عشق لكرة القدم في قلب الظلام.. مريم عامر قصة شغف لا تعرف الحدود
2024-11-13 14:35:02 - المصدر: واع
البصرة – واع -آية منصور
في كل مرة يهتف فيها الجمهور بصوتٍ مدوٍ في الملعب، ترى هي المباراة بعيني قلبها. هي لا ترى، لكنها تعيش كل لحظة من المباراة كأنها في قلب الحدث. وحلمها أن تشاهد يوماً ما هذه المباريات بعينيها، لكن حتى الآن، تكتفي بسماع الوصف وتخيّله بكل تفاصيله.
مريم عامر، صاحبة الـ 22 عاماً، الفتاة الكفيفة التي لا تفوت مباراة للمنتخب الوطني، تتحدث عن تجربتها المميزة في تشجيع كرة القدم وكيف أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتها. وقالت في حديثها لوكالة الأنباء العراقية (واع): " منذ ولادتي، وأنا فاقدة للبصر، لكن أهلي لم يشعروني يوماً أنني مختلفة. ربوني مثل إخوتي، وعلموني كل شيء عندما كنت طفلة، كان الأطفال في عمري يتنمرون عليّ ويستغربون أنني لا أستطيع فعل ما يفعلونه، كمتابعة التلفاز أو القراءة والكتابة، في البداية كنت أجيبهم بأنني قادرة على فعل هذه الأشياء لأنني كنت أؤمن بقدرتي على التعلم، ولم أكن أعلم أنني كفيفة، كنت أعتقد أن الجميع مثلي، وعندما كنت أسأل أهلي عن ذلك، كانوا يتهربون من الإجابة، ويقولون إن الأمور على ما هي عليه".
وتضيف مريم: "واحدة من أهم الأشياء التي كانت تجمعني بأهلي هي كرة القدم، فكل أفراد أسرتي، من إخوتي إلى والدي، يعشقون المنتخب الوطني، ويتابعون مبارياته بشغف. علّموني تفاصيل اللعبة، وكيفية فهم مجرياتها، حتى أصبحت أحب كرة القدم كما يحبونها. لكن الذي زاد حبي لها بشكل كبير كان خلال كأس آسيا، عندما تعلقت أكثر بالمنتخب وباللاعب يونس محمود تحديدا، لأنهم صنعوا تاريخاً جديداً للعراق وعرفت معنى أن تكون سعيداً وسط الحرب لأول مرة".
لا حدود لحب كرة القدم
مريم عامر التي تحمل في قلبها شغفاً لكرة القدم لا يعرف حدوداً، توضح أن الأمر لم يكن سهلاً، لكنها تعلمت ان تفرق بين المنتخب الوطني والنادي، وبين البطولات المختلفة. ربما كان تنمر الأطفال عليها درسًا قاسيًا، لكنه علّمها كما توضح كيف تتعلم كل شيء بنفسها".
وتضيف: "لطالما كان لدي حلم واحد.. أن يأتي اليوم الذي يلعب فيه المنتخب في العراق، لأتمكن من الذهاب إلى الملعب ومتابعة المباراة عن قرب. لا يمكن وصف هذا الشعور، أن تكون في قلب الحدث، تسمع أصوات اللاعبين وهم قريبون منك، تشعر بكل حركة وكأنك تراها. حتى وإن لم أسمع صوت المعلق، أعتمد على أذني. لا بد من وجود صوتٍ ينقل لي مجريات المباراة، لكن عندما يغيب المعلق، لا يكون ذلك حاجزاً، لأن من معي يشرحون لي كل تفصيلة، من سدد، من شتت، كيف جرت الأمور في الملعب. إنها تجربة مختلفة، لكنها تجعلني أعيش كل لحظة".
وتابعت أن" أمنيتها الأكبر في الحياة هي رؤية اللاعبين أمامها مباشرةً، أن تتحدث معهم. اللاعب أيمن حسين وعدها بقميصه في شهر أيلول، وعدها أن تحصل عليه في الفندق الذي يقيم فيه الفريق، لكن في كل مرة، الأمن يمنعها من الدخول. ورغم ذلك، لا تفقد الأمل، وتتمنى يوماً ما أن تحقق هذا الحلم، كما حصلت في السابق على قميص نادي الجوية".
كيف يمكن مشاهدة المباريات؟
تقول مريم عامر، الفتاة التي لم تمنعها الظلمة من عشق كرة القدم هذه اللعبة البصرية جدا والتي تتطلب تركيزا عاليا بجميع الحواس: " لطالما كنت أظن أن الجميع يرى الحياة كما أراها، بأسلوبهم الخاص، لكنني اكتشفت مع الوقت أنني كنت وحدي في هذا العالم. زرت الأطباء مرات عدة، لكنهم لم يمنحوني أي أمل، قالوا إن حالتي لا علاج لها حاليًا، لكن ربما يتطور الطب في المستقبل. دائما كان لدي أمل أن يأتي ذلك اليوم".
وبشغف توضح مريم ،"أنها تحضر جميع مباريات المنتخب في البصرة، طالما لا يوجد لديها امتحانات. عندما يفوز المنتخب، تشعر بفرح الشعب العراقي كله، وهذا ما يدفعها للاستمرار. تقول: أنا أدرس بجد حتى أخدم بلدي، كما يلهمني الفريق بما يصنعه وأتمنى أن أرى مباراة بعيني يوما ما، من دون الحاجة لأحد أن يصف لي ما يجري".
وبابتسامة حالمة، تتمنى مريم أن يلعب المنتخب العراقي مع إسبانيا يوما ما، وعلى أرض العراق. انها تعرف كل تفاصيل منتخب إسبانيا كما تعرف منتخبنا. كما تتمنى أن تعود إلى عام 2007، لمشاهدة مباراة العراق والسعودية بعينيّها، لحظة التتويج التي كانت أعظم لحظات الكرة العراقية".
التعليم الذي لم يكن سهلاً
تروي مريم عامر بمرارة تفاصيل رحلتها مع التعليم، وتقول: "لم أكن محظوظة في البداية، فكلما حاولت الالتحاق بمدرسة عادية، كانت المدارس ترفضني بسبب كوني كفيفة. كلماتهم كانت جارحة، دائما ما كنت أسمعهم يقولون: 'كيف سنتعامل معها؟ وكأن التعامل معي أصعب من التعامل مع الآخرين. لم أفهم يومها ماذا يعني أن أكون كفيفة، وما معنى أن يكون الآخرون 'عاديين'، ولماذا لا يعرفون كيف يتعاملون معي. كانت تلك العبارة حملاً ثقيلاً على عائلتي أكثر مما كانت عليّ، لأنهم لم يعرفوا كيف يجيبونني حين أسألهم".
وتستمر مريم قائلة: "كنت أرتدي ملابس المدرسة كل يوم وأقف أمام الباب، متأملة أن تأتي الفتيات ليأخذنني معهن. لكن في النهاية، اضطررت للالتحاق بمعهد خاص بالمكفوفين، وهناك كنت دائما الأولى في فصلي. بعد ذلك، عدت إلى المدارس العادية، حيث اعتمدت فقط على السمع. زملائي كانوا رائعين معي، وحققّت معدل 94%. واليوم أدرس في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، رغم كل التحديات والصعوبات التي ما زلت أواجهها".
تتحدث مريم عامر عن بعض الصعوبات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة عند دخولهم الملاعب ،مؤكدة أن الأمر ليس سهلاً عليها، خاصة إذا أرادت التوجه وحدها، وغالبا ما يكون بشكل مبكر للغاية لتفادي التدافع: وتكمل: أغلب العاملين في الملعب يعرفونني ويؤكدون كل مرة بانبهارهم بقدرتي على الوفاء للمنتخب والحضور لمؤازرته كل مرة، هذا دورنا، أن نعلن لهم الوفاء كما يمنحوننا الفرح المجاني".
في كل مرة يهتف فيها الجمهور بصوتٍ مدوٍ في الملعب، ترى هي المباراة بعيني قلبها. هي لا ترى، لكنها تعيش كل لحظة من المباراة كأنها في قلب الحدث. وحلمها أن تشاهد يوماً ما هذه المباريات بعينيها، لكن حتى الآن، تكتفي بسماع الوصف وتخيّله بكل تفاصيله.
مريم عامر، صاحبة الـ 22 عاماً، الفتاة الكفيفة التي لا تفوت مباراة للمنتخب الوطني، تتحدث عن تجربتها المميزة في تشجيع كرة القدم وكيف أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتها. وقالت في حديثها لوكالة الأنباء العراقية (واع): " منذ ولادتي، وأنا فاقدة للبصر، لكن أهلي لم يشعروني يوماً أنني مختلفة. ربوني مثل إخوتي، وعلموني كل شيء عندما كنت طفلة، كان الأطفال في عمري يتنمرون عليّ ويستغربون أنني لا أستطيع فعل ما يفعلونه، كمتابعة التلفاز أو القراءة والكتابة، في البداية كنت أجيبهم بأنني قادرة على فعل هذه الأشياء لأنني كنت أؤمن بقدرتي على التعلم، ولم أكن أعلم أنني كفيفة، كنت أعتقد أن الجميع مثلي، وعندما كنت أسأل أهلي عن ذلك، كانوا يتهربون من الإجابة، ويقولون إن الأمور على ما هي عليه".
وتضيف مريم: "واحدة من أهم الأشياء التي كانت تجمعني بأهلي هي كرة القدم، فكل أفراد أسرتي، من إخوتي إلى والدي، يعشقون المنتخب الوطني، ويتابعون مبارياته بشغف. علّموني تفاصيل اللعبة، وكيفية فهم مجرياتها، حتى أصبحت أحب كرة القدم كما يحبونها. لكن الذي زاد حبي لها بشكل كبير كان خلال كأس آسيا، عندما تعلقت أكثر بالمنتخب وباللاعب يونس محمود تحديدا، لأنهم صنعوا تاريخاً جديداً للعراق وعرفت معنى أن تكون سعيداً وسط الحرب لأول مرة".
لا حدود لحب كرة القدم
مريم عامر التي تحمل في قلبها شغفاً لكرة القدم لا يعرف حدوداً، توضح أن الأمر لم يكن سهلاً، لكنها تعلمت ان تفرق بين المنتخب الوطني والنادي، وبين البطولات المختلفة. ربما كان تنمر الأطفال عليها درسًا قاسيًا، لكنه علّمها كما توضح كيف تتعلم كل شيء بنفسها".
وتضيف: "لطالما كان لدي حلم واحد.. أن يأتي اليوم الذي يلعب فيه المنتخب في العراق، لأتمكن من الذهاب إلى الملعب ومتابعة المباراة عن قرب. لا يمكن وصف هذا الشعور، أن تكون في قلب الحدث، تسمع أصوات اللاعبين وهم قريبون منك، تشعر بكل حركة وكأنك تراها. حتى وإن لم أسمع صوت المعلق، أعتمد على أذني. لا بد من وجود صوتٍ ينقل لي مجريات المباراة، لكن عندما يغيب المعلق، لا يكون ذلك حاجزاً، لأن من معي يشرحون لي كل تفصيلة، من سدد، من شتت، كيف جرت الأمور في الملعب. إنها تجربة مختلفة، لكنها تجعلني أعيش كل لحظة".
وتابعت أن" أمنيتها الأكبر في الحياة هي رؤية اللاعبين أمامها مباشرةً، أن تتحدث معهم. اللاعب أيمن حسين وعدها بقميصه في شهر أيلول، وعدها أن تحصل عليه في الفندق الذي يقيم فيه الفريق، لكن في كل مرة، الأمن يمنعها من الدخول. ورغم ذلك، لا تفقد الأمل، وتتمنى يوماً ما أن تحقق هذا الحلم، كما حصلت في السابق على قميص نادي الجوية".
كيف يمكن مشاهدة المباريات؟
تقول مريم عامر، الفتاة التي لم تمنعها الظلمة من عشق كرة القدم هذه اللعبة البصرية جدا والتي تتطلب تركيزا عاليا بجميع الحواس: " لطالما كنت أظن أن الجميع يرى الحياة كما أراها، بأسلوبهم الخاص، لكنني اكتشفت مع الوقت أنني كنت وحدي في هذا العالم. زرت الأطباء مرات عدة، لكنهم لم يمنحوني أي أمل، قالوا إن حالتي لا علاج لها حاليًا، لكن ربما يتطور الطب في المستقبل. دائما كان لدي أمل أن يأتي ذلك اليوم".
وبشغف توضح مريم ،"أنها تحضر جميع مباريات المنتخب في البصرة، طالما لا يوجد لديها امتحانات. عندما يفوز المنتخب، تشعر بفرح الشعب العراقي كله، وهذا ما يدفعها للاستمرار. تقول: أنا أدرس بجد حتى أخدم بلدي، كما يلهمني الفريق بما يصنعه وأتمنى أن أرى مباراة بعيني يوما ما، من دون الحاجة لأحد أن يصف لي ما يجري".
وبابتسامة حالمة، تتمنى مريم أن يلعب المنتخب العراقي مع إسبانيا يوما ما، وعلى أرض العراق. انها تعرف كل تفاصيل منتخب إسبانيا كما تعرف منتخبنا. كما تتمنى أن تعود إلى عام 2007، لمشاهدة مباراة العراق والسعودية بعينيّها، لحظة التتويج التي كانت أعظم لحظات الكرة العراقية".
التعليم الذي لم يكن سهلاً
تروي مريم عامر بمرارة تفاصيل رحلتها مع التعليم، وتقول: "لم أكن محظوظة في البداية، فكلما حاولت الالتحاق بمدرسة عادية، كانت المدارس ترفضني بسبب كوني كفيفة. كلماتهم كانت جارحة، دائما ما كنت أسمعهم يقولون: 'كيف سنتعامل معها؟ وكأن التعامل معي أصعب من التعامل مع الآخرين. لم أفهم يومها ماذا يعني أن أكون كفيفة، وما معنى أن يكون الآخرون 'عاديين'، ولماذا لا يعرفون كيف يتعاملون معي. كانت تلك العبارة حملاً ثقيلاً على عائلتي أكثر مما كانت عليّ، لأنهم لم يعرفوا كيف يجيبونني حين أسألهم".
وتستمر مريم قائلة: "كنت أرتدي ملابس المدرسة كل يوم وأقف أمام الباب، متأملة أن تأتي الفتيات ليأخذنني معهن. لكن في النهاية، اضطررت للالتحاق بمعهد خاص بالمكفوفين، وهناك كنت دائما الأولى في فصلي. بعد ذلك، عدت إلى المدارس العادية، حيث اعتمدت فقط على السمع. زملائي كانوا رائعين معي، وحققّت معدل 94%. واليوم أدرس في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، رغم كل التحديات والصعوبات التي ما زلت أواجهها".
تتحدث مريم عامر عن بعض الصعوبات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة عند دخولهم الملاعب ،مؤكدة أن الأمر ليس سهلاً عليها، خاصة إذا أرادت التوجه وحدها، وغالبا ما يكون بشكل مبكر للغاية لتفادي التدافع: وتكمل: أغلب العاملين في الملعب يعرفونني ويؤكدون كل مرة بانبهارهم بقدرتي على الوفاء للمنتخب والحضور لمؤازرته كل مرة، هذا دورنا، أن نعلن لهم الوفاء كما يمنحوننا الفرح المجاني".