اخبار العراق الان

عاجل

أوجلان من السجن: التقارب مع الأتراك "مسؤولية تاريخية"

أوجلان من السجن: التقارب مع الأتراك
أوجلان من السجن: التقارب مع الأتراك "مسؤولية تاريخية"

2024-12-29 17:00:06 - المصدر: اندبندنت عربية


خلال مظاهرة تطالب بإطلاق سراحه، في مدينة القامشلي ذات الأغلبية الكردية شمال شرق سوريا (أ ف ب)

أبلغ الزعيم الكردي عبدالله أوجلان وفداً من حزب "المساواة وديموقراطية الشعوب" زاره السبت في سجنه قرب إسطنبول، أن تعزيز الأخوة التركية - الكردية هو "مسؤولية تاريخية"، مؤكداً استعداده للإسهام في عملية السلام مع أنقرة، بحسب ما أكد الحزب اليوم الأحد.

وجاء في بيان للحزب إن "إعادة تعزيز الأخوة التركية الكردية ليس مسؤولية تاريخية فحسب. لكن أيضاً مسألة عاجلة لكل الشعوب"، وذلك غداة قيام اثنين من أعضائه بزيارة مؤسس حزب العمال الكردستاني الذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة.

وكانت وزارة العدل التركية وافقت الجمعة، على طلب تقدم به حزب المساواة وديموقراطية الشعوب بهذا الشأن. وكانت الزيارة الأولى من نوعها منذ 10 سنوات لأوجلان الموقوف منذ عام 1999.

ذلك المثال الجديد

وأتت الزيارة بعد شهرين من قيام دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية التركية اليميني المتشدد والمعادي لحزب العمال والمنضوي في الائتلاف الحاكم، بدعوة أوجلان للحضور إلى البرلمان لإعلان حل الحزب الذي تصنفه أنقرة "إرهابياً"، مقابل إطلاق سراحه.

وتلقى الخطوة دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ونقل البيان عن أوجلان قوله "لدي الأهلية والتصميم للقيام بإسهامات إيجابية في المثال الجديد الذي أطلقه السيد بهجلي والسيد أردوغان".

وقال الزعيم الكردي إن الوفد الذي زاره سينقل موقفه إلى الدولة التركية والأطراف السياسيين الآخرين، مضيفاً "في ضوء ذلك، أنا مستعد لاتخاذ الخطوات الإيجابية الضرورية".

ورأى الزعيم الكردي أن الجهود المبذولة "ستأخذ البلاد إلى المستوى الذي تستحقه"، وستصبح "دليلاً قيماً للغاية للتحول الديموقراطي". وأكد "حان الوقت لتركيا والمنطقة لتنعم بالسلام والديموقراطية والأخوة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحزب العمال الكردستاني مصنّف كمنظمة إرهابية في تركيا وفي الدول الغربية الحليفة لها، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأوقف أوجلان في 15 فبراير (شباط) 1999 في نيروبي إثر عملية لقوات الأمن التركية بعدما أمضى سنوات هارباً. ونقل إلى تركيا حيث جرت محاكمته وصدر حكم بإعدامه.

وعلى رغم عدم تنفيذ الحكم بحقه بعدما ألغت تركيا عقوبة الإعدام عام 2004، أمضى بقية حياته في عزلة داخل زنزانة في سجن جزيرة إمرالي في بحر مرمرة جنوب إسطنبول. وعديد من الأكراد يرونه بطلاً.

وأسس أوجلان (75 سنة) حزب العمال الكردستاني الذي قاد تمرداً أودى بعشرات آلاف الأشخاص في ظل سعيه لنيل الاستقلال.

وانخرط لسنوات حتى عام 2015 في محادثات مع السلطات، عندما دعا أردوغان وكان آنذاك رئيساً للوزراء، إلى إيجاد حل لما يُطلق عليه غالباً "المشكلة الكردية" في تركيا.

وانهارت عملية السلام والهدنة عام 2015 مما أدى إلى تجدد العنف، خصوصاً في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية.

بعد سقوط الأسد

وتأتي مبادرة الحكومة التركية حيال أوجلان بعد سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) إثر هجوم غير مسبوق للفصائل المعارضة.

وتستهدف تركيا بانتظام المقاتلين الأكراد في شمال سوريا والعراق.

من جهته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن السبت، إنه "لا يمكن السماح لمنظمة حزب العمال الكردستاني/ وحدات حماية الشعب الإرهابية بالاحتماء في سوريا"، بحسب ما أعلنت أنقرة.

وبحسب بيان الحزب، اعتبر أوجلان أن التطورات في سوريا أظهرت أن التدخل الخارجي لن يؤدي إلا إلى تعقيد المشكلة، وأن الحل لم يعد من الممكن تأجيله.

وكان أوجلان درس العلوم السياسية في جامعة أنقرة لكنه لم يكمل دراسته وعاد إلى مدينة ديار بكر. تأثر بالقومية الكردية ونشط في الدعوة لها، وأسس في عام 1978 حزب العمال الكردستاني واستمر قائداً له. وفى 1984 بدأ حزبه عمليات عسكرية في تركيا والعراق وإيران بغرض إنشاء وطن قومي للأكراد.

وفى عام 1998 كان عبدالله أوجلان في سوريا، ومع تدهور العلاقات السورية- التركية هددت تركيا سوريا، على الملأ، بخصوص دعمها حزب العمال الكردستاني، ونتيجة ذلك أجبرت حكومة دمشق أوجلان على الرحيل من سوريا ولم تسلمه إلى السلطات التركية.

وتوجه أوجلان إلى روسيا أولاً، ومن هناك إلى دول عدة، من ضمنها إيطاليا واليونان. وفى 1998 وأثناء وجوده في إيطاليا، طلبت الحكومة التركية تسليم أوجلان، وفى ذلك الوقت كانت المحامية الألمانية بريتا بوهلر تسدي إليه النصح بتسليم نفسه إلى أن تم اعتقاله في 15 فبراير (شباط) 1999 فى كينيا ضمن عملية مشتركة بين قوات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA ووكالة الاستخبارات الوطنية التركية MIT، وبعدها تم نقله جواً إلى تركيا بطائرة خاصة للمحاكمة، ووضع أوجلان في الحجز الانفرادي في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة بتركيا منذ أن قبض عليه.

أوجلان من السجن: التقارب مع الأتراك