التهديد الإيراني "محور" مكالمات نتنياهو وترمب
حرص نتنياهو وزوجته سارة على لقاء ترمب خلال حملته الانتخابية أخيرا (أ ف ب)
بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب "التهديد الإيراني"، إضافة إلى "الفرص الكبيرة المتاحة لإسرائيل في مجال السلام وتوسعها".
ونقل بيان صادر عن مكتب نتنياهو اليوم الأحد قوله "تحدثت خلال الأيام الأخيرة ثلاث مرات مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب... نحن نرى بأم أعيننا التهديد الإيراني بكل مكوناته والخطر الذي يشكله"، وأضاف المصدر أن هذه المحادثات "تهدف إلى تعزيز التحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتحدة، وكانت جيدة ومهمة للغاية".
وخلال ولايته السابقة (2016-2020)، اتخذ ترمب خطوات عدة لمصلحة إسرائيل لعل أبرزها نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس واعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وعمل على توقيع اتفاقات سلام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في ما عرف بـ"اتفاقات أبراهام".
وقبل انتخابات الرئاسة الأميركية الأسبوع الماضي، تعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الرد على الهجمات التي شنتها إسرائيل على طهران بدعم من الولايات المتحدة، فيما أعلن موقع "أكسيوس" أن أميركا حذرت إيران من أنها لن تقدر على كبح إسرائيل إذا هاجمها النظام الإيراني مجدداً.
وفي الـ26 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكد الجيش الإسرائيلي أنه هاجم أهدافاً عسكرية في إيران، في عملية قدمت على أنها رد على الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل في الأول من الشهر نفسه.
وأعلنت الولايات المتحدة نشر قدرات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط ستصل "خلال الأشهر المقبلة" في خطوة تأتي "دفاعاً عن إسرائيل" ولتحذير إيران، وفق بيان أصدره البنتاغون أول من أمس الجمعة.
وتشمل هذه القدرات العسكرية الجديدة وسائل دفاع ضد الصواريخ الباليستية وطائرات مقاتلة وقاذفات قنابل بي-52 وأنواعاً أخرى من الطائرات العسكرية.
وكانت إيران أبدت انفتاحاً تجاه ترمب، داعية الرئيس الأميركي المنتخب إلى تبني سياسات جديدة تجاهها. وحض نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، ترمب على "تغيير" سياسة "الضغوط القصوى" التي اتبعها مع النظام الإيراني خلال ولايته الأولى، قائلاً للصحافيين "يجب على ترمب أن يظهر أنه لا يتبع سياسات الماضي الخاطئة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبات ظريف معروفاً على الساحة الدولية بفضل الدور البارز الذي أداه في المفاوضات التي انتهت بإبرام الاتفاق الدولي حول برنامج إيران النووي عام 2015.
وخلال ولايته الأولى التي بدأت عام 2017، سعى ترمب إلى تطبيق استراتيجية "الضغوط القصوى" من خلال فرض عقوبات على إيران، مما أدى إلى ارتفاع منسوب التوتر بين الطرفين إلى مستويات جديدة.
وقام خلال مايو (أيار) 2018 بسحب بلاده من جانب واحد من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، خصوصاً على القطاعين النفطي والمالي.
وردت إيران بالتراجع عن التزاماتها بموجب الاتفاق، ومنذ ذلك الحين قامت بتخصيب اليورانيوم حتى 60 في المئة، أي أقل بـ30 في المئة فقط من الدرجة النووية.
ورأى ظريف اليوم أن نهج ترمب السياسي الذي اتبعه تجاه إيران أدى إلى زيادة مستويات التخصيب، موضحاً أنه "لا بد من أنه (ترمب) أدرك أن سياسة الضغوط القصوى التي بدأها تسببت في وصول تخصيب إيران إلى 60 في المئة من 3.5 في المئة"، وأضاف أنه "كرجل حسابات، عليه أن يقوم بالحسابات ويرى ما هي مزايا وعيوب هذه السياسة وما إذا كان يريد الاستمرار في هذه السياسة الضارة أو تغييرها".
وكان ترمب اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال ديسمبر (كانون الأول) عام 2017، وفي 2018 قام بنقل السفارة الأميركية إلى هناك، واعترف ترمب أيضاً بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها لاحقاً.
كذلك، أصدر ترمب خلال ولايته أمراً باغتيال القائد السابق لـ"فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني ومهندس استراتيجية النفوذ الإقليمي لطهران اللواء قاسم سليماني بضربة جوية قرب مطار بغداد في يناير (كانون الثاني) عام 2020.