انفجارات جديدة لأجهزة لاسلكي يستخدمها حزب الله تهز أنحاء لبنان لليوم الثاني على التوالي
- مقتل 12 وإصابة 3 آلاف في خرق أمني غير مسبوق
- حزب الله طلب أجهزة اتصال منذ أشهر ويتوعد بالرد على تفجيرها
- شركة جولد أبوللو تقول إن الأجهزة من إنتاج بي.إيه.سي
- مصدران أمنيان: إسرائيل زرعت متفجرات داخل الأجهزة في مرحلة الإنتاج
- الجيش الإسرائيلي يرفض التعليق على تفجير الأجهزة
من ليلى بسام ومايا الجبيلي
بيروت 18 سبتمبر أيلول (رويترز) - قال مصدر أمني وشاهد إن أجهزة اتصال لاسلكي محمولة باليد تستخدمها جماعة حزب الله اللبنانية انفجرت اليوم الأربعاء في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، بعد يوم من وقوع انفجارات مماثلة في أجهزة اتصال لاسلكي تعرف باسم (بيجر) خاصة بالجماعة، مما يفاقم التوتر بين حزب الله وإسرائيل.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان اليوم الأربعاء إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات في أحدث تفجيرات لأجهزة اتصال محمولة في منطقة البقاع بشرق البلاد.
ووقع انفجار واحد على الأقل في مكان بالقرب من جنازة نظمها حزب الله لقتلى أمس الثلاثاء الذين سقطوا في تفجير الآلاف من أجهزة البيجر الذي أسفر أيضا عن إصابة كثير من مقاتلي الجماعة في أنحاء لبنان.
وقالت الجماعة، التي حلت بها الفوضى لفترة وجيزة، اليوم الأربعاء إنها هاجمت مواقع تابعة للمدفعية الإسرائيلية بصواريخ في أول ضربة توجهها إلى إسرائيل عقب إصابة الآلاف من أعضائها في انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) في لبنان، وأثار ذلك احتمال اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط.
وقال مصدر أمني إن حزب الله اشترى أجهزة الاتصال اللاسلكي قبل خمسة أشهر في الوقت نفسه تقريبا الذي اشترت فيه الجماعة أجهزة البيجر.
وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لرويترز إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع متفجرات داخل أجهزة البيجر التي استوردها حزب الله قبل أشهر من تفجيرات أمس الثلاثاء. وللموساد تاريخ طويل في تنفيذ هجمات معقدة على أراض أجنبية.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض اليوم الأربعاء إن عدد القتلى جراء الانفجارات ارتفع إلى 12 بينهم طفلان. كما أصيب ما يقرب من ثلاثة آلاف آخرين من بينهم العديد من مقاتلي حزب الله والسفير الإيراني لدى لبنان.
ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك اليوم الأربعاء إلى إجراء تحقيق مستقل في الأحداث المحيطة بانفجار أجهزة البيجر.
ونفت شركة جولد أبوللو التايوانية لتصنيع أجهزة البيجر اليوم الأربعاء أنها صنَعت الأجهزة التي انفجرت في لبنان وأصابت الآلاف من أعضاء جماعة حزب الله في هجوم جريء أثار احتمال اندلاع حرب شاملة بين الجماعة وإسرائيل.
وقالت الشركة إن الأجهزة من إنتاج شركة بي.إيه.سي، التي تتخذ من العاصمة المجرية بودابست مقرا، ولديها ترخيص لاستخدام العلامة التجارية لجولد أبوللو.
ثأر
لم يحدد حزب الله التوقيت الذي شن خلاله أحدث هجماته الصاروخية، لكن الجماعة عادة ما تعلن عن هذه الهجمات بعد فترة وجيزة من شنها، وأشارت إلى أنها أطلقت النار على مواقع تابعة للمدفعية الإسرائيلية اليوم الأربعاء.
وتوعدت الجماعة اللبنانية بالرد على إسرائيل. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الانفجارات.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود منذ اندلاع الصراع في غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي، مما أجج مخاوف من اتساع رقعة صراع الشرق الأوسط الذي قد يجر الولايات المتحدة وإيران.
واتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إسرائيل بأنها تدفع "المنطقة برمتها إلى هاوية حرب إقليمية" من خلال مواصلة التصعيد الخطير على عدة جبهات.
وقال مهند حاج علي، من مركز كارنيجي الشرق الأوسط "حزب الله يريد تجنب حرب شاملة. ولا يزال يريد تجنبها. لكن بالنظر إلى نطاق هذا وتأثيره على العائلات وعلى المدنيين، فسوف يكون هناك ضغوط من أجل رد أقوى".
وقال حزب الله، المدعوم من إيران وأقوى حليف لها في الشرق الأوسط، في بيان اليوم الأربعاء "ستواصل المقاومة الإسلامية في لبنان اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها المباركة لإسناد غزة وأهلها ومقاومتها وللدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته".
وتابع "هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء التي ارتكبها بحق شعبنا وأهلنا ومجاهدينا في لبنان".
وقال مسؤول بالجماعة، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الانفجارات تمثل "أكبر خرق أمني" في تاريخ الجماعة.
وأظهرت لقطات من المستشفيات راجعتها رويترز مصابين بجروح مختلفة بعضها في الوجه إضافة إلى بتر أصابع وجروح غائرة في الفخذ والبطن حيث توضع أجهزة البيجر عادة.
وقالت عدة مصادر لرويترز إن المخطط استغرق تحضيره على ما يبدو عدة أشهر. وجاء ذلك في أعقاب سلسلة من الاغتيالات منذ بداية الحرب في غزة طالت قادة ومسؤولين من حزب الله وحماس وتم اتهام إسرائيل بتنفيذها.
(شارك في التغطية توم بيري من بيروت وفيل ستيوارت ومات سبتالنيك من واشنطن وبن بلانشارد من تايبه وكلودا طانيوس من دبي وكريشتينا فينيو من بودابست وسايمون لويس من القاهرة - إعداد مروة غريب ورحاب علاء وأميرة زهران ونهى زكريا ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)