اخبار العراق الان

عاجل

دمشق أقدم مدينة مأهولة... ليست مجرد عاصمة

دمشق أقدم مدينة مأهولة... ليست مجرد عاصمة
دمشق أقدم مدينة مأهولة... ليست مجرد عاصمة

2025-01-09 02:00:06 - المصدر: اندبندنت عربية


يعود تاريخ مدينة دمشق لنحو 11 ألف سنة قبل الميلاد (ويكيبيديا)

تغفو على كتف جبل قاسيون، عروس محمولة على هالة من القداسة والجمال، تبدو في سفحه كقلادة لها بريق شمس الشتاء، هي دمشق، المدينة التي تنسج ألوان الحياة وأصواتها، ففي وقت تغني نوافيرها للحياة، تنادي مآذنها الأرواح، هي دمشق، الجوهرة الخالدة التي تختصر الزمن، حكاية الكون الأولى وقصته الأخيرة، قصيدة الغزل التي لا تنتهي، لؤلؤة الشرق وسيدة المدن وأميرة التاريخ التي جلست على عرش الحضارة، اللوحة التي أبدعها الخالق بفرشاة النور، ومدينة الحجارة التي تروي حكايات حب لا تنتهي وحكايات حروب لا تنتهي، مدينة الأحلام والذكريات والوعود والعشاق، المدينة التي لا تعاش مرتين، أم الحضارات، كل حجر فيها ينطق وكل زقاق منها يغني، هي دمشق، الآرامية العتيقة، الأغنية الأبدية التي عُزفت على أوتار الزمن، المدينة التي خجلت منها الكلمات، هنا دمشق، أو "مصر الشام" كما يحب أن يسميها المؤرخ العربي شمس الدين المقدسي.

13 ألف سنة

يعود تاريخ مدينة دمشق لنحو 11 ألف سنة قبل الميلاد، وأول اسم موثق لها عام 2000 قبل الميلاد إذ حملت اسم "داماسكي"، وورد ذكرها في أحد النصوص المصرية القديمة باسم "تيمساك"، ووردت أيضاً قبل الميلاد باسم "تيماشكي"، وعندما عاش فيها الآشوريون سموها "دمشقا"، أما الآراميون فأطلقوا عليها "دارميساك" أو "دارميسيق" التي تعني "المكان الوافر بالمياه"، أما الأوربيون فأطلقوا عليها اسم "داماسكُس"، وهو لفظها الحالي نفسه باللغة الإنجليزية.

 

الجامع الأموي في دمشق (أ ف ب/ غيتي)

أما اسمها الحالي "دمشق"، فاختلف أهل التاريخ حول أصله، من بينهم من يقول إن أصله سرياني، وآخرون يؤكدون أنه من جذور عربية، وبالنسبة إلى المؤرخين الذين يرون أنه اسم سرياني فيقولون إنه مشتق من كلمة "دومسكس" التي تعني المسك أو الرائحة الزكية، أما المؤرخون الذين يصرون على أنه عربي الأصل فيقولون إن الاسم مشتق من مصطلح "دَمْشَقَ" أي "أسرع"، وسموا المدينة بهذا الاسم حينما قيل إن "أبناءها دمشقوا" أي أسرعوا في بنائها، وبكل الأحوال تم إطلاق هذا الاسم عليها بعد القرن السابع للميلاد، أي بعد دخول المسلمين إليها، وبما أنها أيضاً تقع في قلب بلاد الشام يُطلق عليها "الشام"، على رغم أنه من المعروف أن الشام ليست دمشق وحدها بل تشمل سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، لذلك كان بعض المؤرخين يقول "دمشق الشام" لتمييز الخاص عن العام، وتسمى أيضاً "الفيحاء"، أما الأتراك فكانوا يسمونها رسمياً "شام شريف" أيام الدولة العثمانية، وحاليا تُلفظ دمشق بالتركية "شام".

ممالك وحضارات

وأقدم آثار تم العثور عليها للإنسان في دمشق تعود لنحو عام 10 آلاف قبل الميلاد، في منطقتي الغوطة ووادي نهر بردى، ويوجد أثر في منطقة تل الرماد يعود لعام 6300 قبل الميلاد حيث تم العثور على أقدم مكان لتخزين الحبوب في العالم، أما التطور العمراني القديم فيقول المؤرخون إنه بدأ في دمشق بعد الألف الثانية قبل الميلاد عندما كانت المدينة جزءاً من مقاطعة آمورو في عهد مملكة الهكسوس، وفي القرن الـ 12 قبل الميلاد أصبحت دمشق جزءاً من ممالك الآراميين، وفيها بنى الآراميون الترع وقنوات الري على أطراف نهر بردى، وازدهرت الزراعة في دمشق وما حولها في تلك الحقبة، وبحلول القرن الثامن قبل الميلاد استولى الآشوريون على دمشق وبقيت تحت سيطرتهم حتى القرن السابع قبل الميلاد، وأصبحت دمشق بعد ذلك تحت سلطة الفرعون نخاو الثاني قبل أن يستولي عليها البابليون، ثم الرومان.

دمشق تدخل العهد الإسلامي

وبعد الميلاد، بقيت دمشق تحت سيطرة البيزنطيين حتى عام 614 عندما غزاها الفرس بقيادة كسرى الثاني، واحتلوها لما يقارب 15 عاماً قبل أن يتمكن هرقل من طردهم منها، وفي سبتمبر (أيلول) 635 دخلها الجيش الإسلامي بقيادة خالد بن الوليد بعد ستة أشهر من الحصار، فعقد اتفاقاً مع سكانها على أن يدخلها جيشه سلماً ويمنح الأمان لأهلها، وبعد استقرار الأمور فيها تحت الحكم الإسلامي تم تعيين معاوية بن أبي سفيان والياً عليها، وبقي في منصبه ما يقارب 20 عاماً قبل أن يعلن الاستقلال، وبعد حروب داخلية بين المسلمين من أنصار معاوية وأنصار علي بن أبي طالب انتهت الأمور بتوقيع اتفاق صلح عام 661  سُمي "عام الجماعة"، وتم إعلان قيام الدولة الأموية وعاصمتها دمشق، بقيادة معاوية الذي بقي في منصبه كخليفة 20 عاماً أخرى، ليكون بذلك حاكم دمشق لأربعة عقود.

 

"المكتبة الظاهرية" هي أقدم المكتبات في مدينة دمشق (ويكيبيديا)

دمشق بين الأمويين والعباسيين

وبعد أن أصبحت دمشق عاصمة الدولة الأموية شهدت ازدهاراً لم يكُن مسبوقاً، فتم خلال عهدهم تشييد الجامع الأموي وبناء قنوات ري جديدة والإسراف في العمران، والاهتمام بالكتب والمدارس والمشافي وبناء القصور والحمامات والطرقات وغيرها من المعالم التي لا تزال موجودة حتى اليوم، وبنى الأمويون في دمشق أيضاً داراً للخيول وشقوا نهراً آخر من نهر بردى كان يسمى "نهر يزيد".

عام 749، فرض العباسيون حصاراً على دمشق استمر أكثر من 40 يوماً، ثم تمكنوا من الدخول إليها بالقوة، وحصلت فيها معركة كبيرة قُتل خلالها كثيرون من الأمويين، وتعرضت المدينة في البداية لعمليات النهب والتدمير وزال عصرها الذهبي، ثم أحكم العباسيون سيطرتهم عليها، إلا أنهم أبقوها مدينة تابعة لهم من دون أن تكون هي العاصمة، وبنوا مدينة بغداد لتكون عاصمة الدولة العباسية، أما دمشق فكان العصر العباسي عليها نذير سوء لأنها كانت عاصمة الأمويين، أعداء العباسيين، لذلك أهمل العباسيون المدينة مما أثار غضب سكانها، فقاموا بثورات عدة ضد الولاة العباسيين، أبرزها ثورة عثمان الأزدي عام 753، وثورة عيسى بن الشيخ عام 868 الذي استطاع أن ينتزعها من العباسيين ويعلنها دولة مستقلة لما يزيد على 20 عاماً قبل أن يتمكن العباسيون من استعادتها.

وبعد القرن الـ10، بدأت الدولة العباسية تعاني المشكلات الداخلية والضعف، مما تسبب بتعرضها لعمليات غزو وتمرد، فتناوب على حكم دمشق الطولونيون والإخشيديون والحمدانيون الذين ضموها إلى حلب، ثم الفاطميون الذين دمروها ودمروا المسجد الأموي، قبل أن يتمكن السلاجقة من طردهم عام 1075، وفي القرن الـ 12 أصبحت دمشق تحت سيطرة صلاح الدين الأيوبي، المدفون حتى اليوم قرب المسجد الأموي، ثم التحقت بحكم المماليك في مصر حيث أصبحت دمشق ثاني أهم مدينة بالنسبة إليهم بعد عاصمتهم القاهرة، وخلال عهد المماليك الذي استمر في الفترة ما بين 1250 وحتى 1516 تعرضت دمشق للغزو المغولي أكثر من 10 مرات، مما تسبب في مقتل الآلاف من أهلها وتعرضها للتدمير، وأيضاً حصلت مجاعة في القرن الـ 15 أسفرت عن وفاة الآلاف وانتشار السرقات والنهب، لكن ما لبثت دمشق أن تعافت وشهدت نهضة اقتصادية وثقافية كان من أبرز معالمها بناء "المكتبة الظاهرية" الموجودة إلى اليوم، وتوسعت أحياؤها ليتم بناء أحياء جديدة على أطرافها نظراً إلى ازدياد عدد السكان، ومع ذلك كان اهتمام المماليك الكبير بالعاصمة القاهرة سبباً في عدم تطوير دمشق بصورة أكبر.

العثمانيون في دمشق

في الـ26 من سبتمبر 1516، دخل السلطان العثماني سليم الأول مدينة دمشق للمرة الأولى بعد الانتصار على المماليك في معركة "مرج دابق" الشهيرة، وكان الاستيلاء على دمشق واحداً من أهم الأسباب التي وطّدت الحكم العثماني ووسعته، وأصبحت ولاية دمشق مركزاً لبلاد الشام، وعلى رغم ذلك شهدت المدينة ثورات عدة ضد العثمانيين أبرزها تمرد الوالي جان بردي الغزالي وإعلانه استقلال المدينة، قبل أن يرسل إليه السلطان جيشاً بقيادة والي حلب فرحات باشا قضى على جان بردي وثورته، فعادت المدينة للاستقرار تحت السيطرة العثمانية.

 

وأولى العثمانيون دمشق أهمية خاصة لأنها بوابتهم إلى الشرق ونظراً لتاريخها الطويل، وشيدوا فيها عدداً كبيراً من المباني التي لا تزال حتى اليوم مثل "التكية السليمانية"، وأصبحت دمشق واحدة من أهم الأسواق التجارية الرئيسة في الدولة العثمانية، كما أنها محطة القوافل بين الغرب والشرق وبين الشرق الأقصى، فضلاً عن أنها مركز لانطلاق الحجاج من بلاد الشام إلى مكة المكرمة، وكان العثمانيون يغيرون والي دمشق كل عام أو عامين، فحكم دمشق في عهدهم أكثر من 200 والٍ، وفي 1724 تم تعيين إسماعيل باشا العظم والياً على دمشق ليكون واحداً من أهم الولاة في المدينة، فقام بتشييد قصر "العظم" الذي يُعدّ من أروع المباني في القرن الـ 18، وبقي في منصبه خمس سنوات مما يعتبر مدة طويلة لأن العثمانيين، كما أسلفنا، كانوا يغيّرون والي دمشق كل عام أو عامين.

وفي 1752، عيّن العثمانيون أحمد باشا الجزار والياً على دمشق، وكان قاسياً وفرض ضرائب كبيرة على الأهالي، مما تسبب في انتشار الفقر، واستمر توالي الولاة على دمشق حتى عام 1831، وفُرضت ضريبة جديدة على الأهالي، مما دفعهم إلى القيام بثورة واقتحموا القلعة وقتلوا الوالي، ثم دخل إلى المدينة إبراهيم باشا، نجل والي مصر محمد علي باشا، ليقوم بحملة إصلاحات وتحسين أوضاع الأهالي، ثم غادرها بطلب من السلطة المركزية في إسطنبول بعد بدء ما يسمى "فترة الإصلاحات" في الدولة العثمانية.

وبعد تلك الفترة، تحسنت الأوضاع في دمشق أكثر وشهدت نهضة اقتصادية وثقافية، وانتشرت أيضاً في تلك الفترة الصحف والمجلات وكثر عدد المدارس وأُسست "الجامعة السورية"، والأهم من ذلك تم في تلك الفترة انطلاق سكة حديد الحجاز الآتية من إسطنبول والمتجهة نحو المدينة المنورة، ولا تزال حتى اليوم ساحة شهيرة وسط دمشق تسمى "ساحة الحجاز".

الفرنسيون في دمشق

مع مطلع القرن الـ20، بدأت الدولة العثمانية تضعف، وعام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى التي تسببت في انتشار الجوع والفقر، وفي تلك الحقبة كانت دمشق مقر الجيش العثماني الخامس، وبعد قيام الثورة العربية الكبرى انسحب العثمانيون من دمشق يوم 30 1918 بعد 402 عام من حكم المدينة العريقة، لتدخل إليها بعد ذلك قوات الثورة العربية الكبرى قبل أن يصل إليها فيصل بن الحسين ليتم لاحقاً تنصيبه ملكاً على سوريا في الثامن من مارس (آذار) 1920، خلال حفل ضخم تم فيه إعلان قيام "المملكة العربية السورية"، وما هي إلا أشهر حتى دخلت القوات الفرنسية دمشق وأعلنت الانتداب عليها وأنهت "المملكة العربية السورية"، ثم لاحقاً قسّم الفرنسيون سوريا لدويلات عدة كانت دولة دمشق واحدة منها، إلا أن هذا التقسيم لاقى رفضاً شعبياً واسع النطاق مما أجبر الفرنسيين على التراجع عنه. وعام 1925 قامت الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين وتمركز ثوار دمشق في الغوطة الشرقية، واستمرت المعارك بين الفرنسيين والسوريين بين كر وفر حتى نهاية الحرب العالمية الثانية واندلاع انتفاضة الاستقلال التي انتهت بخروج الفرنسيين وإعلان استقلال سوريا في الـ17 من أبريل (نيسان) 1946.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من انقلاب "البعث" إلى الثورة السورية

بعد استقلال سوريا كانت دمشق مسرحاً للانقلابات العسكرية، وعلى رغم ذلك مرت بمرحلة في ستينيات القرن الماضي شهدت تعددية سياسية وانتخابات نزيهة إلى أن جاء انقلاب "حزب البعث العربي الاشتراكي" في الثامن من مارس 1963 لينهي الحياة السياسية في البلاد ويمنع الأحزاب، وعام 1970 سيطرت عائلة الأسد على دمشق واحتكرت الحكم ومنعت كل أشكال الحياة الديمقراطية.

وفي الـ15 من مارس 2011، خرجت تظاهرة في سوق الحميدية وسط العاصمة السورية دمشق، تطالب بإصلاحات سياسية وإسقاط حكم الأسد، وامتدت الاحتجاجات إلى خارج دمشق وعمّت المدن السورية كافة، قبل أن تتحول إلى نزاع مسلح بسبب استخدام النظام السوري العنف ضد المدنيين، وتمكنت فصائل المعارضة السورية من السيطرة على مناطق واسعة في محيط دمشق وكامل الغوطة الشرقية، لكن النظام حافظ على تحصين دمشق واستطاع أن يمنع الثوار من الدخول إليها طوال أعوام الثورة، كما هدد مسؤولون في النظام بقصف أحياء دمشق في حال دخلت فصائل المعارضة إليها.

في الساعات الأولى من الأحد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، تمكنت قوات المعارضة من الدخول إلى مدينة دمشق للمرة الأولى، تزامناً مع هروب رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، لتعلن بذلك السيطرة على العاصمة دمشق وإعلان تحرير سوريا من حكم آل الأسد بعد 54 عاماً.

وخلال الفترة ما بين 2011 و2024 وبسبب وجود النظام السوري في دمشق، فرضت الدول العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عزلة على مناطق سيطرة النظام بما فيها العاصمة، رداً على استخدام العنف ضد المدنيين، مما أدى إلى توقف العمران في دمشق وعدم التحاقها بركب الحداثة لدرجة أن "زمن الحداثة" في دمشق يمشي إلى الوراء، فلا تزال الأجهزة المستخدمة في البنية التحتية في البلاد تعود لما قبل 2011، وكل شيء في المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام السابق يعود لما قبل 2011، فضلاً عن الانهيار الاقتصادي وانتشار الفقر، إضافة إلى أن شوارع دمشق مزدحمة بالمتسولين، وبحسب بيانات الأمم المتحدة يعيش نحو 89 في المئة من السوريين تحت خط الفقر.

معلومات عامة عن دمشق

وتبعد دمشق من العاصمة اللبنانية بيروت 85 كيلومتراً، ومن العاصمة الأردنية عمان 180 كيلومتراً، كما تبعد من العاصمة الفلسطينية القدس 220 كيلومتراً، وتقع دمشق على هضبة ترتفع 690 متراً عن سطح البحر، وتتميز بأرض خصبة وانتشار الينابيع خصوصاً في الغوطة، ويشق نهر بردى وسط دمشق ويتغذى من ذوبان ثلوج جبال لبنان الشرقية وجبل الشيخ، ولمدينة دمشق القديمة أو "دمشق التاريخية" 10 أبواب، وتقع ضمن سورها قلعة دمشق و"المسجد الأموي" وقصر "العظم" وعدد من المعالم الأثرية والمهمة في المدينة، إضافة إلى اشتهارها بالبيوت العربية الواسعة التي تسمى "البيوت الدمشقية"، ويوجد في المدينة عدد من الأسواق الشهيرة والتاريخية مثل سوق الحميدية الذي يقع بين القلعة و"المسجد الأموي"، وسوق البزورية وسوق مدحت باشا وغيرها.

ومعظم سكان دمشق هم من العرب المسلمين السنة، مع وجود أقليات دينية وعرقية كثيرة، ويوجد في المدينة أكثر من 200 مسجد و36 كنسية و10 كنس يهودية التي تم إغلاق غالبيتها بعد هجرة اليهود إلى فلسطين ولم يبقَ منها سوى اثنين فقط، وخلال العقود الماضية، أعلنت بلديات مدن عدة في دول عربية وأجنبية أنها مدن شقيقة لدمشق، من بينها إسطنبول وأنقرة وبيروت ودبي وبغداد وقرطبة وساو باولو البرازيلية وغيرها.

"المكتبة الظاهرية"

هي أقدم المكتبات في مدينة دمشق وواحدة من أهم المكتبات العربية، أسسها الظاهر بيبرس عام 676 في باب البريد إلى جانب "المسجد الأموي"، وكان الهدف الأول من تأسيسها أن تكون مدرسة شرعية، ثم لاحقاً حوت عدداً من أهم الكتب والمخطوطات وتحولت إلى مكتبة، وفي نهاية القرن الـ19 تم جمع معظم الكتب المهمة والمخطوطات من بقية مكاتب دمشق في "المكتبة الظاهرية".

وبالمحصلة، شهدت دمشق حضارات مهمة عدة وكانت مركزاً لديانات مختلفة وتقاتلت عليها شعوب وأمم، وتدخل اليوم حقبة جديدة من تاريخها ولا يعرف إلى أين تتجه، إلا أن المؤكد الوحيد أن أهلها يبحثون عن الاستقرار وبناء عاصمتهم من جديد لتعود لأهميتها ولدمشقيتها وياسمينها.

دمشق أقدم مدينة مأهولة... ليست مجرد عاصمة
دمشق أقدم مدينة مأهولة... ليست مجرد عاصمة
دمشق أقدم مدينة مأهولة... ليست مجرد عاصمة
دمشق أقدم مدينة مأهولة... ليست مجرد عاصمة