آرين مسرور بارزاني.. هذا الشبل من ذاك الأسد!
كاظم الزهيري
في لقاءٍ ودي وأخوي جمع رئيس الوزراء العراقي السيّد محمد شياع السوداني، وآرين مسرور بارزاني، نجل رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، السيّد مسرور بارزاني، برزت لمحة من التقدير والاعتزاز الذي يجمع بين الطرفين. أثناء اللقاء، الذي تم خلال زيارة السوداني إلى أربيل، تقدم أحد المرافقين ليعلن عن إنجاز جديد حققه آرين، حيث نال شهادة عسكرية مرموقة من الأكاديمية البريطانية. ليردّ السوداني بابتسامة واسعة مليئة بالاحترام قائلاً: "ما شاء الله، ما شاء الله، هذا الشبل من ذاك الأسد"، مستشهداً بذلك بالمثل العربي الشهير الذي يعبر عن الاعتراف بالقيم والأصالة المتوارثة.
فالنظرة التي أبداها السوداني تجاه آرين مسرور بارزاني لم تكن سوى انعكاس لنظرة أوسع يحملها العراقيون والعرب بصورة عامة تجاه العائلة البارزانية، تلك العائلة التي برزت عبر تاريخها الطويل نموذجاً للوطنية والمواقف الشجاعة التي لا تخضع للأحقاد أو الخلافات. هذه العائلة، وعلى رأسها الملا مصطفى البارزاني رحمه الله، لطالما آمنت بالمصير المشترك الذي يجمع الكرد والعرب، وترجمت ذلك عبر أفعالها وتوجهاتها التي تصل بجذورها إلى البصرة والخليج العربي.
ورغم التحديات والصعوبات التي واجهتها العائلة البارزانية، بما في ذلك ما عانته على يد النظام السابق في العراق من قتل وتنكيل وهانة وتخوين، استمرت هذه العائلة في ترسيخ علاقاتها مع العرب دون تردد أو ضعف، بل بدافع من الإيمان العميق بأهمية التآخي بين الشعوب.
ومما لا شك فيه، إن آرين مسرور بارزاني يمثل امتداداً لهذه العائلة العريقة، فهو يتميز بارتباطه الوثيق بالثقافة العربية كما يبدو من أفعاله، فهو يتحدث اللغة العربية بطلاقة وله أصدقاء من العرب يكنّ لهم الاحترام المتبادل، وبالطبع.. هذه الصفات أكسبته مكانة مميزة في قلوب المنصفين من أبناء العراق والمنطقة.
خلال كلمة ألقاها مؤخراً في حفل الإعلان عن "مؤسسة كردستان الشبابية"، ظهر آرين بالزي الكردي التقليدي، معبراً عن فخره بهويته الكردية، ومرحباً بالضيوف باللغة العربية بلكنة جمعت بين مختلف اللهجات. وهذا المشهد هو رسالة واضحة تعكس نهجه في تعزيز العلاقات بين الكرد والعرب، متبعاً خطى أجداده الذين أسهموا في إنجاح تجربة إقليم كردستان كواحدة من أنجح التجارب في العراق.
وبالطبع هذا الحراك له منتقدون حاقدون، فالهجوم الذي يشنه بعض المنتقدين، ومن بينهم من يدّعي الثقافة، على العائلة البارزانية بحجة اعتزازها بعلاقاتها مع العرب، لا يعبر سوى عن ضيق أفق هؤلاء. العائلة البارزانية، بمواقفها التاريخية، أثبتت أنها أكبر من أي أحقاد أو تصفية حسابات.
آرين مسرور بارزاني، بصفاته الشخصية وشخصيته الواعدة، يشكل رمزاً للأمل والشراكة. شاب يحمل على عاتقه ترسيخ قيم الأخوة والتعاون، بعيداً عن السياسة التقليدية، وسائراً بخطى واثقة نحو مستقبل يعزز الروابط بين الكرد والعرب، وهو يثبت أن النجاح والشموخ هما امتداد طبيعي لعائلة كرست حياتها لخدمة الجميع دون تفرقة. إنه بحق، الشبل الذي يسير على خطى الأسد، وعلى قول السيد السوداني "هذا الشبل من ذاك الأسد".
كاتب عراقي من البصرة