أسواق الأنبار تنتعش بـ"الكمأ".. وهذا سعر أجود أنواعه
شفق نيوز/ شهدت أسواق محافظة الأنبار، بدءعملية تسويق محصول الكمأ بعد جمعه، ولاسيما أنه يُعتبر من أبرز المنتجات الطبيعيةالموسمية التي تنتظرها العائلات بشغف، لكن رغم هذا، فإن جمعه من البادية لا يخلومن مصاعب عديدة.
ويُعد الكمأ من النباتات النادرة التي تنموبشكل طبيعي في المناطق الصحراوية بعد موسم الأمطار، مما يجعلها مصدر دخل مهمللكثير من أبناء المحافظة.
وقال بائع الكمأ، همام عمر، لوكالة شفق نيوز،إن "العديد من أهالي الأنبار، خصوصاً سكان المناطق الصحراوية، يعتمدون علىجمع الكمأ وبيعه كمصدر دخل رئيس".
وأضاف أن "عملية جمع الكمأ تتم من المناطقالصحراوية الممتدة في المحافظة، حيث يتطلب الأمر جهداً كبيراً ومهارة في العثورعلى أماكن نموه تحت الأرض"، مبينا أنه "على الرغم من الأسعار المرتفعة،فإن أسواق الأنبار تشهد إقبالاً كبيراً على شراء الكمأ، حيث يعتبر وجبة فاخرةومصدر غذاء غني بالعناصر الغذائية، كما أن العديد من السكان ينظرون إلى تناولالكمأ كعادة تراثية متجذرة في ثقافة المنطقة".
وأوضح، أن "جماعي الكمأ يعانون من تحدياتعديدة، أبرزها المخاطر الأمنية في بعض المناطق الصحراوية، بالإضافة إلى عدماستقرار الأحوال الجوية التي تؤثر على كميات الإنتاج".
وبلغت أسعار الكمأ في الأسواق المحلية، نحو 50ألف دينار للكيلوغرام الواحد لبعض الأنواع ذات الجودة العالية، مثل"الزبيدي"، في حين تتراوح أسعار الأنواع الأقل جودة بين 30 إلى 40 ألفدينار للكيلوغرام الواحد، وهذه الأسعار المرتفعة نسبياً تُعزى إلى ندرة المحصولهذا الموسم وزيادة الطلب عليه داخل وخارج المحافظة.
يُذكر أن الكمأ يعد من الموارد الطبيعية التيتميز محافظة الأنبار، وتساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي المحلي خلال موسمه السنوي.
وينتمي الكمأ إلى فصيلة الفطريات، ويتكون منعقد نيتروجينية فطرية، حيث يتحد غازا النتروجين والهيدروجين مع بعضهما عندما تحدثالشرارة الكهربائية وهي البرق، عندها يتكون مركّب أميني ينزل للأرض ويدور بحركةسريعة يجمع الأملاح والمعادن الموجودة بالتربة.
وللكمأ عدة أسماء، ابن الرعد، وبنت البرق،ونعمة الله، ولحم الفقير، واللحم النباتي، والفطر البري، والترفاس، والفقع، والذهبالأبيض، والذهب الأصفر.
ويعدّ العراق واحدا من أكثر بلدان العالم التييتواجد فيها الكمأ، إذ يتوفر بكثرة في الصحراء الغربية وبعض مناطق وسط وجنوبالبلاد، مطلع موسم الربيع من كل عام، وفي حال كانت هناك أمطار غير مصحوبة بالبرقوالرعد فلا تجدي نفعا في نموه، أي أن السبب المهم في وجود الكمأ هو حدوث البرقالذي يعمل على إظهاره على شكل تشققات على سطح الأرض.