إبراهيم قبيسي.. تفاصيل مقتله في بيروت.. وحزب الله يرد واسرائيل تتوعد بشن هجمات أخرى
- إسرائيل تستهدف قياديا من حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 6 في الهجوم
- مصدران أمنيان: القيادي في حزب الله من بين القتلى
- جالانت: حزب الله تعرض لضربات قوية
- تزايد المخاوف من اتساع الصراع
- المبعوث الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة: إسرائيل تريد حلا دبلوماسيا في لبنان
من مايا الجبيلي وتوم بيري وجيمس ماكنزي
بيروت/القدس 24 سبتمبر أيلول (رويترز) - لقي قائد عسكري في جماعة حزب الله حتفه في غارة جوية إسرائيلية على بيروت اليوم الثلاثاء في ضربة جديدة للجماعة اللبنانية، وسط مخاوف من نشوب حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط بسبب الهجمات الصاروخية عبر الحدود بين الجانبين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة أودت بحياة إبراهيم قبيسي موضحا أنه قائد منظومة الصواريخ التابعة للجماعة اللبنانية. ووصف مصدران أمنيان في لبنان قبيسي بأنه شخصية كبيرة في منظومة الصواريخ بالجماعة المدعومة من إيران.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إن قواته الجوية نفذت أيضا "ضربات مكثفة" على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان شملت منشآت لتخزين الأسلحة وعشرات من منصات الإطلاق التي تنطلق منها صواريخ صوب البلدات الإسرائيلية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت "حزب الله اليوم ليس هو حزب الله الذي عرفناه قبل أسبوع. لقد عانى من سلسلة من الضربات على مستوى القيادة والسيطرة والمقاتلين ووسائل القتال لديه. هذه كلها ضربات شديدة".
وأضاف في مناقشة مع جنود أن إسرائيل ستشن المزيد من الضربات.
وتسببت أحدث موجة من الهجمات الإسرائيلية على حزب الله في زيادة المخاوف من تفاقم الصراع المستمر منذ عام تقريبا بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة وزعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وحولت إسرائيل تركيزها من قطاع غزة إلى الحدود الشمالية، حيث يطلق حزب الله الصواريخ على إسرائيل لمساندة حماس المدعومة أيضا من إيران.
وترى إسرائيل أن تأمين الحدود الشمالية وإعادة السكان النازحين إليها هي أولوية عسكرية مما يمهد الطريق لصراع طويل، في حين توعدت جماعة حزب الله بمواصلة القتال لحين التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
في غضون ذلك، قال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إسرائيل "منفتحة" على أفكار لتهدئة الصراع في لبنان، مضيفا للصحفيين "لا نرغب في شن أي غزو بري في أي مكان... نفضل الحل الدبلوماسي".
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللبنانيين إلى التخلص من قبضة الأمين العام للجماعة حسن نصر الله.
وقال في قاعدة عسكرية للجيش "حربنا ليست معكم وإنما مع حزب الله، ونصر الله يقودكم إلى حافة الهاوية... تخلصوا من قبضة نصر الله من أجل مصلحتكم".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على ذخيرة في منازل لبنانيين. واتهمت إسرائيل جماعة حزب الله بإخفاء أسلحتها في منازل وبلدات في لبنان، وهي اتهامات تنفيها الجماعة.
"حرب كتير صعبة"
قصفت إسرائيل لليوم الثاني على التوالي الضاحية الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها حزب الله. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 15 في الهجوم الذي استهدف مبنى على منطقة الغبيري في ضواحي بيروت اليوم الثلاثاء.
وقالت جماعة حزب الله إنها أطلقت نحو 50 صاروخا اليوم الثلاثاء على قاعدة دادو العسكرية شمال إسرائيل من بين أهداف أخرى. وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في وقت مبكر من المساء في مدينة صفد الشمالية حيث تقع قاعدة دادو، ومناطق مجاورة. ولم يذكر ما إذا كانت القاعدة قد تعرضت للقصف.
وذكرت السلطات اللبنانية أن الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان أمس الاثنين أدت إلى مقتل 558 شخصا، منهم 50 طفلا، وإصابة 1835.
وقال وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين إن 27 ألف شخص نزحوا حتى الآن خلال حملة القصف التي شنتها إسرائيل أمس الاثنين.
وقالت ريما علي شاهين (50 عاما) من داخل مأوى مؤقت للنازحين في جامعة ببيروت "نحنا امبارح عشنا حالة حرب... حرب كتير صعبة".
وأضافت "يعني نحنا يمكن أكلنا (استغرقنا) وقت قصير على الطريق بس هلأ إجو عوائل كتير من امبارح قالولنا على الطرقات 15 ساعة على الطرقات و16 ساعة على الطرقات".
وانتشر الذعر في لبنان بسبب العدد الكبير من القتلى وضراوة الهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي، لكن بعض السكان تحدثوا بنبرة تنم عن تحد وعادوا بالذاكرة إلى الحرب التي دارت إسرائيل وحزب الله في 2006.
وقال حسن عمر، أحد سكان مدينة بيروت "نحنا منتظرين النصر بإذن الله، لإن احنا طول ما حدِّنا (على الحدود) جار مثل إسرائيل ما حتنام وأنت متطمن".
تزايد الدعوات للطرق الدبلوماسية
تتزايد الدعوات إلى اللجوء للطرق الدبلوماسية وسط تفاقم الصراع، إذ حث فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان جميع الدول والأطراف الفاعلة على تجنب زيادة التصعيد في لبنان.
وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض لقناة إم.إس.إن.بي.سي إنه يعتقد أنه لا يزال من الممكن إيجاد "مسار" نحو تهدئة التصعيد والتوصل إلى حل دبلوماسي.
وأثار القتال مخاوف من انجرار الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لإسرائيل، وإيران، القوة الإقليمية التي لها وكلاء في أنحاء الشرق الأوسط، إلى حرب أوسع.
وتكبدت جماعة حزب الله خسائر فادحة الأسبوع الماضي عندما انفجر آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) وأجهزة (ووكي توكي) التي يستخدمها أعضاء الجماعة في أكبر خرق أمني في تاريخها.
واتُهمت إسرائيل بتنفيذ الهجوم لكنها لم تؤكد أو تنف مسؤوليتها.
وساعدت قدرات إسرائيل المخابراتية والتكنولوجية في الهجوم على لبنان وغزة. وتعقبت إسرائيل واغتالت عددا من كبار قادة حزب الله وحماس.
ويُنظر إلى جماعة حزب الله، التي أسسها الحرس الثوري الإيراني في 1982 لمواجهة الغزو الإسرائيلي للبنان، بوصفها عدوا أكثر شراسة من حماس.
وقالت الجماعة اليوم الثلاثاء إنها استخدمت الصاروخ الجديد (فادي 3) خلال هجوم على قاعدة للجيش الإسرائيلي.