"جبال كوردستان".. مقصد لعشاق التسلق والباحثين عن المغامرة (صور)

شفق نيوز/ يتمتع إقليم كوردستان بطبيعته الخلابة، ولعل الجبال هي السمة البارزة مع جمال مناظرها الأخرى، فهي لوحات طبيعية لا تجد لها نظيراً إلا في كوردستان العراق، مقصد السياحة الأول للعراقيين والوافدين من الدول الأخرى . ومع جمال جبالها وقممها، برزت منذ سنوات رياضة جديدة لم تعرف في عموم العراق وإقليم كوردستان، وهي رياضة تسلق الجبال والقمم الثلجية بحثًا عن مغامرات وأماكن لم يصل إليها أي شخص.تسلق الجباليقول أحد متسلقي جبال كوردستان وهو أثير بشيت علي، في تصريح لوكالة شفق نيوز، إن "تسلق الجبال والقمم يعتبر واحدة من الرياضات الجديدة، ورغم أنها بدأت بالزيادة خلال العامين الماضيين، فإن المتعة التي نجدها في تسلق الجبال لا يعرفها إلا المشارك في التسلق والسير إلى قمم الجبال والبحث عن الأماكن الجميلة التي لم يصل إليها أي أحد قبلنا، وهي رحلة محفوفة بالتشويق والمخاطر، كونها رياضة تحتاج إلى خبرة ودراية وكيفية التعامل مع الخطوة التي تضعها في أي خط سير".ويضيف علي، أن "الإعداد للرحلة يتم من خلال فريق عمل مشترك، نتفق مجموعة من متسلقي الجبال ونحدد الموقع ونجري استطلاعًا على الموقع، ومن ثم نحدد اليوم وننطلق بكروب جماعي للمباشرة في رحلة التسلق التي لا تخلو من المخاطر".ويشير إلى أن "تسلق جبال كوردستان له نكهة خاصة، فهو يعلمك الصبر والقوة والتحمل، بالإضافة إلى متعة جمال المناظر الخلابة في جبال كوردستان، وخاصة في أربيل ودهوك والحدود بين العراق وإيران، وكذلك قمم جبال السليمانية التي تعتبر من المناطق المرتفعة والشاهقة، ونحن نبحث عن قمم لم يصلها إلا قليل من متسلقي الجبال".ويؤكد أن "تسلق الجبال ليس سهلًا لأي شخص، وهناك أشخاص فقدوا حياتهم في العام الماضي والعام الحالي في مواقع جبلية، حيث يصل الذين ماتوا جراء التسلق إلى حدود 12 شخصًا سقطوا في المياه وانهيارات ثلجية على الحدود العراقية الإيرانية عند تسلقهم للجبال".وبهذا الصدد يقول المتسلق علي حمه صالح في تصريح لوكالة شفق نيوز، إن "أي رحلة للتسلق في جبال كوردستان تحتاج إلى دليل وكروب جماعي، لأن التسلق يحتاج إلى هذه الأمور لغرض المحافظة على سلامة الأشخاص عند شد الرحال إلى أي قمة أو موقع ثلجي في إقليم كوردستان العراق".وتابع، إنه "تم فرض قيود جديدة على التسلق في المناطق الحدودية مع إيران في أربيل، حيث منعت مديرية السياحة في منطقة جومان إشعال النار لأغراض الشواء أو غيرها، وكذلك حُظر التخييم من قبل متسلقي الجبال حول بحيرة فيلاو الشهيرة، وتهدف هذه الإجراءات إلى حماية البيئة وتطوير المرافق السياحية في المنطقة، وأن هذه الضوابط ستُنفذ بصرامة لحماية المتسلقين".ضحايا المغامرةويقول متسلق ثان ويدعى علي حسين (32 عامًا) لوكالة شفق نيوز، إن "حوادث الوفاة بين متسلقي الجبال في أربيل والسليمانية، ففي مايو/ آيار 2024، لقي أربعة متسلقين من مجموعة "سەگرمە" مصرعهم جراء فيضانات مفاجئة في منطقة قرداغ بمحافظة السليمانية، كانت المجموعة تضم 12 شخصًا، وقد جرفت السيول أربعة منهم، بينما نجا الآخرون".واضاف: "وقد حذرت السلطات المحلية من خطورة الأحوال الجوية آنذاك، داعية إلى تجنب الرحلات الجبلية خلال فترات الطقس السيئ".وتابع: "إذا كنت تخطط لرحلة تسلق في هذه المناطق، يُنصح بالتواصل مع الجهات الرسمية المحلية للحصول على التصاريح اللازمة والاطلاع على التوجيهات المتعلقة بالسلامة والبيئة، فهناك مواقع خطيرة قد يدفع الإنسان حياته لحظة متعة، ويجب اتباع الطرق الصحيحة والقانونية في أي تسلق يراد تنفيذه".ونوه إلى أن "بعض المتسلقين إذا كانوا يعانون من أمراض الضغط والسكر لا يقدرون على إكمال مسيرة الوصول والتسلق إلى القمة، لأن الضغط الجوي يكون أقل مما هو عليه في الأرض المنبسطة، وتعرض الكثير إلى نوبات قلبية وتجلط بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى قمة الجبال، ونظرًا إلى إرجاعهم إلى أهاليهم".مستلزمات التسلقعلى صعيد ذي صلة، يقول أحد باعة مواد التسلق الجبلي في سوق كركوك ويدعى همين خورشيد، لوكالة شفق نيوز، إن "أسعار مواد وتجهيز التسلق الجبلي غالية، تبدأ من 20 دولاراً أمريكياً وتنتهي عند 1000 دولار، لإكمال وتجهيز حقيبة متكاملة من حيث العدة والحبال والعصي والأحذية وباقي التجهيزات، وهناك من يلجأ إلى سوق المواد المستعملة (البالات) فيجد الأسعار أقل مما عليه في المتاجر التي تبيع المواد ذات الماركة من حيث القبعة والكفوف والأحذية وباقي المستلزمات".ويؤكد أن "عليها طلبًا متزايدًا خلال العامين الحاليين لكثرة انتشار واتساع رياضة تسلق الجبال بين الشباب وكبار السن في اقليم كوردستان وباقي المحافظات العراقية".