10 قتلى حصيلة يوم متوتر في سوريا بعد احتجاجات واشتباكات
مسلح من الأمن السوري يراقب حركة المرور في أحد شوارع دمشق (أ ف ب)
قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن تسعة أشخاص قتلوا في اشتباكات شهدتها طرطوس أثناء محاولة اعتقال ضابط عسكري سابق، إضافة إلى قتيل عاشر سقط خلال محاولة الأمن فض احتجاجات في حمص.
وبحسب المرصد، فإن دورية من قوى الأمن العام التابعة لإدارة العمليات العسكرية كانت في مهمة اعتقال ضابط في قوات النظام السابق الذي شغل منصب مدير إدارة القضاء العسكري ورئيس المحكمة الميدانية وأحد المسؤولين عن جرائم "سجن صيدنايا" من مكان إقامته في خربة المعزة بريف طرطوس، وخلال البحث عنه اعترضها شقيق المطلوب وشبان مسلحون من أتباع الضابط وطردوا الدورية من القرية.
ولفت إلى أن قوى الأمن تعرضت لكمين قرب القرية، واستهدفت إحدى سيارات دوريتها، مما أدى إلى مقتل ستة عناصر إضافة إلى ثلاثة من المسلحين، وأصيب آخرون من الطرفين.
وفي حمص، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" اليوم الأربعاء إن شخصاً قتل وأصيب خمسة آخرون في المدينة بعدما أطلقت قوات الأمن النار لتفريق محتجين.
وفرضت الشرطة السورية حظر تجول خلال ساعات الليل في حمص بعد اضطرابات داخل المدينة مرتبطة بتظاهرات قال السكان إنها خرجت بقيادة أفراد من الطائفة العلوية ومن طوائف مسلمة شيعية في البلاد.
وتعهدت الإدارة الجديدة مراراً حماية جميع الطوائف في سوريا وسط مخاوف من جانب كثيرين من أن تسعى قوات المعارضة سابقاً التي سيطرت الآن على البلاد إلى فرض نمط محافظ من الحكم الإسلامي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما اندلعت تظاهرات محدودة في مناطق أخرى على الساحل السوري أو على مقربة منه، حيث يقيم معظم أبناء الطائفة العلوية في البلاد، بما في ذلك مدينة طرطوس.
وجاءت التحركات بالتزامن تقريباً مع انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون تحديد وقت التقاطه، يظهر حريقاً داخل ضريح علوي في مدينة حلب مع وجود مسلحين يتجولون في الداخل.
فيديو قديم
وقالت وزارة الداخلية السورية عبر حسابها الرسمي على تطبيق "تيليغرام" إن الفيديو يعود لهجوم شنته قوات معارضة على حلب في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وإن مجموعات مجهولة تقف وراء هذا العنف، مضيفة أن من ينشر الفيديو الآن يبدو أنه يسعى إلى إثارة فتنة طائفية.
وذكرت الوزارة أن بعض أفراد النظام السابق هاجموا قوات لوزارة الداخلية في منطقة الساحل السوري اليوم، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
مقبرة جماعية
من ناحية أخرى، أعلن عضو في الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" وناشط اليوم العثور على مقبرة جماعية في سوريا من المحتمل أنها تضم رفات معتقلين سجنتهم السلطة السابقة إبان حكم بشار الأسد أو مقاتلين قضوا خلال النزاع.
وشاهد فريق من وكالة الصحافة الفرنسية في أرض قاحلة تبعد نحو 30 كيلومتراً شمال شرقي دمشق، حفراً مصفوفة إلى جانب بعضها بعضاً، تشكل خندقاً عمقه أكثر من متر، وتغطي كلاً منها ألواح خرسانية تم تحريكها. وعثر في منطقة جسر بغداد على أكياس عدة في حفرة دوّن على بعضها اسم أو عبارة "13 - رقم القبر"، فيما شوهد كيس يحوي جمجمة بشرية وعظاماً.
وتقع منطقة جسر بغداد على بعد نحو 20 كيلومتراً من مدينة صيدنايا وسجنها الضخم الذي أصبح رمزاً لأبشع الانتهاكات التي ارتكبها النظام.
ويشكل مصير عشرات آلاف المفقودين والمعتقلين في سوريا والمقابر الجماعية التي يُعتقد بأن النظام السوري أقدم على دفن معتقلين فيها قضوا تحت التعذيب، أحد أبرز وجوه المأساة السورية بعد 13 عاماً من نزاع مدمر تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص.
في الوقت نفسه، أحرقت السلطات السورية كميات كبيرة من المخدرات منها نحو مليون من حبوب الكبتاغون التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، بحسب ما أفاد مصدران أمنيان وكالة الصحافة الفرنسية.
وأشعل عناصر أمن النار في كميات من القنب الهندي وصناديق من عقار الترامادول ونحو 50 كيساً صغيراً تحتوي على حبوب كبتاغون وردية اللون في باحة المربع الأمني للنظام السابق في دمشق.