اخبار العراق الان

عاجل

"حمام المفتي" في السليمانية يصارع التطور.. تاريخ يحكي ذكريات المدينة (صور)

"حمام المفتي" في السليمانية يصارع التطور.. تاريخ يحكي ذكريات المدينة (صور)

2024-05-12 16:54:06 - المصدر: بغداد اليوم


بغداد اليوم - السليمانية

يعود تاريخ الحمامات في السليمانية إلى عهد بعيد وتحديدا في القرن الثامن عشر، ومع أول سنوات تأسيس المدينة في عهد الإمارة البابانية، ما يعكس تاريخ المدينة القديم، ويروي حكايات أهلها.

وفي السليمانية توجد مجموعة من الحمامات القديمة أبرزها حمام المفتي التي بني عام 1797 ويقع في منطقة صابون كران، وحمام سورة الذي يقع في منطقة خانقه، وهناك اختلاف بين المؤرخين على أيهم الأقدم، ولكن لكل حمام منهم حكاية وقصص وروايات يتناولها أهالي السليمانية وروادها القدماء.

ويقول المؤرخ الكردي والأكاديمي في جامعة السليمانية عبد الخالد صابر إن، للحمامات تاريخ وذكريات في السليمانية، ولكن لا يوجد سنة محددة، لتاريخ بناءها، ولكن على الأغلب، فأن إنشاء الحمامات بدأ في نهاية القرن الثامن عشر، مبيناً في حديثه لـ "بغداد اليوم" أن "حمام المفتي يقع في منطقة صابون كران، وهو واحداً من أقدم الحمامات وشيد في عهد إبراهيم باشا، في عهد الإمارة البابانية التي كانت تحكم السليمانية".

وأضاف ان "اسمه يرجع إلى عائلة المفتي، وهي عائلة يرجع جذورها إلى منطقة قرداغ في أطراف السليمانية، ومنها رجل الدين الشيخ عزيز المفتي"، لافتا الى ان "الحمام يقع في منطقة قديمة، وشيد على عين للماء حيث أن أغلب حمامات السليمانية كانت تشيد بالقرب من عيون الماء، كما أنه، يقع في منطقة تسكنها العوائل المسيحية على بعد 200 متر".

لكن المؤرخ الكردي يؤكد بأن، رواد الحمامات قلوا بشكل كبير، مع تقدم الزمن والتطور التكنلوجي، وظهور المسابح الحديثة، وأيضاً فأن الحمامات المنزلية تطورت، وبالتالي تراجع رواد الحمامات الشعبية، والكثير منها أغلق، بسبب قلة الزوار.

كما يلفت إلى أن "الحمامات في السليمانية تشبه حمامات بغداد والموصل والشام، فهي تقدم المشروبات الساخنة من الشاي والحامض و (الأركيلة) لزوارها".

ويزورها الناس في المناسبات والأعياد وعيد نوروز، وفي الأعراس بكثرة، يوم كانت السليمانية منطقة صغيرة، وعبارة عن مناطق شعبية، ولم يكن هذا التطور العمراني.

وبالعودة لتاريخ حمام المفتي فأنه كان يدار من امرأة تدعى أمينة وزوجها منذ 30 عاماً، وكان الحمام مفتوحاً أمام الرجال والنساء.

لكنه في الـ 10 سنوات الأخيرة، تم تخصيصه للنساء فقط، كما تؤكد أمينة أحمد في حديثها لـ "بغداد اليوم" بأن "رواد الحمام تراجعوا، ولكن الحمام مازال يعمل وبشكل يومي".

لافتةً إلى أنه "ومع التطور التكنلوجي وظهور المسابح الحديثة في مركز والفنادق وظهور الحمامات المنزلية بأنواعها المختلفة، فقد تقلصت الحمامات، وحتى كادرنا قد تقلص، ولكن مع ذلك نواصل العمل في أقدم حمامات السليمانية، والذي له طراز معماري مميز".

كما تشير إلى أن "الكثير من السياح الأجانب حتى وقت قريب كانوا يزورون الحمام للاطلاع على هذا المعلم المميز، خاصة وأنه، يقع بواحدة من أقدم مناطق السليمانية، كانت تعيش فيها العوائل المسلمة والمسيحية، ويرتادون الحمام ويتبادلون التهاني والزيارات في الأعياد والمناسبات".