اخبار العراق الان

الاستعدادات الرسمية لعيد الميلاد تغيب في السليمانية والسكان يحيون الاحتفالات (صور)

الاستعدادات الرسمية لعيد الميلاد تغيب في السليمانية والسكان يحيون الاحتفالات (صور)
الاستعدادات الرسمية لعيد الميلاد تغيب في السليمانية والسكان يحيون الاحتفالات (صور)

2024-12-24 10:35:07 - المصدر: شفق نيوز


شفق نيوز/ في خطوة غير مسبوقة، وتعتبر نادرة في محافظة السليمانية، لم تُظهر الجهات الحكومية في المحافظة أي استعدادات رسمية لاستقبال عيد الميلاد المجيد وأعياد رأس السنة هذا العام.

وأكد مراسل وكالة شفق نيوز، بعد تواصله مع محافظة السليمانية، وبلدية السليمانية، وقائممقامية السليمانية، والمديرية العامة للثقافة والفنون، أن جميع هذه الجهات لم تبين وجود أي خطط رسمية للاحتفال بالمناسبات التي تُعتبر من أهم الفعاليات السنوية التي تضفي طابعًا مميزًا على المدينة.

ورغم هذا الغياب الرسمي، بدأت الكنائس في المدينة بتنظيم فعالياتها الدينية كالمعتاد لاستقبال السنة  الجديدة.

وقال القس ايمن عزيز هرمز، راعي كنيسة مار يوسف في السليمانية، بتصريح لوكالة شفق نيوز، إن "عيد الميلاد فرصة لتعزيز قيم المحبة والسلام بين الناس. نحن نستعد داخل الكنيسة لاستقبال العيد من خلال إقامة القداسات الخاصة وتنظيم برامج للأطفال، مثل توزيع الهدايا، بهدف إشاعة أجواء من الفرح والتواصل بين أفراد المجتمع".

وأكد القس هرمز، أن "التركيز هذا العام ينصب على تعزيز المشاركة المجتمعية من داخل الكنيسة، في ظل غياب الفعاليات العامة في المدينة".

من ناحية أخرى، يحرص المواطنون المسيحيون في السليمانية على الاحتفال بهذه المناسبة بجهودهم الخاصة، حيث قال مراد ايمن، وهو مواطن مسيحي من سكان السليمانية، لمراسل وكالة شفق نيوز: "نقوم بتزيين منازلنا وشجرة العيد بأنفسنا، ونستعد للإحتفال مع العائلة صحيح أننا نفتقد الزينة في الشوارع، لكننا نحاول أن نصنع أجواءنا الخاصة".

أما السيدة مريم، وهي مواطنة مسيحية أخرى، فقالت لمراسل وكالة شفق نيوز، إن "الأعياد بالنسبة لنا هي فرصة للتواصل مع أحبائنا، ونحضر الهدايا للأطفال، ونعد الطعام التقليدي، ونستقبل الأقارب، لكننا نشعر بأن الأجواء الاحتفالية في المدينة أقل بهجة بدون مشاركة الجهات الرسمية، وقد تم تهيئة الكليجة واشترينا الباجه لتناولها أيام العيد".

وقال المواطن الكوردي فرزاد كريم، وهو أيضاً من سكان السليمانية لمراسل وكالة شفق نيوز، إن "الاستعدادات هذا العام لعيد الميلاد ورأس السنة اقتصرت على الكنائس وبعض المحال التجارية التي زينت واجهاتها، بينما غابت تماماً أي مظاهر احتفالية رسمية في المدينة. اعتدنا في الأعوام الماضية رؤية الساحات العامة مزينة بالأضواء وأشجار الميلاد، وهو ما كان يضفي جواً من الفرح والبهجة على الجميع".

واستدرك "لكن هذا العام، للأسف، لم نشهد أي تحضيرات رسمية، وهو أمر غريب ومخيب للآمال، خاصة أن هذه المناسبات تُعتبر فرصة لتعزيز الأجواء المجتمعية وروح التعايش بين مختلف مكونات المدينة". 

وأوضح مراسل شفق نيوز أنه عند التواصل مع الجهات المعنية في السليمانية، لم تُقدم أي تفسيرات رسمية حول سبب غياب الاستعدادات هذا العام.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الأوضاع الاقتصادية والتحديات الإدارية التي تمر بها المدينة قد تكون عوامل مؤثرة، لكنها لم تُعلن بشكل رسمي.

وعلى مدى السنوات الماضية، اعتادت السليمانية أن تتحول خلال موسم أعياد الميلاد ورأس السنة إلى وجهة مليئة بالأضواء والزينة، حيث كانت الجهات الحكومية تؤيد دورًا محوريًا في تزيين الساحات العامة والشوارع وتنظيم الفعاليات التي تجمع بين مختلف أطياف المجتمع.

وتُعد هذه الاحتفالات فرصة لتعزيز الروابط المجتمعية وجذب السياح إلى المدينة، مما يسهم أيضًا في تنشيط الحركة الاقتصادية، ولا سيما في قطاعات التجارة والمطاعم والفنادق. إلا أن غياب هذه التحضيرات هذا العام يثير قلقًا حول تأثير ذلك على الحالة المعنوية للمواطنين، إلى جانب الأثر السلبي المحتمل على النشاط التجاري والسياحي.

ورغم هذا، يبقى المواطنون والكنائس مصممين على الاحتفال بطريقتهم الخاصة، في محاولة لتعويض غياب الأجواء الرسمية، وحفاظًا على روح العيد التي تجمع بين أفراد المجتمع بمختلف أطيافه.

من جانبها أعلنت وزارة الصحة في حكومة إقليم كوردستان استعداداتها الشاملة لتقديم الخدمات الصحية خلال أيام رأس السنة الميلادية، مؤكدة اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية وتلبية الاحتياجات الطارئة للمواطنين.

وجاء في بيان للوزارة، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز أن هذه الاستعدادات تهدف إلى "ضمان استمرارية الخدمات الصحية، وحماية المواطنين، وتوفير العلاج والرعاية اللازمة للمرضى، بالإضافة إلى متابعة تجهيز المرافق الصحية خلال هذه المناسبة".

وفيما يلي أبرز الإجراءات التي أعلنتها الوزارة:

1. تشكيل لجان خاصة لمتابعة أداء المديريات العامة والمستشفيات.

2. تخصيص خطوط ساخنة للطوارئ لضمان سرعة التواصل.

3. تجهيز مخازن الأدوية والمستلزمات الطبية والفرق المختبرية في جميع المدن والنواحي.

4. ضمان تواجد الكوادر الطبية من أطباء متخصصين، والممرضين، والموظفين الصحيين على مدار الساعة.

5. اقتصار التصريحات الإعلامية على المسؤولين المعنيين بالوزارة.

6. تقديم تقارير يومية عن الخدمات والإحصائيات على مدار 24 ساعة.

7. إرسال استمارات إحصائية يومية إلى المديريات العامة.

8. ضمان جاهزية سيارات الإسعاف وتوفير الوقود اللازم لها.

9. استمرار مراقبة مشاريع النظافة وتوفير الغذاء.

10. تخصيص خطوط هاتفية خاصة للمسؤولين للرد على استفسارات الطوارئ.

11. ضمان تشغيل مستشفيات الطوارئ ومراكز الإخلاء بشكل مستمر وتوثيق جميع الحالات المرضية.

12. تخصيص مراكز لعلاج المصابين بالتسمم الكيميائي لتعمل بكامل طاقتها.

13. ضمان استمرارية خدمات بنوك الدم وتوفير كميات كافية من الدم.

14. جاهزية مراكز غسل الكلى للعمل دون انقطاع.

15. استمرار عمل فرق الإغاثة وخط الطوارئ (122) على مدار الساعة.

16. متابعة فحص مياه الشرب ومراقبة الصحة العامة في المخيمات والمناطق السكنية.

17. تقديم الخدمات الصحية للنازحين في المخيمات بشكل مستمر.

وأشارت الوزارة إلى أنها "تعمل على التنسيق بين فرقها الطبية ومراكزها الصحية لضمان الاستجابة الفورية لأي طارئ قد يحدث خلال الاحتفالات برأس السنة الميلادية".

وتأتي هذه الاستعدادات في إطار حرص وزارة الصحة في حكومة إقليم كوردستان على الحفاظ على سلامة المواطنين وضمان الجهوزية لمواجهة أي حالة طارئة خلال الفترات التي تشهد تجمعات واحتفالات مثل رأس السنة الميلادية.

وتعمل الوزارة بشكل مستمر على تحسين جودة الخدمات الصحية وضمان استمراريتها، خاصة خلال المناسبات التي تتطلب استعدادًا استثنائيًا.