أبو جعفر اللبناني.. من القصف الصهيوني على "الضيعة" إلى القهوة في "أبي صيدا" العراقية
بغداد اليوم - ديالى
قبل أيام معدودة، وصل أبو جعفر اللبناني نازحًا من أقصى جنوب لبنان بعد تعرض منطقته لعمليات قصف من قبل الكيان المحتل، واستقر في ناحية أبي صيدا شمال شرق ديالى، حيث استقبله الأهالي بحفاوة وقدموا له المساعدة الممكنة، في رسالة تعبر عن الدعم الشعبي لما يعانيه الأشقاء من مصاعب بسبب العدوان المستمر منذ أشهر.
أبو جعفر، الذي تجاوز العقد الثالث من عمره، لم ينتظر طويلًا وبدأ في خلق مصدر رزق له ولأسرته من خلال فتح عربة متواضعة لبيع القهوة بالنكهة اللبنانية، مستفيدًا من خبرته في هذا المجال.
ويقول أبو جعفر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه" يريد بداية جديدة مع مجتمع يحتفي به ويحترمه ويقدم له كل أشكال الدعم والعون، لكنه أراد أيضًا أن يؤسس لنشاط يوفر له لقمة العيش".
محمد جاسم، وهو من أهالي أبي صيدا، أشار في حديث له لـ"بغداد اليوم"، إلى أن هناك من 10 إلى 13 عائلة لبنانية وصلت إلى مناطق متفرقة من ناحية أبي صيدا وقراها، وهي موضع احترام وتقدير"، مؤكدا بان "الدعم الإنساني مستمر، وأنهم يعتبرون اللبنانيين ضيوفًا وليسوا نازحين، فهم في بلدهم، وأشاد بمحاولة أبو جعفر لكسب قوت يومه بعرق جبينه، معتبرًا ذلك قرارًا محترمًا ويدعمه".
كاظم الشمري، وهو إعلامي، أشار إلى أن أبي صيدا كانت من المدن السبّاقة في استقبال الضيوف من الأشقاء اللبنانيين، وأن هناك حوالي 13 عائلة موجودة حاليًا، لافتا في حديث له مع "بغداد اليوم" الى أنه كان هناك استنفار لتأمين المنازل والخدمات الأخرى كافة، مؤكدًا أنهم يتعاملون مع اللبنانيين كأهلهم ولا يقصرون معهم، وبيّن أن ما قام به أبو جعفر اللبناني هو محل احترام وتقدير، وأنه يحاول كسب قوته بعرق جبينه، وهو موضع احترام وتقدير بالنسبة لهم".
الى ذلك بين رئيس هيئة المواكب الحسينية في ديالى علي احمد طاهر الى ان اجمالي الاسر اللبناني تجاوز 500 اسرة وهي تنتشر حاليا في 25 منطقة في المحافظة بينها مدن وقصبات وقرى زراعية".
وأضاف في حديث لـ"بغداد اليوم"، "اننا نتعامل مع اللبنانيين كضيوف اعزاء وليسوا كنازحين ونسعى لتوفير كل ما تحتاج اليه من خلال تنسيقات شعبية"، مؤكدا بان "استقبال العوائل اللبنانية مستمر".