تفجيرات أجهزة اتصال حزب الله اختبار لجاهزية مستشفيات لبنان للحرب
من إميلي ماضي وتيمور أزهري
بيروت 18 سبتمبر أيلول (رويترز) - عندما تدفق عشرات الأشخاص الذين تخضبت أجسادهم وملابسهم بالدماء على مستشفيات لبنان أمس الثلاثاء، كان ذلك اختبارا لقدرة القطاع الصحي المتضرر من الأزمة في البلاد على التعامل مع الوضع في حالة سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى مثل ما يمكن توقعه في حرب أوسع نطاقا مع إسرائيل.
وتحدث العاملون في القطاع الطبي عن مشاهد من الجحيم، إذ وصفوا وقائع لضحايا بالآلاف جراء انفجارات صغيرة مرتبطة بأجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي تستخدمها جماعة حزب الله اللبنانية وهم يهرعون إلى المستشفيات، وكانت الأعضاء الداخلية لبعضهم بارزة، ووجوه البعض الآخر بلا أعين أو أيديهم بلا أصابع.
وانتقل لبنان من أزمة إلى أخرى في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك الانهيار المالي في 2019 وانفجار مرفأ بيروت في 2020، لكن وزير الصحة فراس الأبيض قال إن القطاع استجاب بشكل جيد، وإن أحد أسباب ذلك هو التحضير الجاري منذ أشهر.
وأضاف في مؤتمر صحفي الأربعاء أن الاستجابة كانت جيدة والأهم هو التمكن من تقديم الرعاية لمن يحتاجون إليها، ولا سيما من يعانون من إصابات خطيرة، وأشار إلى انخفاض عدد الوفيات مقارنة بالإصابات.
وتابع الأبيض أن أكثر من 2700 وصلوا إلى 20 مستشفى لبناني بعد الانفجارات، منهم نحو 300 في حالة حرجة. وأضاف أن عدد القتلى بلغ 12.
وأُجريت أكثر من 400 عملية جراحية أمس ، وكان أغلبها إصابات في الوجه والعين.
وذكر الأبيض أن يوم أمس كان اختبارا كبيرا للغاية، مشيرا إلى أنه لا أحد يعرف إن كان لبنان سيواجه اختبارات أكبر.
وتحدث بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية عن وجود شعور قوي بالقلق مما قد يحدث في المستقبل مع وصول التوتر بين إسرائيل وحزب الله إلى ذروته، مما يثير المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.
ونفدت الأموال الحكومية المخصصة للمستشفيات، وغادر آلاف الأطباء والممرضات البلاد، مما زاد من الضغوط على من بقي منهم.
وقال إلياس جرادة، جراح العيون المخضرم والنائب اللبناني، إنه أجرى عمليات جراحية لأكثر من 12 ساعة متواصلة بعد انفجارات أمس، إذ تعامل مع الحالات الأكثر خطورة التي تتطلب جراحة ترميمية.
وأضاف وهو يبكي أنه لم يفهم سبب تدريبهم على كبت مشاعرهم حتى بدأ في إجراء العمليات وحتى رأى الأشياء العديدة التي واجهها أمس والتي قد يواجهها في المستقبل.
وفي حديثه مع رويترز خلال استراحة قصيرة قبل العودة إلى العمل، قارن حجم الإصابات بالانفجار الكيماوي الذي وقع في الرابع من أغسطس آب 2020 في مرفأ بيروت والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة نحو ستة آلاف آخرين.
وأضاف جراده أن ترميم كل مريض هو ترميم لجزء من لبنان وإعادة لبنان إلى الحياة.
وقالت دانيا الحلاق أخصائية الرعاية الصحية في أحد مستشفيات بيروت إنها تواجه صعوبة في التكيف مع ما رأته حتى الآن.
وأضافت أنها اضطرت إلى إزالة الضمادات لتشهد فقط عدم وجود الأعين في مكانها.
وتابعت أنها رأت قتلى لأول مرة وأنها لا تعرف ما إذا كانت ستتعافى بعد المواقف التي مرت بها والمشاهد التي رأتها.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)