التي بُذلت لإيصال هذه القطعة الأثرية، وإجراءات تسليمها للسفارة العراقية، مؤكداً أن هذه المبادرات ستعزز العلاقة بين العراق والولايات المتحدة. وأشار رئيس الوزراء، إلى أن الآثار العراقية تمثّل هوية البلد، وتاريخه وحضارته، وأن الحكومة تواصل مساعيها لاستعادة جميع القطع الأثرية، التي تعود إلى الحضارات الرافدينية، لاسيما بعد أن تعرض البلد إلى موجة من السرقة والإهمال خلال الحقب الماضية، ما تسبب بفقدان هذا العدد الكبير من المقتنيات الآثارية التي تؤرخ حضارة العراق وتوثق إسهاماتها الإنسانية. وشدد على أنّ من الاستحقاقات المهمة للحكومة والدولة التعاون مع الدول الصديقة وجميع المؤسسات الدولية والثقافية؛ لأجل إعادة آثارنا إلى موطنها الأصلي. إلى ذلك، استقبل رئيس الوزراء عضو لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور عن الحزب الديمقراطي تيم كين والوفد المرافق له. وذكر السوداني أنه عقد سلسلة اجتماعات ناجحة في هذه الزيارة مع الرئيس بايدن وباقي المسؤولين، وأن توقيت الزيارة مهمّ لتعزيز العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى رؤية الحكومة في إيجاد علاقة مستدامة تشمل جميع المجالات، بضمنها المجال الأمني، وهو ما جرى العمل عليه عبر مجموعة أسس منهجية ابتدأت باللجنة العسكرية العليا التي ستناقش مهمة التحالف الدولي، وهو ما يخضع للتنظيم في الحوارات الجارية بين وزارة الدفاع العراقية والبنتاغون لتحديد شكل العلاقة الأمنية المستقبلية.
بدوره عبَّر السيناتور كين عن سعادته باللقاء، مؤكداً دعمه الجهود التي تعمل على تحويل العلاقة وجعل الجوانب الاقتصادية والتجارية والثقافية هي البارزة، وليس الجانب العسكري.