انتقد سياسة ابنه الاقتصادية... من هو حسين الشرع والد الرئيس السوري؟

حسين الشرع والد الرئيس السوري (مواقع التواصل)
في قصر الشعب "القصر الرئاسي" على سفوح جبل قاسيون المطل على العاصمة السورية دمشق، صبيحة يوم عيد الفطر، يستقبل رئيس البلاد أحمد الشرع المهنئين بالعيد... رجل متقدم في السن يسلم على الرئيس فيمسك الرئيس يده ليقبلها. إنه حسين الشرع الأكاديمي القومي والباحث الاقتصادي الذي تنقل بين السعودية ومصر، وانتهى به المصير في سوريا والداً لرئيس البلاد.
أثار حسين الشرع الجدل عندما شارك منشوراً عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك"، ينتقد فيه بعض السياسات الاقتصادية لحكومة ابنه (الرئيس)، مما عده رواد وسائل التواصل الاجتماعي سابقة تاريخية في سوريا، بحيث يُنتقد الرئيس من قبل والده شخصياً، فمن هو حسين الشرع؟
بداية الحكاية
وُلد حسين علي محمد خالد الشرع عام 1946 داخل قرية فيق بمنطقة زوية حوران جنوب الجولان، ومن المعروف عن والده علي الشرع أنه كان أحد كبار الملاك داخل المنطقة مطلع القرن الـ20، وشاركت العائلة في مقاومة الانتداب الفرنسي لسوريا. وكان حسين الشرع من المعجبين بالزعيم المصري جمال عبدالناصر وشارك في التظاهرات التي خرجت احتجاجاً على انفصال سوريا عن مصر. وعلى رغم قوميته لم يكن من أنصار حزب "البعث العربي الاشتراكي"، فشارك في الاحتجاجات التي خرجت ضد الانقلاب الذي نفذه الحزب داخل سوريا خلال الثامن من مارس (آذار) 1963، مما عرضه للاعتقال لأيام عدة قبل أن يخرج من السجن ليغادر إلى الأردن. وهناك أيضاً تعرض للاعتقال مرة ثانية قبل أن يخرج بعد شهر ونصف الشهر ويغادر إلى العراق لإكمال دراسته الثانوية في جامعة بغداد، ليكون طالباً في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية قبل أن يتخرج منها عام 1969 ليعود إلى سوريا. ولحظة وصوله جرى اعتقاله لكنه ما لبث أن خرج من السجن ليعمل مدرساً للغة الإنجليزية في مدينة درعا، بعد ذلك جرى تعيينه موظفاً في الشركة العامة للنفط، وتدرج في المناصب بسرعة حتى أصبح مستشاراً في وزارة النفط.
لقطات متداولة للرئيس السوري #أحمد_الشرع يظهر فيها وهو يقبّل يد والده داخل قصر الشعب أثناء مراسم التهنئة بـ #عيد_الفطر #نكمن_في_التفاصيل pic.twitter.com/qB2nW73sE6
— Independent عربية (@IndyArabia) March 31, 2025
الشرع تحت قبة البرلمان
وخلال عام 1972، ترشح حسين الشرع لعضوية مجلس الشعب السوري عن محافظة القنيطرة، واستطاع النجاح في الانتخابات فدخل البرلمان خلال الفترة ما بين عاي 1972 و1976. وطوال هذه الفترة لم يكن من أنصار "حزب البعث" بشقه السوري، وكان متعاطفاً مع "حزب البعث العراقي". ومع ازدياد العداء بين البعثين السوري والعراقي، قرر مغادرة سوريا لكن الوجهة هذه المرة كانت الرياض، إذ تعاقد مع وزارة البترول السعودية كباحث اقتصادي في الوزارة، وبقي على رأس عمله أعواماً عدة ألف خلالها كتباً كثيرة، ونشرت كثير من مقالاته في صحيفة "الرياض"، حتى أعلن الاستقالة من عمله بهدف العودة إلى سوريا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الطريق إلى دمشق
وفي عام 1989، عاد حسين الشرع إلى دمشق للعيش مع أسرته في حي المزة غرب العاصمة، وبقي هناك حتى اندلاع الانتفاضة السورية خلال مارس 2011. وبعد ازدياد العنف الذي مارسه النظام السابق بحق شعبه والتحاق ابنه أحمد الشرع بالمعارضة المسلحة ضد النظام، قرر حسين الشرع مغادرة سوريا إلى مصر حيث بقي حتى مطلع عام 2025 قبل أن يعود إلى دمشق.
الأكاديمي العتيق
حول الإنجازات الأكاديمية لحسين الشرع نشرت صحيفة "ميدل إيست آي" منتصف عام 2021 تقريراً حول هذه الإنجازات، ومما ورد فيه "يبدو أن والد الجولاني كرس جل وقت أمضاه في السعودية لخدمة البحث العلمي، وبخاصة في ما يتصل بتسخير عوائد الموارد الطبيعية لتعزيز التنمية في العالم العربي، إذ ركز كتابه الأول الذي يحمل عنوان "النفط والتنمية الشاملة في العالم العربي، 1983"، على الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه فائض الأموال العربية في دمج الدول العربية ضمن الاقتصاد العالمي مع مواصلة التنمية الشاملة، وبخاصة في القطاع العسكري، أما كتابه الثاني الذي يحمل عنوان "التقييم الاقتصادي ومستقبل التنمية في المملكة العربية السعودية، 1983"، فيبحث في إمكانية تسخير اقتصاد النفط وتحويله لمحرك أساس يدفع نحو نمو شامل داخل العالم العربي، فيما يركز كتابه الثالث المعنون "الاقتصاد السعودي في مرحلة بناء التجهيزات الأساس، 1984" على دمج قطاع النفط وتوحيده مع القطاعات الأخرى، لا سيما قطاعي الصناعة والزراعة، وذلك لرفد القطاعات الحيوية وعلى رأسها قطاعات التعليم والبناء والنقل، ثم أتى كتابه الرابع الذي يحمل عنوان "أوبك 1960-1985: التحولات كبرى والتحدي المستمر"، والذي نشر عام 1987.
نهاية درامية
بعد كل هذه الإنجازات يجلس اليوم حسين الشرع داخل دمشق، وليس من المؤكد إذا ما كان ابنه (الرئيس) سيطلب منه المساهمة في إنعاش الاقتصاد السوري شبه المنهار، إلا أن المؤكد أن حسين الشرع خرج خلال مارس 1963 في تظاهرة ضد "حزب البعث"، وفي الشهر ذاته بعد أكثر من نصف قرن كان حسين الشرع داخل القصر الرئاسي في دمشق بعد تبخر "البعث".