اخبار العراق الان

شفق نيوز/ أعلنت مؤسسة "روانگە"، عن إطلاق مشروع قرية "كولاک"، والتي ستصبح أول مجتمع مستدام بالكامل يعمل بالطاقة الشمسية وخارج نطاق الشبكة الكهربائية في البلاد.

ومن المقرر بناء القرية جنوب شرق أربيل، لتضم في نهاية المطاف 32 منزلًا ونحو 200 نسمة، مقدمةً على مستوى العراق، نموذجًا في مجال تعزيز المجتمعات الريفية واستقلالية الطاقة والتكيف المناخي في واحدٍ من أكثر بلدان العالم هشاشةً بيئيًا.

تم تصميم قرية كولاک الشمسية لتعمل بالكامل على الطاقة المتجددة، حيث توفر الكهرباء على مدار الساعة مع أنظمة ري تعمل بالطاقة الشمسية وبرامج تدريبية عملية في مجال الزراعة التجديدية.

ومع ارتفاع درجات الحرارة في إقليم كوردستان العراق إلى أكثر من 50 درجة مئوية وتسارع وتيرة التصحر، يهدف هذا المشروع إلى تقديم حل قابل للتكرار لمواجهة التغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي وتجديد البيئة في جميع أنحاء العراق.

ووصف إدريس نيجيرفان بارزاني، مؤسس ورئيس مؤسسة روانگە، هذا المشروع بأنه رمز للأمل والابتكار، قائلاً: "لقد عانى العراق لعقود من الصراع واستنزاف الموارد والتدهور البيئي، وهذه القرية تمثل رؤية جريئة لمستقبل مختلف، فمن خلال استغلال الطاقة الشمسية وابتكار شعبنا، نحول الضعف إلى صمود، إنها ليست مجرد قرية، بل الأساس لثورة خضراء."

من جانبه، أكد حسن علاء الدين، مدير مؤسسة روانگە، على الأثر المجتمعي للمشروع قائلًا: "الاستدامة ليست رفاهية بل هي شريان حياة. تمنح هذه القرية المجتمعات القدرة على التحكم في احتياجاتها من الطاقة والغذاء وسبل العيش، وبدمج الطاقة النظيفة مع الزراعة التجديدية، نخلق أنظمة بيئية تتمكن فيها الأسر من الازدهار لا مجرد البقاء. رؤيتنا هي تكرار هذا النموذج في المناطق التي تعاني من الظلم المناخي."

وتُعَدّ قرية كولاک الشمسية حجر الزاوية في حملة "كوردستان الخضراء" الأوسع التابعة للمؤسسة، والتي قامت بزراعة أكثر من 200,000 شجرة منذ عام 2020، بما في ذلك 20,000 شجرة زيتون في كسنزاني.

ويتماشى المشروع بشكل وثيق مع مبادرة "تمكين سبل العيش المستدامة" لمؤسسة روانگە، والتي توفر للمزارعين الأدوات والتدريب في مجالات الزراعة الحديثة والإدارة التعاونية.

وتأسست مؤسسة روانگە عام 2013، ووصلت إلى أكثر من 3 ملايين شخص من خلال برامج المساعدات الإنسانية والتعليم وتنمية المجتمع. ويمثل إطلاق القرية الشمسية تحولًا استراتيجيًا نحو حلول بنيوية طويلة الأجل وقابلة للتوسع، تركِّز على تحقيق الاكتفاء الذاتي ومقاومة آثار التغير المناخي.

ومن المتوقع أن تكون القرية التجريبية جاهزة للعمل بالكامل بحلول نهاية عام 2025، مع خطط لتوسيع هذا النموذج ليشمل مواقع أخرى في جميع أنحاء كوردستان ووسط العراق بحلول عام 2030، وذلك بالشراكة مع السلطات الإقليمية والمنظمات الدولية.