اغتيال حسن نصر الله والتداعيات المحتملة
محمود شوبكي
تعتبر مسألة اغتيال شخصيات سياسية بارزة، وخاصة تلك التي تحمل في طياتها تأثيرات إقليمية ودولية، من القضايا الشائكة التي تثير جدلاً واسعاً وتفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، وفي حالة اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فإن التداعيات المتوقعة ستكون بالغة الأهمية وستمتد لتشمل المنطقة بأسرها، بل والعالم أجمع.
وقبل الخوض في تفاصيل المخاطر المحتملة، لا بد من تسليط الضوء على شخصية حسن نصر الله ودوره المحوري في الساحة السياسية اللبنانية والإقليمية. فقد تمكن نصر الله، بفضل خطاباته الحماسية وكاريزميته القوية، من كسب تأييد شعبي واسع ليس فقط في لبنان، بل في العديد من الدول العربية والإسلامية، كما لعب دوراً محورياً في صراعات المنطقة، وأصبح رمزاً للمقاومة في وجه إسرائيل.
من المتوقع أن يشهد حزب الله رد فعل عنيف رداً على اغتيال أمينه العام. فقد سبق للحزب أن هدد بشن هجمات انتقامية في حال تعرض أي من قادته للأذى. وقد تتخذ هذه الهجمات أشكالاً متنوعة، بدءاً من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، وصولاً إلى استهداف مصالح الدول الداعمة لهذه العملية.
ومن شأن اغتيال نصر الله أن يؤدي إلى تصعيد حاد في الصراع الإسرائيلي اللبناني، والذي قد يتطور إلى حرب شاملة. فحزب الله، بصفته قوة عسكرية منظمة، يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ والمدفعية، والتي يمكن أن تشكل تهديداً مباشراً للمستوطنات الإسرائيلية والمدن الشمالية.
ومن شأن اغتيال نصر الله أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي في لبنان، وخاصة في ظل التوازنات الهشة القائمة بين مختلف القوى السياسية، فهذا الحدث قد يؤدي إلى اندلاع مواجهات مسلحة بين أنصار حزب الله وأطراف أخرى، مما يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان.
ولا تقتصر تداعيات اغتيال نصر الله على لبنان وإسرائيل فحسب، بل تمتد لتشمل المنطقة بأسرها والعالم أجمع، مما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتصعيد التوترات الطائفية والمذهبية، وزيادة نفوذ القوى المتطرفة. كما قد يؤثر سلباً على الجهود الدولية المبذولة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعقيد مسار المفاوضات النووية الإيرانية.
بعد اغتيال نصر الله ورفاقه، يضطر حزب الله إلى اختيار قيادة جديدة، ومن المتوقع أن يكون هذا القائد الجديد ملتزماً بخط الحزب السياسي والعسكري، وسيسعى إلى الحفاظ على وحدة الحزب وتماسكه.
تدخل إيراني: من المتوقع أن تتدخل إيران بشكل مباشر أو غير مباشر في الأحداث، وذلك لدعم حزب الله وحماية مصالحها في المنطقة. فقد تقدم إيران الدعم العسكري والمالي لحزب الله، وتسعى إلى تشكيل تحالف إقليمي لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.
ومن شأن اغتيال نصر الله أن يؤثر بشكل كبير على القضية الفلسطينية، حيث يعتبر حزب الله من أبرز حركات المقاومة الفلسطينية. فقد يؤدي هذا الحدث إلى تصعيد المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، وزيادة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إن اغتيال حسن نصر الله سيكون له تداعيات بالغة الخطورة على المنطقة والعالم أجمع. ومن هنا، كان لا بدّ على "إسرائيل" أن تتجنب مثل هذا السيناريو، فالتنبؤ بالمستقبل هو أمر صعب، والتطورات على الساحة السياسية قد تأخذ منحى مختلفاً عما هو متوقع.