اخبار العراق الان

عاجل

واشنطن تحذر من هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل "خلال ساعات" بعد توغلها في الأراضي اللبنانية

واشنطن تحذر من هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل
واشنطن تحذر من هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل "خلال ساعات" بعد توغلها في الأراضي اللبنانية

2024-10-01 19:38:30 - المصدر: رويترز


 قالت إسرائيل إن وحدات من قواتها نفذت مداهمات برية محدودة داخل لبنان اليوم الثلاثاء في وقت تطلق فيه جماعة حزب الله اللبنانية صواريخ على تل أبيب، كما حذرت واشنطن من مؤشرات على أن إيران ربما تستعد لدخول المعركة بشن هجوم بصواريخ باليستية على إسرائيل.

يأتي ذلك عقب غارات جوية إسرائيلية مكثفة مستمرة منذ أسابيع على لبنان أثارت مخاوف من احتمال انجرار إيران والولايات المتحدة إلى صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.

وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن واشنطن تدعم بشكل فعال الاستعدادات للدفاع عن إسرائيل أمام هجوم عسكري مباشر من إيران. وأضاف المسؤول أن مثل هذا الهجوم ستكون له تبعات خطيرة على إيران.

وقال مصدران أمنيان لبنانيان إن إسرائيل شنت هجوما استهدف مبنى مرتفعا في منطقة الجناح في مدينة بيروت وهجوما آخر على الضاحية الجنوبية لبيروت في وقت لاحق‭ ‬من اليوم، مما تسبب في إغلاق طريق مؤد إلى مطار بيروت لفترة وجيزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن "هجوما دقيقا".

وذكر مسؤول أمني إسرائيلي اليوم أن العملية البرية، التي تنفذها القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان وبدأت ليلا، محدودة ولم تمتد إلا لمسافة قصيرة عبر الحدود، مضيفا أنه لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات مباشرة مع مقاتلي حزب الله.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري اليوم الثلاثاء إن القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات في جنوب لبنان منذ أشهر، وكشفت عن أنفاق ومخابئ أسلحة لحزب الله أسفل منازل وعن خطط للجماعة اللبنانية لشن هجمات.

وقال إن العشرات من هذه العمليات كشفت عن خطط لحزب الله لدخول إسرائيل وتنفيذ هجوم على غرار ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي والذي أشعل فتيل الصراعات الحالية.

ولم يعلق حزب الله على تصريحاته.

الغرق في مستنقع

أثار التصعيد الأخير قلقا دولية. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن على إسرائيل ألا تكرر الماضي وألا "تغرق في المستنقع" بلبنان.

وتمثل جماعة حزب الله تحديا لإسرائيل منذ أسسها الحرس الثوري الإيراني في لبنان عام 1982.

وتأتي الغارات الإسرائيلية بعد ضربات جوية كثيفة قُتلت فيها قيادات حزب الله ومن بينهم أمين عام الجماعة حسن نصر الله في بيروت الأسبوع الماضي.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن هجماته البرية ليست حربا على الشعب اللبناني، وإنما تستهدف معاقل حزب الله الواقعة قرب الحدود والتي تمثل تهديدا لإسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه قرر استدعاء أربعة ألوية إضافية من قوات الاحتياط للقيام بمهام عملياتية على الحدود الشمالية مع لبنان.

وقالت مصادر محلية لرويترز إن سكان جنوب لبنان فروا على مدى أمس الاثنين واليوم الثلاثاء مع اقتراب الغارات الإسرائيلية منهم.

وقال سكان محليون لرويترز إن 600 شخص على الأقل لجأوا إلى دير على الحدود الجنوبية اللبنانية اليوم بعد أن تلقت قريتهم المسيحية عين إبل تحذيرا من الجيش الإسرائيلي.

وحذر متحدث عسكري إسرائيلي سكان عين إبل و20 بلدة أخرى على الأقل طالبا منهم إخلاء منازلهم على الفور لأن الجيش سيهاجم المنازل التي تستخدمها جماعة حزب الله.

وبكى مشيعون قرب مدينة صيدا فوق توابيت داخلها جثث القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية وهي مكفنة بأقمشة سوداء.

وقال عبد الحميد رمضان إنه فقد زوجته وابنته في غارة جوية داخل ما قال إنه مبنى مدني.

وأضاف "وقعت البناية، ما قدرت أحمي بنتي، ولا قدرت أحمي حدا. الله دخيل اسمه كتب لي الشفاء إلي ولابني اتعورنا وطلعنا طيبين، خسرني بنتي ومرتي، خسرني بيتي، صرت مشرد، أنا، شو بدي أقول لك؟ بثواني، اتغيرت حياتي كلها".

صواريخ جديدة

قال متحدث باسم جماعة حزب الله لرويترز اليوم إن الجيش الإسرائيلي لم يدخل الأراضي اللبنانية لكن الجماعة ستكون مستعدة لقتالهم في اشتباكات مباشرة إذا دخلوا لبنان.

وقال حزب الله في بيان اليوم إنه أطلق صواريخ "فادي 4" على مواقع عسكرية على مشارف تل أبيب. وهذه هي رابع مرة يستخدم فيها حزب الله سلسلة من الصواريخ بحمولات أكبر ومدى أطول منذ بدء استخدامها قبل أسابيع قليلة.

وأضافت الجماعة اللبنانية أيضا أنها أطلقت صواريخ على مقر جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) وعلى قاعدة غليلوت للمخابرات العسكرية على مشارف تل أبيب.

وأفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية بأن شخصين أُصيبا بشظايا من وابل الصواريخ.

ورغم أكبر نجاحاتها ضد الجماعة اللبنانية منذ عقود، أشارت إسرائيل إلى أنها مستعدة لغزو شامل في لبنان وأعلنت أن هدفها هو تمكين الآلاف من مواطنيها الذين فروا من صواريخ حزب الله من العودة بأمان إلى تجمعاتهم السكنية القريبة من الحدود الشمالية.

وقالت السلطات اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 1700 شخصفي لبنان منذ اندلاع الأعمال القتالية في الثامن من أكتوبر تشرين الأول الماضي ونزوح مليون مواطن.

ويثير ما يقال عن اجتياح بري خوفا وغضبا في لبنان.

وقال أبو علاء، أحد سكان مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان، "كل لبنان سيقاتل هذه المرة وليس حزب الله فقط. كل لبنان عازم على محاربة إسرائيل بسبب المجازر التي ارتكبتها في غزة ولبنان".

صرّح مسؤول أمريكي أن إيران تستعد لشن هجوم صاروخي على إسرائيل خلال 12 إلى 24 ساعة المقبلة، مما دفع إلى تحركات دبلوماسية مكثفة في محاولة لتفادي التصعيد. وأشار المصدر إلى أن إيران بدأت بالفعل بتحريك منصات إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، فيما أبلغ مسؤول في البنتاغون جهات دولية بحجم وتوقيت الهجوم المرتقب.

وفي ظل هذه التطورات، أفادت تقارير بإخلاء إسرائيل لعدد من قواعدها العسكرية كإجراء احترازي تحسبًا لهجوم إيراني محتمل. من جهة أخرى، نقلت إذاعة إسرائيلية أن أصوات انفجارات سُمعت في منطقة تل أبيب الكبرى، مما يزيد من التوتر في المنطقة.

إلى ذلك، حذرت الممثلة الرسمية، لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إليزابيث ثروسيل، من أن تدهور الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأعمال العسكرية في لبنان، يهدد بالتسبب بكارثة إنسانية في جميع أنحاء المنطقة.

وقالت ثروسيل، خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء توسع الأعمال القتالية في الشرق الأوسط، فمن المحتمل أن تجر المنطقة بأكملها إلى كارثة في المجالين الإنساني وحقوق الإنسان".

وأضافت ثروسيل: "قد يتفاقم الوضع مع عواقب وخيمة على المدنيين"، مشددة، على أن الغزو الإسرائيلي واسع النطاق للبنان "لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة".

وأشارت إلى أن الضربات الإسرائيلية على لبنان، أدت بالفعل إلى مقتل أكثر من ألف شخص، خلال الأسبوعين الماضيين.

وأردفت: "يجب على جميع أطراف هذا الصراع، التمييز بوضوح بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية".

واختتمت حديثها بأن رئيس المفوضية، فولكر تورك، "يذكّر الجميع، بضرورة ضمان تقديم المسؤولين عن انتهاك القانون الدولي الإنساني إلى العدالة".

وفي 23 سبتمبر، أطلق الجيش الإسرائيلي، عملية "سهام الشمال"، ضد "حزب الله"، والتي شن خلالها غارات جوية واسعة النطاق، ضد أهداف عسكرية للحزب.

ونتيجة لإحدى الهجمات التي وقعت في 27 سبتمبر، قُتل الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله في بيروت.