اخبار العراق الان

شبهات بتزوير جوازات سفر... ماذا يحصل داخل سفارة سوريا لدى لبنان؟

شبهات بتزوير جوازات سفر... ماذا يحصل داخل سفارة سوريا لدى لبنان؟
شبهات بتزوير جوازات سفر... ماذا يحصل داخل سفارة سوريا لدى لبنان؟

2024-12-29 19:00:06 - المصدر: اندبندنت عربية


علقت وزارة الخارجية السورية العمل القنصلي في سفارة سوريا لدى بيروت قبل أن يتضح أن السبب متصل بتزوير جوازات سفر (ا ف ب)

مع سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الجاري وسيطرة المعارضة على الحكم، دخلت سوريا ولبنان في مرحلة جديدة من التحولات السياسية والأمنية، وهما البلدان الملاصقان جغرافياً اللذان يشتركان في حدود برية تتخطى الـ370 كيلومتراً.

وبين محاولات المعارضة السورية لتقديم رموز النظام السابق للمحاكمة وضغوط الشرطة الدولية (الإنتربول) على لبنان لتوقيف المتهمين، تتكثف الجهود لملاحقة شخصيات بارزة ارتبطت بالنظام السابق، إذ يعتقد أن الآلاف من السوريين دخلوا لبنان بصورة غير قانونية ليلة سقوط النظام وفي الأيام التي تلته.

وهنا تتقاطع غالبية المعلومات والتقارير على أن عديداً من ضباط النظام السابق قرروا إما الاختباء داخل سوريا وإما الفرار إلى دول مجاورة، ومن بينهم شخصيات بارزة متهمة بارتكاب جرائم جسيمة ضد المدنيين.

كانت الإدارة السورية الجديدة أعلنت عزمها على ملاحقة هؤلاء وتقديمهم للمحاكمة، ومن بين أبرز الأسماء المطلوبة، مدير الاستخبارات الجوية السورية اللواء جميل الحسن، الذي يعد من أبرز الشخصيات المتهمة بارتكاب جرائم ضد المدنيين، وكان الإنتربول قد طلب من لبنان تسليمه إلى الولايات المتحدة لمحاكمته، فيما لم يتأكد وجوده داخل الأراضي اللبنانية بعد، وكذلك مدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك، الذي تطالب المعارضة بمحاسبته على أدواره في قمع الشعب السوري، كما أنه مطلوب قضائياً في لبنان بعد إدانته بالتورط بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس.

وفي السياق تكشف مصادر قضائية لـ"اندبندنت عربية" عن أن الحكومة اللبنانية تلقت اتصالات من مسؤولين أميركيين وأوروبيين تدعوها إلى التحرك ضد الشخصيات المرتبطة بالنظام السوري السابق، منهم والد زوجة بشار الأسد فواز الأخرس، المتهم بتقديم دعم مالي للنظام السوري والمساهمة في تهربه من العقوبات، سبق أن فرضت عقوبات عليه عام 2020.

وعلى رغم أن الأخرس وبحسب التقارير موجود اليوم مع ابنته أسماء في روسيا، فإن معلومات أمنية تطرح فرضية أنه غادر سوريا إلى لبنان قبل أن يتوجه إلى موسكو حيث التحق بعائلة الأسد.

النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار نفى من جانبه تسلم لبنان لائحة بالمطلوبين السوريين سواء من "الإنتربول"، أو من السلطات السورية الجديدة، مشدداً على أنه حتى الآن لم يثبت بصورة رسمية وجود مسؤولين سوريين سابقين في لبنان، وأكد أن قيود الأمن العام على كل الحدود اللبنانية السورية لم تسجل دخول علي المملوك، ولا أي من القادة الأمنيين السوريين، في حين لم ينف إمكانية دخول عدد من هؤلاء خلسة عبر معابر غير شرعية.

ملاحقة "الفلول"

بالعودة إلى الأيام والساعات القليلة التي سبقت سقوط نظام الأسد، يكشف مصدر عسكري في الأمن العام اللبناني لـ"اندبندنت عربية" أنه مع تقدم المعارضة السورية نحو حمص ودمشق وتزايد التقديرات حول إمكانية سقوط النظام، اتخذت إجراءات أمنية مشددة على جميع المنافذ الحدودية ولا سيما البرية مع سوريا لتنظيم حركة العبور التي كانت متوقعة بكثافة نحو لبنان، فيما هناك تحقيقات تجري في حق أحد الضباط يشتبه في أنه أسهم في تسهيل عبور شخصيات من النظام ليُكشفوا ويلاحقوا.

كذلك يكشف عن أن هناك شخصيات سياسية سورية عبرت إلى لبنان وهي ليست مطلوبة للقضاء اللبناني ولم تطلب السلطات السورية الجديدة توقيفها، ومعظمهم غادروا بصورة قانونية إلى دول ثالثة بموجب حق اللجوء الإنساني، ولفت إلى أن لبنان لا يستطيع منع عبور السوريين الذين يمتلكون إقامات شرعية وتأشيرات دخول سارية، إلا إذا كانوا مطلوبين في لبنان، أو بموجب مذكرات من الإنتربول، أو بطلب "معلل" من سلطات بلادهم.

أما في ما يتعلق بعناصر "حزب الله" التي كانت موجودة في سوريا، فتقول المصادر الأمنية نفسها إن العشرات من عناصر الحزب المنسحبين من سوريا وصلوا إلى المعابر ولم يدخلوا إلا بعد تجريدهم من السلاح والعتاد العسكري الذي بات بعهدة الأمن العام اللبناني.

تسليم 70 سورياً

يُلاحق في لبنان راهناً مئات الشخصيات العسكرية والسياسية السورية التي دخلت خلسة إلى البلاد، إذ أُوقف نحو 150 شخصاً، بينهم أعضاء في الاستخبارات السورية والفرقة الرابعة التي كان يترأسها ماهر الأسد، وسط تنسيق أمني مع إدارة العمليات العسكرية في سوريا حول المطلوبين المشتبه في دخولهم إلى لبنان، حيث سيُسلم جميع المطلوبين ويُطلق سراح من يمكن تصحيح أوضاعهم القانونية.

وفي السياق سلم الأمن العام اللبناني 70 سورياً أمس السبت، من بينهم ضباط برتب مختلفة في قوات النظام السوري السابق، وذلك بحضور وفد أمني لبناني عبر معبر العريضة الواقع بين لبنان وسوريا في ريف طرطوس، إذ دخلت ثلاث حافلات تابعة للأمن العام اللبناني تقل الموقوفين، برفقة سيارات لوفد من استخبارات الجيش والأمن العام اللبناني، وتسلمتهم إدارة العمليات العسكرية ونقلتهم إلى الجانب السوري.

معابر التهريب نشطة

يؤكد الصحافي السوري قتيبة ياسين وجود شخصيات سورية بارزة ترتبط بالنظام السابق على الأراضي اللبنانية، وبعضها مطلوب دولياً وأخرى متورطة بجرائم فساد، لافتاً إلى أن "المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا ما زالت نشطة بصورة مقلقة، وتستخدم لتهريب الأشخاص والبضائع تحت حماية جماعات مسلحة، كاشفاً عن أن تاجر ’كبتاغون‘ كبيراً دخل أخيراً لبنان ودفع 56 ألف دولار مقابل تهريبه، وهذا يعكس حجم الفساد والتواطؤ"، متهماً "حزب الله" وشخصيات نافذة بتوفير حماية لهذه الشخصيات.

وأكد أن إدارة العمليات العسكرية السورية لديها معلومات عن عشرات الشخصيات التي فرت إلى لبنان، كاشفاً عن أن قائد كتائب "البعث" في سوريا مجاهد إسماعيل، يقيم حالياً في فندق "فينيسيا" في العاصمة بيروت.

وأشار إلى أن رئيس جهاز الأمن الوطني السوري السابق علي مملوك وابنه نزهت من الشخصيات النافذة في النظام، دخلا إلى بيروت لفترة وجيزة قبل مغادرتهما إلى العراق، وعلى رغم مذكرات التوقيف الدولية في حقه، فإن السلطات اللبنانية لم تتحرك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ما يتعلق بعائلة مخلوف، أقارب الأسد، يكشف الصحافي السوري أن إيهاب مخلوف "دخل لبنان لكنه قتل أثناء توجهه عبر معبر المصنع الحدودي بعد تعرض سيارته لهجوم من الثوار السوريين بسبب رفضه التوقف عند حاجز عسكري وقد دفن في لبنان"، مشيراً إلى أن شقيقه إياد مخلوف وهو أحد أفراد العائلة المقربة من النظام يعتقد أنه في لبنان.

وأشار إلى أن أولاد محمد حمشو، وهو تاجر "كبتاغون" شهير وشريك ماهر الأسد، شوهدوا في مقاهي بيروت برفقة حراسة مشددة، على رغم تورط والدهم في تجارة غير مشروعة.

جوازات مزورة

وقبل ساعات علقت وزارة الخارجية السورية العمل القنصلي في سفارة سوريا لدى بيروت بصورة مفاجئة، قبل أن يتضح أن السبب متصل بتزوير جوازات سفر لشخصيات من النظام.

وهنا يكشف الصحافي إبراهيم ريحان أن القرار قد يكون مرتبطاً بالتحقيق في مصدر هذه الجوازات، بخاصة مع ورود إشاعات عن احتمالية تورط موظفين داخل السفارة السورية أو شبكات تزوير ناشطة في لبنان في تزوير هذه الجوازات.

في أحداث متصلة، كشف مسؤولون قضائيون وأمنيون لبنانيون الـ27 من ديسمبر عن اعتقال زوجة وابنة أحد أبناء عم بشار الأسد في مطار بيروت، بعدما حاولتا السفر باستخدام جوازي سفر مزورين. وكان تم تهريب رشا خزيم، وهي زوجة دريد الأسد نجل رفعت الأسد وابنتهما شمس، بصورة غير قانونية إلى لبنان.

يؤكد ريحان أن عملية تسليم موقوفين من ضباط النظام السابق للسلطات الجديدة في سوريا، ليس لها طابع سياسي، بل تتعلق بمخالفة قانونية ارتكبها هؤلاء، واضعاً هذا الملف في إطار التعاون الأمني بين السلطات اللبنانية ونظيرتها السورية في الفترة الأخيرة.

كما شدد ريحان على ضرورة تكثيف الرقابة الأمنية على الحدود والمطارات اللبنانية، مع الأخذ في الاعتبار المزاعم التي تتحدث عن تورط بعض الأطراف، بما في ذلك "حزب الله"، في تسهيل عمليات التزوير وتهريب مسؤولين سابقين مرتبطين بالنظام السوري.

قائمة المطلوبين

نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أسماء وصور 18 شخصاً من أبرز المتورطين بما تصفه بالجرائم التي ارتكبها النظام السوري السابق، وضمت القائم إضافة إلى الرئيس السابق بشار الأسد، وزير الدفاع السابق علي عبدالله أيوب وعدداً من القادة الأمنيين والعسكريين، بينهم جميل حسن وسهيل الحسن وأديب نمر سلامة.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن لديها قائمة بأكثر من 16 ألف شخص في النظام السابق تورطوا في جرائم في حق السوريين، مضيفة أن المجموعة الأولى من هؤلاء المتورطين تضم 6724 فرداً من القوات الرسمية، التي تشمل الجيش وأجهزة الأمن، والثانية تضم 9476 فرداً من القوات الرديفة، التي تضم ميليشيات ومجموعات مساندة قاتلت إلى جانب القوات الرسمية.

كما قالت إن لديها قوائم أخرى تشمل أفراداً آخرين من داعمي وممولي النظام الذين أسهموا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في دعم انتهاكاته.

وعقب سقوط النظام في سوريا، وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية تضم 4 آلاف من مرتكبي الجرائم الخطرة في سوريا، آملين في ضمان المحاسبة على أعلى المستويات في هذا البلد مع سقوط نظام الأسد.

شبهات بتزوير جوازات سفر... ماذا يحصل داخل سفارة سوريا لدى لبنان؟
شبهات بتزوير جوازات سفر... ماذا يحصل داخل سفارة سوريا لدى لبنان؟
شبهات بتزوير جوازات سفر... ماذا يحصل داخل سفارة سوريا لدى لبنان؟