رئيس الوزراء يُدشن مشروعين ستراتيجيين عملاقين
بغداد: متابعة محمد الأنصاري
افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس السبت، مشروع معالجة الغاز المصاحب في حقل الحلفاية بمحافظة ميسان الذي سيُسهم في تشغيل محطات الكهرباء وإنتاج الوقود السائل، كما افتتح مشروع وحدة الأزمرة في مصفى البصرة الذي سيؤمِّن حاجة البلد من البنزين المحسَّن.
وأكد السوداني، في بيان، أنَّ "المشروع النوعي يأتي ضمن جهود رفع الاستفادة من الثروة النفطية والغازية، من أجل وقف حرق الغاز المصاحب وما يتضمنه من هدر وأثر في البيئة والصحة".
وبيّن أنَّ "الغاز سيسهم مباشرةً في تشغيل المحطات الكهربائية ووقف الاستيراد وما يستنزفه من عملة صعبة سنوياً، إذ إنَّ إنتاج الغاز ارتفع بشكل واقعي من 2972 مليون قدم مكعب قياسي يومياً عام (2022)، إلى مستوى 3100 مليون قدم مكعب قياسي يومياً".
وأضاف أنَّ "نسبة الاستثمار للغاز المصاحب قد ارتفعت من 50 % إلى 61 %، وأنَّ الجهود والخطط مستمرة لاستثمار جميع ما يُنتج من الغاز، والهدف هو الوصول إلى نسبة (صفر) للغاز المحروق، بحلول عام 2028".
ويسهم المشروع في تزويد الشبكة الوطنية لتشغيل محطتي العمارة الحكومية، وميسان الاستثمارية الكهربائيتين، لتوليد أكثر من (1200) ميغاواط.
ثم أجرى رئيس الوزراء زيارة إلى محافظة البصرة، وافتتح مشروع وحدة الأزمرة في مصفى البصرة الذي سيؤمِّن حاجة البلد من البنزين المحسّن.
وأشار السوداني، بعد جولة في المشروع، إلى أهمية افتتاح وحدة الأزمرة في المصفى، وما تمثله من تأمين لحاجة البلد من مادة البنزين (عالي الأوكتان)، مؤكداً أنَّ "هذه المشاريع ستُوقف عملية هدر الثروات وتضع حداً لاستيراد المنتجات النفطية الذي استمرّ سنوات طويلة". وبيّن أنَّ الهدف هو زيادة الطاقة الإنتاجية، وتحسين مواصفات المنتجات، موضحاً أنَّ إنتاج البنزين في عام 2022، كان (15) ألف متر مكعب يومياً، بينما وصل الإنتاج اليوم إلى (24.8) ألف متر مكعب باليوم.
ويعدّ المشروع، الذي نفذه الجهد الوطني في (شركة مصافي الجنوب) بالتعاون مع الشركات الساندة، من المشاريع المهمة في زيادة إنتاج البنزين المحسن، بطاقة إنتاجية تبلغ (11) ألف برميل يومياً، وسيُسهم في تقليل كميات البنزين المستورد، ما سيوفر أكثر من 200 مليون دولار سنوياً.
كما أجرى رئيس الوزراء زيارة إلى مشاريع مصفى البصرة وتوسعاتها، في متابعة ميدانية ضمن مسار الحكومة في إتمام المشاريع المتلكئة وزيادة إنتاج المشتقات النفطية وتعظيم العوائد من الثروة الهيدروكربونية.
وزار السوداني موقع مشروع التكسير بالعامل المساعد FCC، الذي وصل إلى نسبة 81 % من إتمامه، وهو واحد من المشاريع الستراتيجية الرائدة، ومن المؤمل أن ينتهي العمل به منتصف عام 2025، كما تمكن المشروع من تشغيل عمالة عراقية بعدد 13 ألف عامل وفني ومهندس.
وقال السوداني: إنَّ مشروع التكسير بالعامل المساعد سيُسهم في الحدّ من الضرر بالبيئة وتقليل طرح الغازات الضارة، ويعمل ضمن المحددات البيئية، وبطاقة (55) ألف برميل يومياً، وبكلفة (3.77) مليارات دولار، وهو في مراحل الإنجاز الأخيرة.
واطلع السوداني على سير العمل التنفيذي في تشييد وحدة التكرير الرابعة في المصفى، التي ستكون بطاقة تصميمية قادرة على تكرير 70 ألف برميل/ يوم من النفط الخام وتحويله إلى مشتقات، كما أشرف على التشغيل الفعلي لوحدة المراجل البخارية، بطاقة إنتاجية 300 طن/ ساعة، لتزويد التوسعات الإنتاجية في وحدات ومنشآت المصفى بالبخار اللازم للتشغيل. وعاد السوداني إلى بغداد، عصر أمس، بعد زيارة أجراها إلى محافظتي ميسان والبصرة.