السوداني يختتم زيارة ناجحة إلى الولايات المتحدة
بغداد: محمد الأنصاري
عقب زيارة رسميَّة امتدت قرابة أسبوع، عاد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمس السبت إلى العاصمة بغداد، بعد اختتام زيارته الرسميَّة إلى الولايات المتحدة الأميركيَّة، التي تضمَّنت إجراء سلسلة من اللقاءات والمباحثات والندوات والجلسات الحواريَّة وفعاليات أخرى، وتمكّن السوداني خلال زيارته الناجحة من رسم خطوط علاقة مستقرة ومتوازنة مع واشنطن تضمن مصالح العراق وشعبه وتُبعد البلاد عن التوترات في المنطقة.
والتقى السوداني في البيت الأبيض الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وأجرى مع الإدارة الأميركية مباحثات موسّعة وشاملة، وناقش رئيس الوزراء المحاور المهمة مع بايدن والمتضمنة تنفيذ بنود اتفاقية الإطار الستراتيجي الموقّعة بين البلدين في 2008، والتركيز على محاور التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري والتعليم وقطاعات الصحة والبنى التحتية وغيرها من بنود الاتفاقية، وإكمال الحوار بين بغداد وواشنطن بشأن تواجد القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق.
وقام رئيس الوزراء بزيارة مقرِّ "البنتاغون" وزارة الدفاع الأميركية ولقاء وزير الدفاع لويد أوستن الذي بحث معه آفاق التعاون العسكري بين البلدين، كما استقبل خلال تواجده في واشنطن رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا.
والتقى السوداني وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس، ووكيل وزيرة الخزانة الأميركية والي أدييمو الذي أجرى معه مباحثات مهمة بشأن الإصلاح المالي والمصرفي في العراق والتعاون لتأهيل المؤسسات المصرفية العراقية وإيفائها بمتطلبات التبادل النقدي الدولي. ورعى رئيس الوزراء توقيع 18 مذكرة تفاهم في الطاقة والاقتصاد وتطوير قطاع النفط والصناعة الدوائية بين العراق والولايات المتحدة، كما استقبل عدداً من أعضاء مجلس النوّاب الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وكذلك رئيس التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي سيث مولتن، واستقبل أيضاً عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي تيم كين، وعضو مجلس الشيوخ الأميركي البارز السيناتور ليندسي غراهام.
وعقد السوداني خلال الزيارة اجتماعاً مع عدد من سفراء الولايات المتحدة السابقين الذين خدموا في العراق، وكذلك استقبل رئيس "مجلس القمح الأميركي" فينس بترسون وبحث معه آفاق التعاون في قضايا الأمن الغذائي وخطط الحكومة المستقبلية لتصدير الدقيق "الطحين" عبر التعاون مع المطاحن الأهلية في القطاع الخاص.
وفي مجالات التعاون الاقتصادي والطاقة والتسليح، استقبل السوداني وفد بنك "جي بي مورغان"، ورئيس شركة "جي أي فيرنوفا" لتكنولوجيا الطاقة، ووفد شركة "ستيلر إنيرجي" الأميركية، واستقبل وفد شركة "جنرال داينامكس" الأميركية، ووفد شركة "بيكر هيوز" الأميركية، ووفد شركة "لوكهيد مارتن" المسؤولة عن تصنيع طائرات (F16)، ورئيس شركة "هانويل" الأميركية، ورئيس شركة KBR للحلول التكنولوجية المستدامة في هيوستن، كما التقى عدداً من رؤساء وممثلي الشركات الأميركية الكبرى المتخصصة في مجال النفط والغاز في مدينة هيوستن في ورشة عمل.
وخلال زيارته إلى ولاية ميشيغان حيث الثقل الأكبر للجالية العربية والعراقية، التقى رئيس الوزراء نخبة من رجال الأعمال العراقيين، واستقبل وفد "معهد بيكر لدراسات وبحوث الطاقة" في هيوستن، والتقى مع ممثلي المراكز البحثية المتخصصة بالعراق والمنطقة في واشنطن.
وضمن حواراته مع مؤسسات البحوث، أجرى السوداني حواراً فــي "مؤسسة المجلس الأطلسي" بالعاصمة الأميركية واشنطن، وكذلك أجرى ندوة حوارية في جامعة "جون هوبكنز" الأميركية بواشنطن، والتقى مجموعة من الجالية العراقية في العاصمة الأميركية واشنطن وكذلك الجالية العراقية في مدينة هيوستن، كما التقى حشداً كبيراً من الجالية العراقية في "المنتدى الإسلامي" بولاية ميشيغان، وكذلك التقى السوداني مجموعة من الجالية العراقية في "المركز الكلداني العراقي" بولاية ميشيغان.
وتسلّم رئيس الوزراء قطعة أثرية تعود إلى الحضارة السومرية (2900 - 3000 سنة ق.م) من متحف الميتروبوليتان بنيويورك.
وخلال زيارته الرسمية، التقى السوداني ممثلي ومراسلي عدد من وسائل الإعلام الغربية في واشنطن، كما أجرى مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية، ومقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" ومقابلة صحفية مع موقع "المونيتور"، وأجرى مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، وكذلك أجرى السوداني لقاء تلفزيونياً مع قناة PBS الأميركية.
وفي ختام زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة، أجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني زيارة إلى السفارة العراقية في واشنطن، والتقى العاملين فيها، إذ أثنى على "الجهود التي بُذلت خلال زيارته الرسمية الحالية، وعلى حُسن التنظيم، لاسيما ما بذله سفير العراق لدى الولايات المتحدة".
ودعا السوداني فريق السفارة إلى "بذل المزيد من الجهد، ووضع خدمة العراق وسمعته أمام كل عمل أو خطوة يخطوها"، وأوضح في حديثه مع فريق السفارة أنَّ "التفاهمات والملفات التي جرى العمل عليها خلال الزيارة تتطلب المتابعة الحثيثة والتركيز على إنجاح المتطلبات اللاحقة التي تستلزمها ملفات ومذكرات التفاهم الثنائية مع الولايات المتحدة الأميركية، والعمل على وفق مستهدفات البرنامج الحكومي والمساهمة في تحقيقه".
ووجّه رئيس الوزراء طواقم السفارة أيضاً، "بإيلاء الرعاية والاهتمام بأبناء الجالية العراقية في الولايات المتحدة، والعمل على تقديم كل الخدمات الممكنة والتسهيلات التي يحتاجون إليها".