لواءان عسكريان عراقيان لتعزيز الحدود مع سوريا.. "سيناريو 2014 لن يتكرر"
شفق نيوز/ أكد النائب عن محافظة نينوى نايف الشمري، اليوم الأحد، وصول تعزيزات عسكرية إلى قاطع غرب نينوى لتعزيز الأمن على الحدود مع الجانب السوري، فيما أشار خبير استراتيجي إلى أن الأحداث الجارية في الساحة السورية لا تشكل خطراً مباشراً على الوضع الداخلي في العراق.
وقال الشمري لوكالة شفق نيوز، إن "تعزيزات عسكرية وصلت إلى قضاء سنجار وقاطع غرب نينوى لتأمين الحدود"، مبينا أن "التعزيزات تضمنت لوائين الأول من الجيش العراقي والثاني من الشرطة الاتحادية".
وشدد الشمري على أن "سيناريو 2014 لن يعود ولن تطأ أرض العراق أي جهة دخيلة"، وبين أن "أحداث 2014 سببها الحدود المفتوحة والمخبر السري ووجود قادة فاسدين كان همهم الوحيد جمع الأموال وفرض الإتاوات، وهذا الشيء اليوم غير موجود بشكل كامل".
وأضاف الشمري، أن "أهالي نينوى يقفون صفاً واحداً مع القوات الأمنية بجميع صنوفها وتشكيلاتها، وسيدافعون جنباً إلى جنب حتى الرمق الأخير إذا ما تعرض العراق لأي مكروه.. لا قدر الله".
وتابع، أن "كافة المعطيات تشير إلى جاهزية أهالي نينوى من عشائر وشيوخ وشباب، للدفاع عن أرض العراق بكاملها، وليس نينوى فحسب، ضد أي محاولة للمساس بها، وذلك بعد أن عانوا من ظلم وإرهاب داعش".
وفي وقت سابق كشف مصدر أمني لوكالة شفق نيوز، إن تعزيزات عسكرية قوامها لواء وتحديداً لواء 101 ضمن الفرقة المدرعة 25 وصلت الى سنجار (شمال غربي الموصل) لتأمين الحدود العراقية مع سوريا تزامناً مع اشتداد المعارك في حلب
في السياق، أكد الخبير الاستراتيجي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل، فراس إلياس، أن الأحداث في الساحة السورية لا تشكل خطراً مباشراً على الوضع الداخلي في العراق.
وفي تصريح لوكالة شفق نيوز، أوضح إلياس أن "الأخبار التي تتحدث عن خطر يواجهه العراق نتيجة ما يجري في سوريا هي أخبار مقصودة تهدف إلى خلق رأي عام موجه لأغراض معينة، إلا أن أغلب ما يُثار حول هذا الموضوع لا يستند إلى أساس منطقي، بل هو عبارة عن مخاوف تغذيها أجندات معروفة".
وأضاف إلياس أنه يجب التفريق بين ما يجري في حلب وبقية المناطق السورية من جهة، وما يجري على الحدود العراقية السورية من جهة أخرى، ورغم عدم وجود علاقة بينهما، إلا أن الضرورة تقتضي القول إن الخطر الأكبر يكمن في التهديدات الموجودة على الحدود".
وأكد أن تحركات المعارضة السورية لا تهدد العراق بشكل مباشر، لأن صراعها مع النظام السوري ولا علاقة لها بالدولة العراقية، ولا يوجد أساس منطقي لنقل المعركة إلى الداخل العراقي.
وأشار إلياس إلى أن التهديدات التي قد يخلقها تنظيم داعش في حال استغل الوضع السوري هي التي تثير القلق، خاصة في المناطق الحدودية، لكنه استبعد أن يتمكن التنظيم من تنفيذ ذلك داخل العراق، مشيراً إلى أن التدابير الأمنية التي اتخذتها الحكومة العراقية كانت شاملة وواسعة.
وأوضح إلياس أن هذه التدابير تشمل تعزيزات عسكرية وأبراج مراقبة ومفارز حدودية وأسلاك شائكة مكهربة، بالإضافة إلى حواجز كونكريتية، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تقلل من احتمالية حدوث اختراقات عرضية، رغم أنها لا يمكن استبعادها تماماً.
وفيما يتعلق بالمستفيدين من الوضع في سوريا، أشار إلياس إلى أن تركيا هي المستفيد الأكبر، حيث من المتوقع أن تواصل عملياتها العسكرية في شمال سوريا بعد السيطرة على حلب، وهو ما قد يعزز خططها لتوسيع عملياتها في شمال العراق.
أما إيران، فقد وصفها إلياس بالخاسر الأكبر من الأحداث في سوريا، مشيراً إلى أن عام 2024 قد يكون عام "نكبة إيران"، نتيجة استنزافها على عدة جبهات.
وأضاف أن إيران ستسعى إلى تحصين نفوذها في العراق باعتباره المجال الجغرافي الأقرب إلى أمنها القومي.
وختم إلياس بالقول إنه "كعراقيين يجب أن ندرك تماماً أن المشكلة السورية هي شأن سوري داخلي، وعلينا تأمين حدودنا وعدم التدخل في الصراع، وأن لا نكون جزءاً من أي مشاريع إقليمية أو دولية. المصلحة الوطنية هي الأهم، ولذلك يجب أن نفكر في مصالحنا قبل مصالح الآخرين".