اخبار العراق الان

بالأرقام.. ديالى تنتج ملايين البيض شهرياً ولا يكفيها والتهريب يهدد أصحاب الحقول

بالأرقام.. ديالى تنتج ملايين البيض شهرياً ولا يكفيها والتهريب يهدد أصحاب الحقول
بالأرقام.. ديالى تنتج ملايين البيض شهرياً ولا يكفيها والتهريب يهدد أصحاب الحقول

2024-05-22 21:12:09 - المصدر: شفق نيوز


شفق نيوز/ منذ أكثر من عام لم ينخفض الإنتاج الشهري للبيض في ديالى إلى أقل من 15 مليون بيضة، فحقول الدواجن في المدينة تنتج أحيانا 17-20 مليون بيضة في الشهر الواحد وبجهود ذاتية من قبل مربي الدواجن والمستثمرين.

وعلى الرغم من إنتاج ديالى الوفير من البيض، لكنه لا يسد حاجة استهلاك المحافظة وتشهد أسعاره ارتفاعاً كحال المدن التي لا تضم أي حقول للدواجن، إذ يبلغ سعر الطبقة 6000 - 7000 دينار معظم أيام السنة.

وبلغ إنتاج المحافظة خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي قرابة 15 مليون بيضة، فيما تضم المدينة 1384 حقل دواجن للبيض ولحوم الدجاج مجاز وغير مجاز وفقاً لرئيس شعبة الدواجن في المستشفى البيطري بمحافظة ديالى أرشد مجيد.

وقال مجيد في حديثه لوكالة شفق نيوز، إن "ديالى تعد من أبرز المدن المتميزة في قطاع الدواجن لكن الإنتاج عشوائي وهو عبارة عن مشاريع خاصة غير منظمة ومتأخرة من حيث التطور والمواصفات بخلاف إقليم كوردستان الذي يشتهر بتنظيم هذا القطاع المهم".

وأضاف أن "البيض كالدولار أسعاره تكون وفق بورصة في كل العراق ولهذا أحياناً ترتفع الأسعار وتنخفض الكميات في السوق لأن لاسلطة للحكومة على أصحاب الحقول"، لافتا الى أن"يجب على الحكومة أن تنظم إدارة عمل الدواجن من اللحوم والبيض للسيطرة على الأسعار من خلال توفير مجزرة حكومية في ديالى ومتابعة المشاريع بشكل مستمر".

وأكد مجيد أن "أسعار البيض واللحوم تستقر في ديالى والعراق بشكل عام حال ارتباطه بالحكومة مباشرة من خلال تحديد الأخيرة لأسعار معلومة تضم هامش ربح للمستثمر وتضمن عدم استغلال المستهلك".

من جانبه، بين محمد الشمري وهو صاحب حقل للدواجن أن "العمل بمشاريع الدواجن مكلف وصار يثقل كاهلنا نتيجة عدم توفر دعم حكومي فضلا عن غلاء الأعلاف والصعوبة في الحصول على الوقود وغيرها".

وأضاف الشمري في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "قلة الدعم الحكومي دفعنا لتقليل الأفراخ في المشاريع فضلا عن تقليص عدد القاعات لتجنب الخسائر لأن الدخول وضع كامل رأس المال في الدواجن بلا دعم حكومي يعتبر مجازفة".

وأشار الى أن "حقول ديالى معروفة بجودة انتاجها من البيض واللحوم لكن لانستطيع الربح كثيرا بفعل غلاء العلف والوقود وأجور النقل"، لافتا الى أن"البضاعة تنقل أحيانا لمحافظات بعيدة بينما لو كانت المجازر متوفرة في ديالى لكانت الأوضاع ليست كماهي الآن".

وفي سياق متصل، أوضح حسن الكرخي وهو صاحب حقل للدواجن لوكالة شفق نيوز، أن "أغلب مربي الدواجن قلصوا انتاجهم الى النصف فضلا عن تسريح قرابة 60‎%‎ من العاملين جراء دخول البيض واللحم المستورد الى جانب ضعف الدعم الحكومي".

وأشار الى أن "حتى وإن منعت الحكومة دخول المستورد في أوقات سابقة لكن الغريب أن البضاعة المستوردة تغرق السوق وهذا دليل على انها تدخل بشكل غير رسمي عن طريق التهريب".

بدوره كشف مصدر حكومي في ديالى أن "أكثر ما يهدد الإنتاج المحلي للدواجن في المحافظة هو مستورد او المهرب خاصة من الجارة إيران بأسعار منخفضة ويتم وضع ملصقات عليها لإظهارها كمنتج محلي".

وأضاف أن "الاجراءات الأمنية في السيطرات موجودة ولكن أصحاب الحقول تحدثوا عن مشاهدتهم لشحنات تدخل بلا أوراق رسمية او وصولات وعند سؤال عنصر الأمن لسائقي تلك الشحنات تكون الإجابة بأن هذه شحنة الشخصية الفلانية وتمر من السيطرات عبر اتصالات مع جهات متنفذة، فيما ينتظر أصحاب الحقول فترات طويلة للحصول على الموافقات من أجل المرور".

وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى أن "دخول وحركة شاحنات البيض والدجاج ستستمر بالدخول من دول الجوار وتؤثر على المنتج المحلي مالم تسيطر الجهات الحكومية على هذا القطاع المهم وتنظم حركة الشاحنات بشكل انسيابي".

وأعلن المستشفى البيطري في محافظة ديالى خلال وقت سابق عن تجاوز انتاج بيض المائدة لحاجز 60 مليون بيضة خلال الثلث الأول من العام الجاري 2024.

وقرر مجلس الوزراء نهاية الشهر الماضي عن رفع قيمة الرسم الكمركي الى 70%‎ على بيض المائدة المستورد لدعم المنتج المحلي.

وبحسب بيان لمكتب رئيس مجلس الوزراء، أن "ضمن إجراءات الحكومة في حماية المنتج المحلّي ودعم الصناعة الوطنية، وضمان توفير فرص العمل في المشاريع الاقتصادية المهمة، قرر مجلس الوزراء فرض رسم جمركي إضافي بنسبة 50% على بيض المائدة المستورد، فضلا عن أصل الرسم الجمركي البالغ 20%، المقرّ بموجب قرار مجلس الوزراء 23672 لسنة 2023".

وأكد محمود الطائي وهو باحث في الشأن الاقتصادي أن "قرار مجلس الوزراء ربما يسهم قليلا بدعم المنتج المحلي لكن في حال منع التهريب"، لافتا الى أن "المشكلة ليست بدخول المنتج رسميا بل في دخول المهرب عبر طرق نيسمية بمساعدة جهات متنفذة".

ودعا الطائي الى "ضرورة إهتمام الحكومة بقطاع الدواجن في العراق باعتباره أمن غذائي وأي خلل فيه يؤثر على المواطن بشكل مباشر".