اخبار العراق الان

مبعوث "الناتو" إلى المنطقة: ماضي الجماعات المتطرفة يشكل تحديات للسوريين

مبعوث
مبعوث "الناتو" إلى المنطقة: ماضي الجماعات المتطرفة يشكل تحديات للسوريين

2024-12-21 18:00:06 - المصدر: اندبندنت عربية


ممثل الناتو للجوار الجنوبي خافيير كولومينا خلال حديثه لمراسلة اندبندنت عربية 

منذ أكثر من عام تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات غيرت ملامحها على مناحٍ عدة، ليس أقلها أمنياً وجيواستراتيجياً، مما أكد حاجة القوى الدولية لضخ مزيد من الجهود في تلك البقعة التي كثيراً ما كان تأثيرها يفوق كثيراً حدودها الجغرافية الواسعة. وانتباهاً لهذا الواقع اعتمد الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال قمتهم السنوية في واشنطن يوليو (تموز) الماضي خطة عمل لتعزيز نهج التعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواكبة تطورات المشهد الأمني والإقليمي والعالمي، وشمل ذلك اعتماد قرار سابق بإنشاء مكتب اتصال للحلف في العاصمة الأردنية عمان وتعيين ممثل خاص للجوار الجنوبي الذي يشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والساحل، إذ كُلِّف نائب الأمين العام للحلف خافيير كولومينا المهمة. 

وتزامناً مع تطور جذري جديد في المنطقة، حيث سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد واستيلاء هيئة تحرير الشام على السلطة في مرحلة تمثل تحدياً أمنياً جديداً، تحدثنا في مقابلة خاصة عبر "زووم" مع مسؤول "الناتو" الذي قدم استراتيجية الحلف العسكري نحو دول المنطقة ورؤيته في شأن ما يدور من تطورات وصراعات، واصفاً ما يحدث في سوريا بأنه لحظة أمل وحذر في الوقت نفسه. 

سوريا ضربة لموسكو وطهران معاً

تلعب إيران دوراً مهماً في الحرب داخل أوكرانيا، والتي تمثل أولوية أولى لـ"الناتو" المنغمس في تلك الحرب الشرسة التي تهدد الجناح الشرقي للحلف العسكري. ومراراً اتهم قادة "الناتو" إيران بتوفير الدعم العسكري لروسيا من خلال إمدادها بالمسيرات والصواريخ الباليستية. وبسقوط نظام الأسد، فقدت طهران أهم حليف لها في المنطقة، ما من شأنه أن يمثل ضربة كبرى للنفوذ الإيراني الأوسع. وفي هذا الصدد قال المبعوث الخاص لـ"الناتو" إن الأمر يشكل ضربة لكل من طهران وموسكو، ومع ذلك فإنه يتعين النظر في العواقب التي قد تترتب على المنطقة، مضيفاً "نحن الآن نفكر في هذه العواقب". وأشار إلى أن "الناتو" يتحدث حالياً مع عديد من أصحاب المصلحة في المنطقة للتعرف على العواقب التي قد تترتب على سقوط الأسد، مضيفاً "كنت في المنطقة بالفعل خلال عطلة نهاية الأسبوع، سواء خلال المشاركة في حوارات المنامة، أو في منتدى الدوحة، إذ أجرينا كثيراً من المحادثات غير الرسمية حول كل ما يحدث في دمشق".


وبسؤاله عن القلق داخل حلف شمال الأطلسي الحالي في شأن المشهد بسوريا والمخاوف من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة وحول العواقب السياسية التي قد تكون بعيدة المدى، وصف كولومينا ما يحدث في سوريا بأنه "لحظة أمل"، لكنها أيضاً "لحظة عدم يقين ولحظة حذر"، لافتاً إلى أنه تجري مراقبة سلوك قادة الفصائل المتمردة التي تسيطر على الحكم حالياً، قائلاً "سنراقب من كثب سلوك القادة المتمردين، وكيف يتصرفون مع حماية المدنيين، وحماية الأقليات الدينية، وحقوق الإنسان، والحقوق المدنية والسياسية، وسنرى ما هو التطور في الأسابيع والأشهر المقبلة".

وأشار مبعوث "الناتو" إلى أن حلف شمال الأطلسي منتظم في المنطقة بالفعل لسنوات عديدة، قائلاً "لدينا علاقات طويلة الأمد مع عديد من البلدان في الجنوب، مع شركائنا الجنوبيين. ونحتفل هذا العام بالذكرى الـ30 للحوار المتوسطي والذكرى الـ20 لمبادرة إسطنبول للتعاون. وقد قررنا قبل بضعة أشهر خلال قمتنا في واشنطن الموافقة على خطة عمل تتضمن كثيراً من المبادرات والتدابير الرامية إلى زيادة مشاركتنا وفهمنا السياسي لكيفية تطور الأمور في الجنوب. وكانت التوصية الأخيرة في خطة العمل التي وافق عليها رؤساء الدول هي أن يعين الأمين العام ممثلاً خاصاً، وها أنا أفعل ذلك بالضبط".

ونفى كولومينا أن يكون لدى "الناتو" نية للعب دور في سوريا في الوقت الحالي، مضيفاً بالقول، "لا نسعى إلى لعب دور في هذه العملية. ومع ذلك سنراقب من كثب، وندعم جهود الآخرين. وفي رأينا، ما يجب أن يحدث هو انتقال سلمي، حيث تجتمع الجماعات المتمردة المختلفة، وتكون قادرة على تشكيل حكومة. إن ما نريد جميعاً تجنبه هو فراغ في السلطة في بلد مهم للغاية بالنسبة إلى الشرق الأوسط والعالم العربي بصورة عامة".

تنظيم "داعش"

لعب "الناتو" دوراً مهماً منذ عام 2014 في هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا باعتباره عضواً في التحالف العالمي لهزيمة التنظيم الإرهابي. وبسؤال مبعوث "الناتو" في شأن تأثر عمل التحالف الدولي في ظل سيطرة فصائل وشخصيات كانت تنتمي قبل ذلك لتنظيمات إرهابية، على الحكم في سوريا، ومن بينهم زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي اتخذ "أحمد الشرع" اسماً جديداً له، قال كولومينا إن "ما حدث قد حدث، والأهم الآن هو دعم عملية تفضي إلى تشكيل حكومة مناسبة. نحن ندرك خلفية هيئة تحرير الشام، لكننا نتوقع منهم الالتزام بما صرحوا به أخيراً. الرسائل الواردة من الجماعات المتمردة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، تبدو إيجابية، وسنقوم بدراستها بعناية. قبل يومين فحسب أجرى الأمين العام لـ(الناتو) محادثة مع ملك الأردن تناولت هذه القضايا بالتفصيل، إذ تبادلنا الآمال حول الانتقال السياسي الذي نطمح إليه في سوريا، لكننا في الوقت نفسه ناقشنا المخاوف، خصوصاً ما يتعلق بتهديد تنظيم (داعش) والإرهاب. وهذا لا يعني أننا نتجاهل هذه التحديات، بل نعيها جيداً. ومع ذلك نرى أن الوقت قد حان لدعم عملية تقود إلى حكومة تعيد الاستقرار والازدهار لسوريا".

تبني نهج براغماتي

عند سؤاله عن الثقة أو التوقعات التي يضعها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شخص كان سابقاً عضواً في تنظيم "القاعدة" ومطلوباً من الولايات المتحدة، أجاب مسؤول "الناتو"، "كما ذكرت سابقاً، ما يمكننا فعله الآن هو تبني نهج عملي وواقعي. نحن نعيش لحظة تمتزج فيها الفرحة والأمل مع سقوط ديكتاتور مسؤول عن عديد من الجرائم. إضافة إلى ذلك يعد هذا التحول ضربة جيواستراتيجية لكل من روسيا وإيران، اللتين كانتا تدعمان هذا النظام. ومع ذلك فإن ماضي الجماعات المتمردة المختلفة يفرض تحديات على السوريين أنفسهم للتعامل معها، إذ يتعين عليهم توحيد صفوفهم والعمل من أجل التقدم إلى الأمام". وأكمل قائلاً، "نعم، أعتقد أننا في حاجة إلى تبني نهج عملي. ومع ذلك هناك قلق، كما ذكرت سابقاً. لو لم يكن هناك قلق، لما كنا نراقب من كثب سلوك الجماعات المتمردة، وكيفية تعاملها مع حماية المدنيين، والأقليات الدينية، وحقوق الإنسان. نحن الآن في لحظة تتطلب العمل الواقعي لدعم العملية الجارية. سوريا بلد ذو أهمية كبيرة للشرق الأوسط والعالم العربي، وعلينا مساعدتها على استعادة الاستقرار والازدهار من جديد لسكانها".

بسؤاله عن احتمالات تعاون "الناتو" مع القيادة السورية الجديدة، حتى لو كانت تحت سيطرة "الجهاديين"، استبعد مبعوث "الناتو" لدول الجنوب أن يكون هناك دور للحلف داخل سوريا في الأسابيع أو الأشهر المقبلة. وقال "أعتقد أن دور (الناتو) سيقتصر على دعم المحاورين الدوليين الآخرين الذين يسعون إلى التوسط والعمل من أجل تشكيل حكومة مناسبة في أسرع وقت ممكن، وهذا ما سنركز عليه. لا أرى أن التعامل المباشر مع هذه القيادة سيكون جزءاً من مهامنا في أي وقت قريب". 

بعثة "الناتو" في العراق

خلال اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في فبراير (شباط) 2020 قرروا دراسة توسيع مهمته في العراق من أجل تلبية متطلبات العراق للمساعدة في إصلاح القطاع الأمني وفي عام 2021أعلن عن زيادة حجم بعثته من 500 فرد إلى ما يصل إلى 4 آلاف فرد وذلك لمنع عودة ظهور تنظيم "داعش"، مما يدفع بالتساؤل في شأن إمكانية توسيع هذه المهمة لتشمل سوريا. وفي هذا الصدد أوضح كولومينا أن مهمة "الناتو" في العراق التي انطلقت عام 2018 تهدف إلى بناء القدرات الدفاعية غير القتالية وتقديم المشورة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية وقيادة الشرطة الاتحادية داخل الحدود العراقية، مؤكداً أنه لا توجد خطط حالياً لتوسيعها جغرافياً لتشمل سوريا.

وأشار كولومينا إلى أن بعثة "الناتو" في العراق تعد نموذجاً ناجحاً للغاية، إذ أبدى العراقيون ترحيباً متكرراً بالحضور الدولي. وأوضح أن العراق طلب عام 2023 توسيع نطاق عمل البعثة، ليشمل مستويات أعلى مثل وزارة الداخلية وقيادة الشرطة الاتحادية، وهو ما بدأ "الناتو" العمل عليه خلال الأشهر الأخيرة. وأضاف أن هذا التعاون يعكس الثقة المتبادلة بين الطرفين، إذ قرر العراقيون إطلاق عملية سياسية أعمق مع التحالف. وبدأت أولى المشاورات السياسية رفيعة المستوى في سبتمبر أيلول الماضي، ومن المتوقع أن تعقد جولة جديدة من هذه المشاورات في الأشهر الأولى من عام 2025. وخلص بالقول، "بالطبع، قد تتغير الأمور في المستقبل، وسنكون مستعدين لدعم المجتمع الدولي بقدر ما يطلب منا".

تهديدات الحوثيين

في ديسمبر (كانون الأول) 2023 وقبيل إعلان التحالف العسكري البحري متعدد الجنسيات "حراس الازدهار" للتصدي لهجمات الحوثيين التي تستهدف السفن الجارية عبر البحر الأحمر، زار الأمين العام السابق لـ"الناتو" ينس ستولتنبرغ المنطقة بإطار التفاوض في شأن المشاركة العربية في قوة دولية لمواجهة هذا التحدي، ومع ذلك شاركت البحرين فقط من بين الدول العربية ضمن التحالف المكون من ثماني دول بقيادة الولايات المتحدة.


وبينما يسعى حلف شمال الأطلسي إلى توسيع شراكاته مع دول المنطقة في إطار مواجهة التحديات الأمنية المتفاقمة، أوضح ممثل "الناتو" أن تهديد الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر يشكل مصدر قلق كبيراً للحلف. وأكد أن هذا الملف جزء من المحادثات الجارية مع دول الخليج، لكنه شدد على أن الحلفاء لم يتخذوا قراراً بالتدخل فعلياً في البحر الأحمر. واختتم قائلاً، "حتى الآن لم يصدر أي قرار، سواء بالتدخل أو بعدم التدخل". وأضاف قائلاً، "قدمنا الدعم لأولئك الذين قرروا الوجود في المنطقة، سواء من الاتحاد الأوروبي أو من خلال ترتيبات ثنائية. وهذا يشكل جزءاً من النقاشات السياسية التي نجريها مع شركائنا. نحن ندرك أن ما يحدث في البحر الأحمر يمثل تحدياً كبيراً، ليس فقط لدول الخليج، بل أيضاً لعديد من شركائنا الجنوبيين الآخرين مثل مصر، وكذلك لحلفائنا في منطقة البحر المتوسط. التأثير في التجارة والأمن والاستقرار واضح ومقلق، ونحن نتابعه من كثب. ومع ذلك لا يوجد حتى الآن أي قرار من حلف شمال الأطلسي للتدخل في هذه المنطقة".

أكد كولومينا العلاقات الممتدة مع دول الخليج، مشيراً إلى زيارته الحالية للمنطقة لترؤس اجتماع المجموعة الاستشارية لمبادرة إسطنبول للتعاون، بحضور ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي. ولفت إلى أن السعودية وسلطنة عمان، على رغم عدم كونهما ضمن شركاء المبادرة رسمياً، تجمعهما علاقات وثيقة مع حلف الناتو. وأوضح أنه التقى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي مرات عدة في الدوحة ونيويورك. وأضاف، "نجري محادثات مع مجلس التعاون الخليجي لبحث سبل تعزيز المشاورات السياسية غير الرسمية في هذه المرحلة. ونطمح في أن تسهم نقاط التبادل في توضيح رؤيتنا كمنصات متعددة الأطراف. سنواصل أيضاً العمل مع شركائنا في الحوار السياسي والتعاون العملي، مع تعزيز أنشطتنا، بما يشمل توسيع دور مركز البحوث والدراسات الإقليمية في الكويت".

فهم أفضل للتحديات

في إطار خطط حلف شمال الأطلسي لتوسيع انتظامه في المنطقة يفتتح الحلف مكتب اتصال في عمان بالأردن، والذي يهدف بحسب البيانات الرسمية إلى لتعزيز الروابط الاستراتيجية القائمة مع الأردن وتوطيد العلاقات الدفاعية مع المنطقة ككل. وفي هذا السياق أوضح كولومينا أن المكتب المقرر افتتاحه مطلع العام المقبل، "سيكون له دور كبير في دعم تنفيذ برامج التعاون العملي الطموح، إلى جانب تعزيز الحوار السياسي (مع الأردن). وباعتباره المكتب الوحيد للحلف في منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، فإنه سيتيح لنا فهماً أفضل لتطورات التحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة، من خلال التواصل المباشر مع المجتمعات على الأرض".

واستبعد مبعوث "الناتو" للجوار الجنوبي التدخل في غزة، قائلاً إن "حلف شمال الأطلسي ليس لديه سياسة في شأن عملية السلام في الشرق الأوسط. ولا أعتقد أن حلف شمال الأطلسي ينبغي أن يتدخل في الشرق الأوسط. فهناك بالفعل عديد من الجهات الفاعلة التي تقوم بعمل جيد للغاية، سواء من الحلفاء أو الشركاء الجنوبيين. إننا على اتصال بهم بطبيعة الحال. والحقيقة، إننا وافقنا على خطة عمل، وبخاصة تعيين ممثل خاص، وهو ما يعكس سعينا إلى الاستجابة لهذه الحاجة دون وجود تبني سياسة رسمية أو المشاركة المباشرة". وأضاف، "نعتقد أننا نستطيع أن نسهم في التوصل إلى أي حل مقبول في النهاية من خلال المشاركة ودعم الجهود التي تبذلها أطراف أخرى، وخصوصاً الأميركيين أو الاتحاد الأوروبي أو القطريين أو المصريين أو الأردنيين، وهي الدول التي تشارك بصورة كبيرة في التوسط للتوصل إلى حل طويل الأمد في غزة، كما أننا نتشارك مع شركائنا الجنوبيين معظم المخاوف المتعلقة بالوضع هناك. وقد كنا واضحين للغاية في هذا الشأن، ونشارك وجهات النظر في شأن القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والإفراج عن الرهائن". 

وأضاف قائلاً، "كثيراً ما كان حلفاؤنا واضحين جداً في تأكيد الحاجة إلى إحراز تقدم نحو حل الدولتين. نحن نشارك بعمق في الشعور بالمعاناة الإنسانية التي نشهدها، وهذا يدفعنا لمحاولة المساهمة قدر استطاعتنا في دعم جهود الآخرين. وهذا يشمل ليس فقط الوضع في غزة، بل يمتد أيضاً إلى لبنان. وعلى رغم أن لبنان ليس شريكاً رسمياً لـ(الناتو)، فإننا نحافظ على علاقة تواصل معهم. لدينا علاقة معهم، وأجري لقاءات دورية مع مسؤوليهم في مختلف المناسبات. نحن مستعدون، كما ذكرت سابقاً، للمساهمة في أي جهود تسعى إلى إعادة الاستقرار والسلام إلى المنطقة".

الساحل التحدي الأكبر

بعد إعلان نهاية عملية "برخان" في مالي خلال أغسطس (آب) 2022 حولت فرنسا مركز عملياتها في منطقة الساحل إلى النيجر، ولم تمض سنة حتى أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سحب سفيره لدى نيامي وإنهاء مهمة القوات العسكرية الفرنسية في النيجر، مما أكد تراجع النفوذ الفرنسي في كل منطقة الساحل التي يولي لها "الناتو" أهمية قصوى في استراتيجيته نحو الجنوب. والواقع أن هذه المنطقة اكتسبت أهمية متزايدة في إطار المنافسة الاستراتيجية، مع تنامي نفوذ روسيا والصين، مما قد يشكل تحدياً محتملاً لأمن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد أقر كولومينا أن كل التحديات في منطقة الساحل ضخمة، قائلاً "على الأرجح هذه هي المنطقة الأكثر مواجهة للتحديات والتهديدات على مستوى العالم اليوم، وهي أيضاً الأكثر هشاشة في تقديرنا. نعمل حالياً مع شريك ساحلي وحيد، وهو موريتانيا، ونحقق معه تعاوناً مميزاً للغاية، ولدينا حزمة لبناء القدرات الدفاعية مع الجانب الموريتاني. ونسعى إلى تعزيزه بإضافة موارد بشرية ومالية أيضاً".

وأضاف، "أخطط لزيارة نواكشوط في الأشهر الأولى من العام المقبل، وسألتقي الرئيس والوزراء مرة أخرى لمناقشة كيفية تنفيذ هذا البرنامج الأكثر طموحاً للدعم والتعاون". وأضاف أن هناك جهات فاعلة أخرى سيجري الحديث معها من محاورين إقليميين ومحاورين محليين، لافتاً إلى أنه جرى تناول قضية الساحل خلال زيارته لمصر والمغرب، وكشف عن زيارة قريبة إلى الجزائر قائلاً إنها "ستكون مهمة أيضاً". وتابع، "نحن نتطلع إلى كيفية دعم الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار. وهذا هو الحوار الجاري منذ الشهرين الماضيين مع كل من الحلفاء والشركاء الجنوبيين. ما أتوقعه هو تعاون من شأنه أن يكمل الجهود الدولية الأخرى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحدث كولومينا عن عديد من المخاوف من بينها وجود روسيا والصين، قائلاً "منافسونا حاضرون للغاية... بصورة خاصة الروس، وأيضاً من الناحية الاقتصادية الصينيون، ولكن هناك عديداً من التهديدات الأخرى، الإرهاب موجود في كل مكان في المنطقة. نرى مهربين من جميع الأنواع. نرى الهجرة غير النظامية، لذا هذا شيء يشغلنا، ويجب أن أقول إنه إحدى أولوياتي كممثل خاص".

سلام جيد في أوكرانيا

تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مراراً وتكراراً خلال حملته الانتخابية بإنهاء حرب أوكرانيا في غضون 24 ساعة من تنصيبه، إن لم يكن قبل ذلك، لكنه لم يذكر كيف سيقوم بذلك. وفي مقابلة صحافية مطلع الشهر الجاري، كشف الأمين العام لـ"الناتو" مارك روته عن أنه حذر ترمب خلال لقائهما في فلوريدا نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من دفع أوكرانيا إلى "اتفاق سلام سيئ" مع روسيا. وبسؤال مسؤول "الناتو" عن ماهية السلام الجيد الذي قد يدعمه حلف "الناتو" في أوكرانيا قال إن "السلام الجيد والصفقة الجيدة ستكونان ما يعتقد الأوكرانيون أنه سلام جيد وصفقة جيدة. وكما قلنا منذ البداية، فإننا سندعم الأوكرانيين، وسنحاول أن نمنحهم أفضل فرصة ممكنة، سواء في ساحة المعركة أو في أي مفاوضات يريدون بدءها. لذا فإن الأمر متروك لهم لاتخاذ القرار في شأن ما هو الاتفاق الجيد، وهو متروك لنا، وقد كنا واضحين للغاية في مواصلة دعم الأوكرانيين ما داموا يأخذون ما يحتاجون إليه

مبعوث
مبعوث
مبعوث
مبعوث
مبعوث