هؤلاء..
هؤلاء..
منهم من تجده بلسماً يحوّل كل شيء من حولك إلى صبيب شهد فيه شفاء للناس، مثل شمس دافئة تُنبت فيك بذور "الاحترام".. هؤلاء كلماتهم كالماء الزلال يروي الظمأ ويغسل أدران القلوب.. نظراتهم تشعّ حناناً وحُباً وموّدة، كالشجرة المثمرة تستظلك بظلها، وتقدم لك ما لذّ من ثمارها اليانعة فتنعم بالراحة والسكينة.. فلا ترمها بالحجارة، مكرهاً أو غير مكرهٍ، لأنهم- ببساطة- هم أوتار الحياة.
هؤلاء أقل ما يمكن أن يقال عنهم إنهم عملة نادرة، فهم يقيّمون الناس من أسألتهم لا من أجوبتهم.. هؤلاء لا يمكن توصيفهم إلّا بنسمةِ عليل حانية حنونة، تنشر عبير الوفاء والصدق و"النزاهة"، وتنعش أي اندفاعة نحو استشراف الجديد، فالملهم منهم هو من يوقد المحبة في شغاف القلوب.
الأدهى، منهم من تجده سماً زعافاً يقطّر مرضاً، يسقيك من كأس الجهل والحقد والكراهية، فيحولك إلى أسير سلوكيات مريضة اختزنها في قلبه، وظلت جاثمة في صدره، ليعكسها في حياته الفانية.. هؤلاء مثل بوصلة مهترئة لا ترشدك إلّا على ضلالة ودونية وعقدة نقص متأصلة!
إن أعظم ما يمكن للإنسان الحفاظ عليه هو "عقله"، وليس صحته في تلك البيئة.. ثم يسألونك عن الأسباب التي تدفع الكثيرين لشدّ الرحال بعيداً عن أوبئة استوطنها صغار العقول الطامعون بالفتات.
فليس كل من يحمل الألقاب يستحقها، "وخذ من الحياة درساً.. فليس كل ما يلمع ذهباً"، فمجرد مشاهدة خاطفة لما يتقوّل به "غالبية هؤلاء" في برامج المسابقات ستدرك حجمهم الحقيقي!
مــ اليوسف