السوداني في منتدى الرياض
أحمد عبد الحسين
مشاركة العراق في المنتدى الاقتصادي العالميّ الذي انعقد أمس في العاصمة السعودية الرياض، تقدّم مهم على صعيد توسيع مديات التحاق العراق بالعالم بعد عقود طوال من الغياب والتغييب. ويمكن ترسّم ملامح هذه العودة في الخطوات التي اتخذها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال الأسبوعين المنصرمين، وآخرها ترسيخ الشراكة مع أميركا أثناء زيارته واشنطن، أعقبها مباشرة توقيع شراكة ستراتيجية مع تركيا خلال زيارة الرئيس التركي لبغداد.
باب الاقتصاد هو الأوسع لمن يريد علاقات سويّة مثمرة، ولمن يريد طيّ نظام التحالفات القديم الذي أوقع البلد في زاوية حرجة أبعدته مطوّلاً عن استغلال ثرواته الاستغلال الأمثل كما أبعدته عن استثمار حضوره السياسي والاقتصاديّ في فرض نفسه لاعباً ذا أهمية كبيرة في منطقته والعالم.
في الرياض، التي انتقل المجتمع الاقتصادي العالمي إليها من دافوس، التقى أمس أكثر من ألف شخصية عليا يمثلون 92 دولة تحت عنوان كبير يمثل هدف المؤتمر وهو "دعم الحوار العالميّ وإيجاد حلول للتحديات العالمية المشتركة".
المنتدى يبحث في السبل التي تحقق النموّ الاقتصادي واستثمار الطاقة من أجل التنمية، ولهذا فإنّ العراق معنيّ به ربما أكثر من سائر الدول لأنّ رهاننا الحقيقيّ يتمثل في كيفية إدارة عجلة التنمية من خلال استثمار ثروتنا الطبيعية، النفط الذي هو عماد اقتصادنا. ولأنّ المؤتمر أتى مباشرة بعد الدفعة القوية التي تلقاها مشروع طريق التنمية إثر لقاء السوداني أرودغان ببغداد.
لهذا فإن تصريح الناطق باسم الحكومة باسم العوادي بأنّ "رئيس الوزراء يحمل في حقيبته مشروع طريق التنمية، باعتباره الأصدق تعبيراً عن عنوان المنتدى" يشير إلى هذه الجنبة التي تجعل مشاركة العراق في هذه الدورة مختلفة عن سابقاتها، لأنها تحمل مشاريع حقيقية ذات صبغة إقليمية ستجد اهتماماً من قبل الدول المحيطة بالعراق، باعتبار أن طريق التنمية سيكون صلة الوصل بين الخليج وأوربا عن طريق تركيا، والعراق يقع في قلب هذا المشروع.
المنتدى الاقتصادي هذا وما سيُبحث فيه واللقاءات الجانبية التي سيجريها السوداني مع قادة العالم، خطوات تضاف إلى الخطوات المدروسة التي يُعوّل عليها في نقل العراق إلى مكانته التي غُيّب عنها والتي آن لها أن تتحقق.