اخبار العراق الان

"لاروخا" تنشد اللقب الرابع والأسود لنسيان خيبة لندن

"لاروخا" تنشد اللقب الرابع والأسود لنسيان خيبة لندن

2024-07-14 16:00:06 - المصدر: بغداد اليوم


بغداد اليوم -  متابعة

تلعب إنكلترا مع إسبانيا، اليوم الأحد (14 تموز 2024)، على ملعب برلين الأولمبي في مباراة نهائية رهانها الفوز بكأس أمم أوروبا 2024 لكرة القدم. وإن كانت إسبانيا تعد المنتخب الأفضل بلا منازع في البطولة وتسعى لتأكيد استحقاقها في التتويج، تسعى إنكلترا التي عانت صعوبات بالغة قبل الوصول لبرلين إلى تجاوز خيبة نهائي لندن 2021.
وشق المنتخبان طريقهما إلى النهائي بطريقة مختلفة. فبينما حصد الإسبان الإشادة بعد كل مباراة وأثبتوا علو كعبهم على فرق كبيرة مثل إيطاليا وألمانيا المضيفة وأخيرا فرنسا، نال الإنجليز ومدربهم غاريث ساوثغيت سيلا من الانتقادات بعد الأداء الباهت في مختلف أدوار المسابقة باستثناء مباراة نصف النهائي أمام هولندا. وتعادل "الأسود" الثلاث مرتين في الدور وتأخروا ثلاث مرات في النتيجة خلال أدوار خروج المغلوب قبل أن يقلبوا المعطيات لصالحهم بالرغم من حصوله على قرعة "سهلة" وفق المراقبين. 


إسبانيا الفريق الأفضل في البطولة؟

لم تقدم المنتخبات الكبيرة أداء لافتا في هذه البطولة باستثناء فريق واحد وهو "لاروخا" الذي أشاد المحللون والنقاد بالتوازن والمرونة في أدائه: الأسلوب الإسباني المعتاد في الاستحواذ على الكرة لكن مع فاعلية أكبر وتوازن في الدفاع، سجل الإسبان ثلاثة عشر هدفا في البطولة وهو خط الهجوم الأقوى في الدورة.

قدم المدرب لويس دي لافوينتي للعالم جناحين يافعين كانا الأبرز في البطولة، على اليسار البارع لامين يامال الذي سيحتفل بعيد ميلاه الـ17 ليلة النهائي (ولد في 13 يوليو 2007) .سجل يامال واسمه الحقيقي "الأمين جمال النصراوي إيبانا" هدفا رائعا في نصف النهائي وقدم عدة تمريرات حاسمة.

على اليمين، استمتع محبو الساحرة المستديرة بمراوغات وسرعة وتوغلات نيكو ويليامز، 22 عاما، الذي بات الهدف الأول لفريق برشلونة الموسم المقبل.

ويمكن القول بلا مواربة إن وسط ميدان إسبانيا هو الأفضل بلا منازع، كيف و"لاروخا" تملك في قلب الوسط لاعب مثل لاعب مانشستر سيتي رودري: تغطية المساحات والتحرك بين الخطوط والتمريرات البينية لتفكيك دفاعات الخصوم. مع أداء جيد من لاعب باريس سان جرمان فابيان ريوز، والمفاجئة داني أولمو الذي دخل بديلا للمصاب بيدري في مواجهة ألمانيا فسجل هدفا وقدم تمريرة هدف الترشح الحاسمة، وسجل أيضا في نصف النهائي.

يستفيد المنتخب الإسباني أيضا من عودة كارفاخال ولونورماند في خط الدفاع بعد غيابهما عن مواجهة فرنسا في نصف النهائي بداعي العقوبة.

دي لا فوينتي... الاستحواذ مع النجاعة

يعود الفضل في تغير أداء الإسبان من الاستحواذ المفرط بالكرة بدون تحقيق النجاعة المطلوبة إلى إدخال مرونة في اللعب تضع في الحسبان الجانب الدفاعي، للمدرب غير المعروف إعلاميا لويس دي لا فوينتي، الذي أشرف على مختلف الفئات السنية للاروخا وحصد الألقاب في كل فئة: 

2015: فاز بأمم أوروبا تحت 19 عاما

2019: فاز بأمم أوروبا تحت 21 عاما

2021: الميدالية البرونزية مع لاروخا في ألعاب طوكيو الأولمبية

2023: فاز بدوري الأمم الأوروبية 

2024: وصل بإسبانيا لنهائي اليورو

يقارن كثير من النقاد دي لا فوينتي بأسطورة التدريب في بلاد الأندلس فيسنتي دل بوسكي الذي قاد إسبانيا للسيطرة على الكرة العالمية بين 2008 و2012 بالفوز بلقبين أوربيين وكأس عالمية في جنوب أفريقيا. فهل ينجح دي لا فوينتي في كسب أكبر لقب في مسيرته وتخليد اسمه بين الكبار؟.

إنجلترا تشق طريقها وسط الانتقادات

لم تقدم إنكلترا لعبا يسر المشاهدين في هذه البطولة وهو ما أثار حنق الجماهير التي صبت جام غضبها على المدرب غاريث ساوثغيت خصوصا بعد التأهل في ربع النهائي أمام سويسرا بركلات الجزاء وقامت برميه بقوارير البيرة أثناء الاحتفالات.

يرى الإنكليز أنهم يملكون فريقا له كل المقومات لفرض أسلوبه مع جودة هارين كاين وبوكايو ساكا وجود بلينغهام وفيل فودن (إنه المنتخب الأعلى قيمة تسويقية في البطولة بأكثر من مليار يورو).

فازت إنجلترا بصعوبة على صربيا وتعادلت مع الدانمارك وسلوفينيا. وفي أدوار خروج المقلوب، قلبت تأخرها في النتيجة ثلاث مرات أمام سلوفاكيا وهولندا وسويسرا في آخر الدقائق لتجد نفسها في النهائي.

الحظ إلى جانب الإنكليز؟

ويقول كثيرون إن الحظ وقف إلى جانب الإنجليز في قرعة الأدوار الإقصائية وواجهت منتخبات أقل تصنيفا مقارنة بالجهة المقابلة التي تصادم فيها الكبار في مباريات من طينة إسبانيا - ألمانيا وفرنسا - البرتغال وفرنسا - إسبانيا.

يلعب ساوثغيت بكثير من التحفظ في معظم المباريات ويحاول الموازنة بين الاحتفاظ بالكرة والالتزام بالدفاع وهو ما جعل لعب الأسود الثلاث مملا للجماهير أولها الجماهير الإنجليزية. إلا أن النتائج تقف في صف المدرب الذي لا يملك سجلا تدريبيا كبيرا قبل تدريب الأسود، فقد وصل ثلاث مرات لنصف النهائي في أربع بطولات كبيرة خاضها على رأس الإدارة الفنية لإنكلترا.

ولم يظهر قائد المنتخب هارين كاين بتوجهه المعتاد واعتمدت إنكلترا بالخصوص على مهارة بوكايو ساكا وحنكة جود بلينغهام الذي سجل هدف التعادل بازدواجية رائعة في آخر دقيقة من مواجهة سلوفاكيا في ثمن النهائي.

تأمل إسبانيا في حصد لقبها الرابع بعد 1964 و2008 و2012 وفض الشراكة مع ألمانيا في عدد الألقاب.

في المقابل تخوض إنكلترا أول نهائي بطولة كبرى خارج أرضها من أجل لقبها القاري الأول، ويأمل ساوثغيت على رد الاعتبار بعد نكسة لندن في صيف 2021 عندما خسرت اللقب الأوروبي على أرضها بركلات الترجيح أمام إيطاليا.


المصدر: فرانس 24