عن إغلاق قناة الحرة عراق
اميركا تغلق قناة الحرة-عراق
واجهت أميركا تحديا إعلاميا كبيرا مع غزوها واحتلالها للعراق عام 2003 تمثل في عدم سيطرتها على وسائل الإعلام العربي. كانت قناة الجزيرة القطرية قد اصبحت القناة الأكثر مشاهدة منذ انطلاقها عام 1996
ومع توجه أميركا بقيادة جورج بوش الابن لنهج الحرب ضد الإرهاب وجدت نفسها في موقع إعلامي ضعيف.
كان العرب عام 2003 يتابعون الجزيرة ومنافستها الجديدة (العربية) وكلاهما كانا يعطيان المساحات الكبيرة لخصوم اميركا تغيرت العربية بعد ذلك لكن في تلك الفترة كانت اميركا تحتاج لحل تلك المشكلة
لذلك اعلن وزير الدفاع الاميركي وقتذاك دونالد رامسفيلد بنفسه انه بلاده ستطلق محطة تلفزيونية لترد على الجزيرة
انطلقت قناة الحرة عام 2004 من موقع قريب من العاصمة واشنطن وفشلت منذ البداية في تحقيق اي نجاح اذ اعتبرها الجمهور العربي الغاضب من السياسة الاميركية اداة دعائية لتلك السياسة. لكن اميركا اطلقت ايضا جناحا عراقيا هو قناة الحرة-عراق. وعلى عكس الجناح الكبير فقد حقق الجناح الاصغر حضورا معقولا نسبيا.
اذ كان العراق تحديدا ساحة خالية ولم يكن فيه من القنوات العراقية سوى ما يعد على الأصابع.
دخلت الحرة بإمكانات مادية كبيرة وايضًا بموقف لا يعتبر منحازا بوضوح لاي من اطراف الصراع في مجتمع منقسم طائفيا وعرقيا. كما وقد كانت قناة القوة المحتلة للعراق عسكريا والتي تسيطر على السلطة او تمتلك نفوذا كبيرا على من يشغلها.
بدات الحرة عراق بعد ذلك تقترب تدريجيا من الحكومة العراقية المدعومة اميركيا وإيرانيا. لكنها بقيت اقوى من غيرها بسبب تبعيتها الاميركية. وعندما راجعت الحكومة الاميركية مشروع الحرم برمته عام 2009 رأت ان الحرة عراق تتمتع بشىء من النجاح
استمرت الحرة -عراق موثرة في العراق لسنوات اخرى لكن ذلك التأثير بدأ يتضاءل بفعل عوامل عديدة اهمها الانسحاب الاميركي العسكري ، وظهور قنوات عراقية ممولة جيدا وأقرب اتصالاً بالجمهور ، وصعود وسائل التواصل الاجتماعي
وفي عام 2017 تم احداث تغييرات كبيرة في الحرة عراق تمثلت في اغلاق مكتب القناة في بغداد وتسريح معظم الصحفيين الذين كانوا يعملون فيه
منذ ذلك الحين تخبطت السياسة الاعلامية الاميركية في العراق اكثر فأكثر.
رغم ان تلك كانت المرحلة الاهم اذ شهدت تغيرا واسعا في توجهات الشباب العراقي نحو ما بدأ عصرا جديدا. وذلك قبل وبعد انتفاضة تشرين 2019 .
لياتي قرار اغلاق الحرة عراق برمتها الان ليشكل علامة على انحسار التأثير الاميركي إعلاميا في وقت يتمدد فيه التأثير الإعلامي الإيراني او ذلك التابع لمجموعات متحالفة مع ايران في العراق
هناك بالتاكيد وسائل اعلام جديد موثرة في العراق، وكثير منها ناقد بشدة ان لم يكن معاديا لايران وحلفائها. لكن لا يبدو ان اميركا التي لم تنجح في عهد الإعلام القديم ستنجح في عهد الاعلام الجديد