مزيج من الموروث والحداثة الموسيقية... فرقة أوركسترا العود تُلهب مهرجان بابل

بابل – واع – محمد الطالبي
تألقت فعاليات مهرجان بابل الدولي، بعرض موسيقي مميز قدمته فرقة "أوركسترا العود"، حيث امتزجت الأصالة الموسيقية العراقية بروح الحداثة، وسط حضور جماهيري تجاوز 6000 متفرج.
المهرجان، الذي يحتفي بالحضارة والفن، أعاد بريق مدينة بابل من خلال عروض عالمية تبرز التنوع الثقافي والهوية الفنية للعراق، وقد عبر فنانون إسبان عن إعجابهم بالعروض، مؤكدين وجود تشابه كبير بين الموسيقى العراقية ونظيرتها الإسبانية.
وقال قائد فرقة أوركسترا العود، مصطفى زاير، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، خلال مشاركته في مهرجان بابل الدولي: إن "هدف الأوركسترا الأساسي هو مواكبة الحداثة الموسيقية التي يشهدها العالم، إلى جانب توسيع قاعدة العازفين الشباب، حيث نعمل على تطويرهم أكاديمياً لبلوغ مستويات فنية عالية".
وأشار إلى، أن "آلة العود قد تكون ضمن فرقة موسيقية بعدد محدود، ولكن يتم تكبير عدد العازفين لتُعامل كما تُعامل الآلات الوترية الأخرى، ما يتيح تقديم تجارب موسيقية متنوعة".
وأضاف: "لدينا جمهور محب للأصوات الشابة، سواء في الكورال أو في الغناء الصولو، ونسعى من خلالهم إلى الموازنة بين الموروث الموسيقي العراقي والحداثة، وتقديمه بصيغة معاصرة تقترب من ذوق الجمهور".
وتابع زاير: "كما شاهدنا اليوم، قدمنا أعمالاً موسيقية اعتاد الجمهور على سماعها بصيغة مختلفة، وكان حلمنا أن نفتتح أهم مهرجان جماهيري، ليس فقط في العراق، بل في الوطن العربي، فمهرجان بابل يمتلك تاريخاً يمتد لأكثر من أربعين عاماً من النجاح، والجمهور ينتظره سنوياً، اليوم امتلأ المسرح بـ 6000 متفرج".
وأكد أن "النجاحات المرتبطة بالمهرجان كانت دوماً غنائية الطابع، وأنه من خلال الشباب المشاركين، يتم تكريم الأيقونات الفنية التي تركت بصمتها على هذا المسرح، مثل رياض أحمد، كاظم الساهر، وسعدون جابر".
من جانبها، أعربت الراقصة الإسبانية "فلامينغو"، إحدى المشاركات في المهرجان، عن "سعادتها بتقديم عرضها في أرض بابل العريقة، قائلة: "أنا سعيدة جدا بتقديم عرض في بابل، فالموسيقى تخرج من القلب والروح، وهي مصدر للسعادة كما أنها منبع الحضارات، حيث أن جميع شعوب العالم تشترك في هذه الصفات الجميلة".
وقدمت شكرها للجهة المنظمة التي دعتها للمشاركة، معربة عن "أملها في أن تتمكن من الحضور إلى المهرجان في كل عام".
بدوره، عبر الفنان الإسباني، أنابيل فيلوس، أحد المشاركين في المهرجان، عن إعجابه الكبير بالموسيقى العراقية، قائلاً: "أدهشني أداء فرقة الأوركسترا العراقية، وقد لمست وجود تشابه واضح بين الموسيقى العراقية والإسبانية، وهو ما يدل على جذور ثقافية وروحية مشتركة".
وأشار فيلوس إلى أن "كل ما في مهرجان بابل يثير الدهشة والأعجاب، ولكن أكثر ما أثار إعجابي في المهرجان هو الأداء الفني الرفيع والمستوى الاحترافي للعروض".
وانطلقت مساء يوم أمس السبت، فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان بابل الدولي للثقافات والفنون العالمية، في مدينة بابل الأثرية، تحت شعار "كلنا بابليون"، وبرعاية رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، وسط حضور ثقافي وفني رفيع، وشخصيات رسمية ودبلوماسية من مختلف دول العالم، في حدث يعيد لهذه الأرض سحرها التاريخي وبريقها الحضاري المتجدد.