النفط يقفز وسط تصاعد الصراع ومخاوف تعطل الإمدادات
ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 55 سنتاً بـ 0.7 في المئة إلى 78.17 دولار للبرميل (اندبندنت عربية)
واصلت أسعار النفط الارتفاع اليوم الجمعة، وتمضي نحو تسجيل مكاسب أسبوعية قوية، وسط تقييم المستثمرين احتمالات حدوث تعطل للإمدادات في حالة اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط على رغم وفرة الإمدادات في السوق العالمية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 55 سنتاً بـ 0.7 في المئة إلى 78.17 دولار للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي 50 سنتاً، بـ 0.7 في المئة أيضاً، إلى 74.21 دولار للبرميل، ويتجه الخامان لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو تسعة في المئة.
وقال المحلل من "بانمور غوردون" اشلي كيلتي "أنقذت إيران ماء وجهها بهجومها الصاروخي على إسرائيل الثلاثاء الماضي"، مستدركاً "لكن المخاوف تتزايد من احتمال أن تستهدف إسرائيل البنية التحتية النفطية الإيرانية في إطار ردها مما قد يؤدي إلى ردود مقابلة وجر الدول المجاورة إلى الصراع".
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الخميس، إن الولايات المتحدة تدرس ما إذا كانت ستؤيد ضربات إسرائيلية لمنشآت النفط الإيرانية رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على إسرائيل، في وقت واصل فيه الجيش الإسرائيلي قصف بيروت استمراراً لصراعه مع جماعة "حزب الله" اللبنانية.
وأسهمت تعليقات بايدن في ارتفاع أسعار النفط خمسة في المئة، في وقت تدرس فيه إسرائيل خياراتها في الرد، بعدما شنت إيران أكبر هجماتها على إسرائيل الثلاثاء الماضي.
إلا أن المخاوف في شأن الإمدادات ظلت محدودة بالنظر إلى توافر قدرة إنتاجية فائضة لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وحقيقة أن إمدادات النفط الخام العالمية لم تتأثر حتى الآن في الاضطرابات بالشرق الأوسط.
وأعلنت الحكومة الليبية المتمركزة في الشرق والمؤسسة الوطنية للنفط ومقرها طرابلس أمس، إعادة فتح جميع حقول النفط وموانئ التصدير بعد حل نزاع رئاسة المصرف المركزي الليبي، مما أنهى أزمة أدت إلى خفض إنتاج النفط بشدة، ويسمح هذا للبلاد بزيادة مستويات إنتاجها ليعود إلى نحو 1.2 مليون برميل يومياً.
إنتاج "أوبك" في سبتمبر ينخفض
في غضون ذلك، أظهر مسح لـ"رويترز" أمس، أن إنتاج "أوبك" النفطي في سبتمبر (أيلول) الماضي انخفض لأقل مستوى في العام مع تعطيل الاضطرابات في ليبيا إمداداتها من الخام وتحقيق العراق تقدماً في الالتزام بتعهدات الخفض في إطار تحالف "أوبك+".
وضخت "أوبك" 26.14 مليون برميل يومياً سبتمبر الماضي بانخفاض 390 ألف برميل يومياً عن الإجمالي المعدل في أغسطس (آب) الماضي، وشكل تراجع الإنتاج الليبي أكبر نسبة من الانخفاض.
وأسهم تراجع صادرات الخام الليبية، بسبب أزمة سياسية تتعلق بقيادة البنك المركزي، في دعم أسعار النفط التي تعرضت لضغوط جراء مخاوف تراجع الطلب وزيادة الإنتاج من دول خارج "أوبك+".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلص المسح إلى أن ليبيا مثلت أكبر خفض في الإمدادات بواقع 300 ألف برميل يومياً، ومن المقرر أن يتعافى الإنتاج بعد حل خلاف في شأن قيادة المركزي الليبي ورفعت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة التي أعلنتها في عدد من الحقول.
وبخلاف ليبيا، المعفاة من اتفاقات "أوبك+" بالحد من الإنتاج، جاء أكبر تراجع من العراق الذي يسعى إلى زيادة درجة التزامه بمستهدف الإنتاج الذي حدده التحالف. وخلص المسح إلى أن العراق لا يزال يضخ 90 ألف برميل يومياً أكثر من حصته المقررة.
وتقلص إنتاج نيجيريا 40 ألف برميل يومياً مع تراجع صادراتها وفقاً لبيانات من شركات تتبع ناقلات الخام.
وجاءت الزيادة الوحيدة في الإنتاج من إيران المعفاة أيضاً من المستهدف الذي حددته "أوبك".
وتزيد إيران من صادراتها على مدى الأعوام القليلة الماضية، على رغم عقوبات أميركية لا تزال مطبقة عليها، وتضخ حالياً قرب أعلى مستوياتها منذ 2018.
وخلص المسح إلى أن "أوبك" ضخت 130 ألف برميل يومياً أكثر من المستهدف المفترض للدول الأعضاء المشمولة باتفاقات الخفض، مع استمرار وقوف العراق وراء النسبة الأكبر من تلك الزيادة.
ويهدف مسح "رويترز" رصد الإمدادات للسوق بناءً على بيانات شحن تقدمها مصادر خارجية وبيانات من مجموعة بورصات لندن ومعلومات من شركات تتابع التدفقات مثل "كبلر" و"بيترو لوغيستكس" وأخرى من مصادر في شركات نفطية واستشارية وفي "أوبك".