اخبار العراق الان

عاجل

جوان كامينغز: أحببت نصح الجنرالات والعراق قادر على قتال "داعش" بمفرده

جوان كامينغز: أحببت نصح الجنرالات والعراق قادر على قتال
جوان كامينغز: أحببت نصح الجنرالات والعراق قادر على قتال "داعش" بمفرده

2025-03-24 03:00:06 - المصدر: اندبندنت عربية


جندي أميركي يغطي وجه تمثال صدام حسين بعلم بلاده في ساحة الفردوس في بغداد في 2003 (أ ف ب)

جوان هيلد كامينغز، سيدة أميركية اختارت الدبلوماسية أسلوب حياة قبل أن تكون عملاً فأطلقت رجليها للريح ومن المحيط إلى المحيط لتعيش تجارب سياسية مثيرة تقاطعت مع الجيش ومكافحة الإرهاب. وبحكم اختصاص أبيها في الجغرافيا وأسفاره الكثيرة جالت كامينغز العالم، لكن المنطقة الوحيدة التي تستأثر بأهم رحلاتها هي الشرق الأوسط الذي تدرّس شؤونه وتاريخه في جامعة بايلور بتكساس.

عاشت كامينغز في إيران وهي في الثامنة من عمرها ودرست في لبنان وقدمت المشورة إلى الجنرالات في العراق وشهدت عن كثب أخطاء بلادها في أفغانستان. كما عايشت في صنعاء تداعيات سقوط علي عبدالله صالح، وعندما غادرت دمشق كان السوريون يلعنون تراخي باراك أوباما مع بشار الأسد.

"اندبندنت عربية" استضافت المستشارة السابقة للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" ضمن برنامج "حوارات أميركية"، حيث ناقشت عملها كرئيسة للقسم الاقتصادي في السفارة الأميركية لدى سوريا عام 2010 قبل أن تتجه إلى اليمن لتترأس القسم السياسي والاقتصادي عام 2012، وآخر تجاربها كمستشارة الشؤون الخارجية لقوة العمل المشتركة المعنية بقتال "داعش" في العراق، وهو منصب وضعها كنقطة وصل بين الدبلوماسي والجنرال.

كراهية الأسد داخل مكاتب السفارة في دمشق

لا تخفي كامينغز إدراكها لخيبة أمل السوريين بسبب الموقف الأميركي وتسترجع ذكريات اندلاع الثورة وهي في دمشق، قائلة "في بادئ الأمر ظن السوريون أن الخروج إلى الشوارع ضرب من المستحيل، وتعرض بعضهم للاعتقال والاعتداء، واستغرق الأمر وقتاً حتى يظهر تدفق ملحوظ للاحتجاجات ولذلك كنا بحاجة إلى فهم هذا التحول لأن للدبلوماسي دورين بحسب المكان والظروف، فمن جهة يتعين عليه إدراك ما يجري ونقله بدقة إلى واشنطن لضمان صياغة سياسات أكثر فاعلية، ومن جهة أخرى على الدبلوماسي توضيح وشرح السياسة الأميركية بأكبر قدر من الوضوح".

أنا محبطة من الكونغرس بسبب تقاعسه عن دعم المعارضة السورية

وتحدثت كامينغز بحذر حول من يتهم إدارة أوباما بالتخلي عن السوريين بعدما منحتهم أمل الإطاحة بنظام بشار الأسد، وقالت "نحن نمثل الحكومة، وبغض النظر عن الإدارة، عندما تقول واشنطن إن مصالحها الأوسع لا تتماشى مع ما تقترحه سفارة معينة، لا نمتلك القدرة على فرض ذلك الرأي. كنا ندرك أن هناك فرصة لأولئك الذين خرجوا إلى الشوارع وبدأوا بخلق واقع جديد، وكانت فرصة للولايات المتحدة أن تقول ’نحن نستمع إليكم‘".

وعن مشاعرها أثناء مغادرة دمشق بعد تردي الأوضاع، قالت "كان من المحبط مغادرة سوريا وهي تمر بذلك الوضع السيئ، وشعر المعارضون بإحباط بسبب ما يرونه دعماً محدوداً من أميركا ولا يقارن بالتدخل الروسي بالغارات الجوية لدعم الأسد"، مضيفة أن "هذا الشعور دفع بعضهم إلى المطالبة بتدخل أميركا جواً، لكن هذا التدخل ليس بالضرورة الحل الأمثل، ومن المحتمل ألا يؤدي بالضرورة إلى تحقيق النتائج المرغوبة على المدى البعيد".

مقاتل مناهض للحكومة يمزق صورة بشار الأسد في حلب بعد سقوط المدينة بأيدي المعارضة (أ ف ب)

 

وتابعت، "هل أشعر بأن الولايات المتحدة تخلت عن الشعب السوري؟ الشعب السوري ليس كياناً واحداً. هل كان يجب على الولايات المتحدة أن تقدم دعماً أكبر للحركة المناهضة للأسد؟ نعم أعتقد ذلك لأننا شاهدنا كيف تعرض الناس للأذى، لكن كما نرى اليوم، حكومة الولايات المتحدة ليست دائماً جيدة في دعم الشعوب الأخرى".

وتستحضر كامينغز جانباً من مهماتها كمسؤولة عن القسم الاقتصادي في السفارة، مشيرة إلى أن ذلك منحها هامشاً خاصاً في التواصل مع بعض السوريين، وتردف "كنت أعقد اجتماعات سياسية مع سوريين يشعرون براحة أكبر في التحدث إليّ لأنهم حين يستدعون لاحقاً من قبل أجهزة الاستخبارات يمكنهم الادعاء بأن اللقاء كان يتمحور حول الاقتصاد والعقوبات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتابع أن "الحوار عادة ما يبدأ بحديث لبضع دقائق عن العقوبات، ثم يقضي السوريون باقي الوقت في التعبير عن عمق كراهيتهم لبشار الأسد".

وبالعودة لفشل الرئيس أوباما في تطبيق "الخط الأحمر" حظر استخدام الأسلحة الكيماوية، تلقي كامينغز باللوم على الكونغرس، وتقول "أنا محبطة من الكونغرس لأنني أعتقد بأن الرئيس أوباما أدرك أنه من دون دعم حزبي واسع، سيكون من الصعب تبني سياسة متماسكة ومستدامة. ومن البداية كانت هناك أصوات عدة داخل الحكومة والكونغرس تقول ’لا نعرف من هؤلاء المعارضين‘، فقد سمعنا أنهم إسلاميون أو متطرفون، مما أدى إلى نشر معلومات مضللة حول هوية المنادين برحيل الأسد وجعل من الصعب على الولايات المتحدة اعتماد سياسة واضحة وثابتة بسبب هذه الأصوات المختلفة في واشنطن".

 

وأشارت إلى أن الرئيس أوباما قال حينها إن الحصول على دعم واسع من الحزبين في الكونغرس ضروري قبل أي تدخل عسكري مباشر وإلا فسينقسم الرأي داخل الولايات المتحدة بين مؤيدي الأسد ومؤيدي المعارضة، لافتة إلى أن "مسؤولية الرئيس تتمثل في تشكيل سياسة ورد قابلين للتنفيذ وكانت سياسته هي دعم المعارضة، لكن هذا لا يعني أنه لم يكن هناك أعضاء في الفرع التشريعي ممن لم يكونوا مؤيدين للمعارضة، بل كانوا يرون في الأسد شخصية أفضل وأقوى تستطيع السيطرة على بلاد متنوعة. وهذه الحجج كانت تطرح في الكونغرس ضد دعم المعارضة، ليس لأنهم يحبون بشار، بل لأنهم كانوا أكثر قلقاً حيال المعارضة".

نصحت أصدقائي الجنرالات "بالتركيز"

ما يميز تجربة كامينغز الدبلوماسية تقاطعها مع الجيش عندما عملت مستشارة الشؤون الخارجية للجنرالات العسكريين في العراق (2018-2020) وأفغانستان (2009 -2010)، وتلك تجربة دبلوماسية محببة لها وغير نمطية على حد وصفها، موضحة أن الهدف من وجود مستشارة سياسية لقائد عسكري هو النظر في جوانب متعددة لقضية معينة تمتد إلى ما هو أبعد من الهدف العسكري الضيق أو الطريقة المثلى لتحقيقه، إضافة إلى ربط وزارتي الدفاع والخارجية والوكالات الأخرى.

 

فعلى سبيل المثال، "إذا كان من المقرر تنفيذ عملية عسكرية، فيجب أن تدار بطريقة تتماشى مع أهدافنا الشاملة. فإذا كان هدفنا النهائي هو تحقيق المصالحة بين الفئات كافة في أي دولة نحن موجودون فيها وإعادة الإعمار وخلق ظروف إيجابية، فإن تنفيذ عملية عسكرية تسهم في تعميق الانقسامات الداخلية أو تترك أضراراً تصعب معالجتها لن يتفق مع رؤيتنا بعيدة المدى. ولم أكن دائماً ناجحة في إيصال هذه القضايا إلى صلب الاهتمام العسكري، لكن كان هذا أحد أدواري".

وبالانتقال إلى أفغانستان، تجيب كامينغز عن سؤال حول النصيحة التي كانت ستقدمها إلى الرئيس جو بايدن في شأن الانسحاب الأميركي بالقول إن "نجاح الانسحاب لم يكُن ممكناً على الإطلاق. ومن المهم أن نبدأ بمن اتخذ قرار الانسحاب وحدد وتيرته وهو الرئيس ترمب. يمكننا الانشغال بتفاصيل تنفيذ الانسحاب في عهد بايدن. كان الأمر أشبه بالتركيز على المولود ذاته بدلاً من التفكير في كيفية حدوث الحمل، وهي مرحلة لا تقل أهمية"، وتضيف "صحيح أن كثيراً من الأمور لم تكُن مثالية وأن الانتقادات كانت واسعة والتداعيات كبيرة، لكنني لا أعتقد بأن الانسحاب كان ليتم بطريقة أفضل".

وتلفت كامينغز إلى موقف بعض أصدقائها من القادة العسكريين السابقين الذين عبروا عن اعتقادهم بأن الحفاظ على قاعدة باغرام كان سيتيح للولايات المتحدة تأمين المطار وتنظيم الانسحاب على نحو أكثر فاعلية، لكنها ترد بالقول إن ذلك لم يكُن واقعياً، "كان الرئيس ترمب تعهد بخفض عدد القوات وعدم إرسال تعزيزات إضافية، في مقابل تعهد حركة ’طالبان‘ بعدم مهاجمتنا. والإبقاء على باغرام كان يتطلب إرسال قوات جديدة، مما كان سيفهم من قبل ’طالبان‘ كخرق للاتفاق وذريعة لاستئناف الهجمات".

وتوضح أن اختيار باغرام لم يكُن واقعياً حتى من الناحية اللوجستية، "على رغم قربها النسبي من كابول، فإن الطريق إليها مليء بنقاط يمكن للمسلحين تنفيذ هجمات عبرها. ولو طلبنا من الناس التوجه إليها مع ضمانات بالأمان، لكنا شهدنا حمام دم على الطريق. لذا، كان لا بد من الموازنة بين تلك المعطيات، وربما في واقع الأمر كان الوقت الأنسب للانسحاب قد فات منذ أعوام".

"أميركا فشلت في فهم الفروق الثقافية بين الشيعة"

وكانت كامينغز في العراق بين عامي 2018 و2020 بصفتها مستشارة لقوة المهمات التابعة للتحالف الدولي لمكافحة "داعش". ويقول عنها الدبلوماسي لويس مارينو إن نصائحها للقادة على الأرض في العراق أثناء جهود احتواء توسع تنظيم "داعش" كانت حاسمة. وتعلق كامينغز على تجربة العراق وتتوقف لتشير إلى البعد الشخصي الذي رافق عملها هناك، قائلة "زوجي الذي توفي أخيراًَ كان على صلة وثيقة بالعراق، حيث درّس في المدرسة اليسوعية ببغداد بين عامي 1965 و1967 قبل أن يعود ممثلاً للبنك الدولي في 2006 وسمح له ذلك بالتواصل مع شخصيات انضمت لاحقاً إلى الحكومة العراقية، كثير منهم كانوا من خريجي تلك المدرسة".

أما عن طبيعة عملها في التحالف، فتوضح، أن "محاربة ’داعش‘ كانت من الملفات الأقل تعقيداً لأنها قضية تحظى بإجماع نسبي. كان لدينا ائتلاف حقيقي يضم قادة عسكريين من دول متعددة وممثلين حكوميين وبرلمانيين كانوا يتواصلون مع قواتهم ويقيمون الوضع باستمرار. ولم تكُن هناك ضغوط خارجية، بل رغبة مشتركة في إنجاز المهمة". وأكدت أن الحكومة العراقية أصبحت قادرة على التعامل بمفردها مع بقايا تنظيم "داعش" بعد الانسحاب الأميركي المفترض.

لكن كامينغز تلفت إلى أن بلادها واجهت تحدياً من "فئة من العراقيين الذين كانوا في الأساس ضد الوجود الأميركي وهم يحاولون تصوير وجود القوات الأميركية التي كانت تساعد الحكومة في محاربة ’داعش‘ على أنه استمرار للاحتلال، على رغم أن الاحتلال انتهى عام 2011، وأميركا لم تعُد إلا بعد سنوات عدة فقط بناء على طلب بغداد التي لجأت إلى مجلس الأمن لأنها كانت تواجه هجوماً شاملاً".

 

وقالت، "لم تنشئ الولايات المتحدة قواعد جديدة أو ننظم مواكب عسكرية تعطل حركة الناس، لم نفعل أياً من ذلك، لكن التحدي الذي واجهناه هو أن بعض العراقيين ما زالوا يعارضون الوجود أميركي وإذا دخلت في جدال حول قضية منفصلة عن المهمة الأساس ​​فلن تنتصر أبداً، وأعتقد بأننا وقعنا في ذلك المأزق في أفغانستان، كما في العراق".

وتضيف أن الهجمات التي طاولت القوات الأميركية في العراق كانت من جماعات مرتبطة على نحو أساس بإيران، قائلة "لم تكُن كل الجماعات الشيعية تهاجمنا، بل تلك الأقرب إلى إيران. وهذا جانب يثير اهتمامي دائماً. أول مرة ذهبت فيها إلى إيران كنت في الثامنة من عمري وزرت إيران وسوريا والعراق مرات عدة، وأدرك جيداً الشعور بالاختلاف بين من يعتبر نفسه عربياً ومن يعتبر نفسه إيرانياً أو فارسياً. والتعاون بين هذه الأطراف لا يحدث إلا في حال وجود قضية تتجاوز هذا الاختلاف. وأعتقد بأن أميركا لم تفهم هذا البعد الثقافي أو تستجِب له بالصورة الكافية. عندما نقول ببساطة ’إنهم كلهم شيعة‘، فإننا نتجاهل الفروق العميقة بين الشيعة في دول مختلفة واختلافاتهم الثقافية والتاريخية".

وترى كامينغز أن هذه التفاصيل الدقيقة لم تؤخذ على محمل الجد، مضيفة أن "حين تتعرض القوات الأميركية لهجوم من جماعة ما في العراق، تتعامل واشنطن مع الهجوم بوصفه عملاً عدائيا مقصوداً ضد أميركا من دون النظر إلى الخلفية أو الدوافع. حاولت دفع النقاش في هذا الاتجاه، لكنه يقود إلى جدل شائك من نوع من بدأ الاستفزاز؟ ومن يرد على من؟ وهو نقاش لا يفضي بسهولة إلى حلول واضحة".

"أميركا لم تفهم إيران"

وتقول كامينغز التي جالت كل المناطق الإيرانية إن "ما يحزنني حقاً هو أن قلة من صانعي السياسات في أميركا حول إيران زاروها. وليست لدينا سفارة هناك ولا يوجد أميركيون سوى عدد قليل من السياح، فهم ليسوا على دراية تامة بالواقع الإيراني على الأرض" وتعتقد بأن إيران موجودة أمام أعين الأميركيين وتصور على أنها عدو، فيدرسها بعضهم باستفاضة، لكن فهم إيران بصورة شاملة ما زال نادراً.

وتستذكر الثورة الإيرانية عام 1979، قائلة "عندما عاد الخميني لم يكُن متفقاً عليه من قبل الجميع، بل تعرض لانتقادات من قبل الزعماء الدينيين الإيرانيين بسبب نهجه غير التقليدي في تفسير دور الزعيم الديني للدولة". لكن عندما شن صدام حسين الغزو، توحدت إيران على خصم واحد، ومكنت الحرب التي استمرت ثمانية أعوام الخميني من ترسيخ سلطته في إيران، بحسب الدبلوماسية السابقة، وهكذا تحولت حكومته لتصبح شكلاً "طبيعياً" نسبياً، بدلاً من أن تظل ككيان غريب مرشح للتغير لو وجدت حكومة أكثر توازناً.

وعلى رغم معارضة عدد من دول الخليج للاتفاق النووي مع طهران، فإن الدبلوماسية السابقة ترى أن "الاتفاق كان من الفرص النادرة التي نظرنا فيها إلى إيران بكل جوانبها وحاولنا وضع سياسة لتقليل التهديد النووي واحتمال تمكنها من إنتاج أسلحة نووية. كان الاتفاق في مجمله القرار الصحيح تماماً، لكننا انسحبنا منه لاحقاً".

اللغة الانقسامية اجتاحت اليمن

وتسترجع الدبلوماسية السابقة ذكرياتها في اليمن وتقول "رأيت اليمن في مراحل مختلفة وكنت في اليمن في أوقات كان بإمكانك فيها استئجار سيارة والتجوال بحرية في البلاد. انتقلت إليها في يونيو (حزيران) عام 2012 بعد الثورة ووقتها وافق علي عبدالله صالح على التنحي، لكن للأسف، لم تجرِ صياغة الاتفاق بدقة كافية لأنه وافق على عدم الترشح للرئاسة مرة أخرى، لكنه لم يتعهد بعدم التأثير في السياسة أو التلاعب بالشعب، مما حدث. وكنت حاضرة تقريباً في جولات الحوار الوطني يومياً، أستمع إلى آراء الناس وأفهم وجهات نظرهم المختلفة وأشارك في الاجتماعات لمجرد فهم أهداف الفئات المختلفة من دون تحمل مسؤولية إدارتها".

 

وأثنت كامينغز على الحوار الوطني، لكنها تقول "في اجتماعاتي الفردية مع الشخصيات العسكرية والزعماء القبليين كان الحديث يظهر تغيراً دراماتيكياً في اللغة والانقسامات. فعندما وصلت إلى اليمن كان الناس يستخدمون مصطلحات مثل الشافعي والزيدي، لكن لاحقاً صار الناس يستخدمون ألقاباً مثل "المجوس" و"الرافضة" و"التكفيريين"، وهو تصعيد هائل في هذه اللغة الانقسامية والعدائية التي تبرز الفروق بين الطائفتين الشافعية والزيدية.

وتلفت كامينغز التي عملت رئيسة القسم السياسي في السفارة بصنعاء، أن علي عبدالله صالح ظل متململاً بسبب إبعاده من موقع القيادة. وبعد خوضه ست حروب ضد الحوثيين، لجأ إليهم قائلاً "أنتم محبطون وأنا محبط أيضاً"، وأدى غضبهما المشترك من حكومة عبد ربه منصور هادي آنذاك إلى قيام صالح بتسليم الأسلحة من قواعده العسكرية الموالية له إلى الحوثيين، ممهداً لسيطرتهم على صنعاء.

تحذير من رقصة الفيل

وبرأي كامينغز، لتحقيق شرق أوسط أكثر سلاماً، هناك قضايا جوهرية عدة تجب معالجتها. أولاً، تزايد العداء بسبب الانقسامات الطائفية ودور إسرائيل، إضافة إلى تأثير الأطراف الإقليمية مثل تركيا وإيران وأخيراً دور القوى الكبرى، وعلى رأسها أميركا والصين وروسيا. وأوضحت أن "هناك غضباً واسعاً من بعض الأطراف تجاه إسرائيل بسبب ما يعتبرونه احتلالاً غير عادل للأراضي العربية وطرد الفلسطينيين، بخاصة مع استمرار المذابح في غزة والضفة الغربية ولبنان".

وأضافت أنه "ما دام أن هذا الوضع باقٍ على ما هو عليه، يصبح من الصعب حتى الحديث عن حل شامل"، مردفة أن "الجميع يدرك خطر تحول هذه النزاعات إلى مشكلة إقليمية ودولية معقدة إذا لم نتحرك نحو الاعتراف بوجود أكثر من حق وطني واحد. لا أعرف كيف نتجاوز ذلك، فالعواطف والخطاب الحاد يطغيان على أي محاولة للتوصل إلى تسوية". وبالنسبة إلى إيران وتركيا، أشارت إلى أن كلاً منهما يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية سواء اتفقنا مع حكومتيهما أو لا، ويجب على أميركا أن تتعامل مع هذين البلدين كأطراف عقلانية، إذ غالباً ما ينظر إلى أي دولة غير محبوبة على أنها غير عقلانية، وهذا غير صحيح.

وأعربت عن قلقها من أن يتحول الشرق الأوسط مجدداً إلى ساحة لتنافس القوى العظمى، حيث تنحاز أميركا إلى طرف وروسيا إلى آخر، بينما تستمتع الصين بتعطيل كلا الجانبين. وأكدت أنه عندما تركز بعض الدول، وعلى رأسها أميركا، على عرقلة خصومها بدلاً من تبني سياسة متكاملة لتحسين الوضع في الشرق الأوسط، يصبح الأمر أشبه برقصة الفيل، فالضحايا دائماً من الأطراف الأكثر ضعفاً.

جوان كامينغز: أحببت نصح الجنرالات والعراق قادر على قتال
جوان كامينغز: أحببت نصح الجنرالات والعراق قادر على قتال
جوان كامينغز: أحببت نصح الجنرالات والعراق قادر على قتال
جوان كامينغز: أحببت نصح الجنرالات والعراق قادر على قتال
جوان كامينغز: أحببت نصح الجنرالات والعراق قادر على قتال
جوان كامينغز: أحببت نصح الجنرالات والعراق قادر على قتال
جوان كامينغز: أحببت نصح الجنرالات والعراق قادر على قتال
جوان كامينغز: أحببت نصح الجنرالات والعراق قادر على قتال