بكل وضوح
ستفشل الحكومات العربية في مواجهة داعش إذا لم تنشر الحريات والفكر النقدي
ستفشل لو أصرت على حماية المتطرفين أو استعمالهم ضد المعارضين
ستفشل لو لم تصيغ بيانها الإعلامي على أسس علمانية تعترف بكل الأديان والمذاهب، وتجرم أي دعوات للكراهية والتفريق على أسس دينية وعرقية..
أي حكومة غير علمانية..هي داعشية في جوهرها
أي تبني لأطروحات غير علمانية هو اعتراف بدين الدواعش أن الله خلق العباد وأوكل الحاكم/ الخليفة بحراسة دينه من الكفار والشاردين..
لا يوجد شئ إسمه.."حراسة الدين"..أصلاً..وليس له موقع في كتاب الله..هذا مفهوم استخدم خصيصاً لأغراض شخصية من حكام وفقهاء للتسلط على معارضيهم..ويرفعه كل تاجر دين بغرض التمكن والقفز على أحلام الناس..
إذا كان الله أرجأ عقاب العصاة للآخرة..فما المنطق في الحراسة؟!
إذا كان الله قد رضي بالكفر أن يحدث في مُلكه ما المنطق في تكليف البشر في هدمه بالقوة؟!
إذا كان الله قد رضي بالمعاصي في الدنيا..فما منطقهم في كراهية العُصاة؟..وهل لله أن يخلق شيئاً يكرهه؟!
إذا كان الله لم يحرس دينه وانحرف البشر به إلى مذاهب وفرق..فما المنطق في أن يحرس الإنسان دينه؟؟
لا يوجد جواب على تلك الأسئلة سوى أننا نتعصب لأفكارنا وأدياننا بغض النظر عن صحتها..
من الآخر
الصراع هو سنة من سنن الحياة، وهو نتيجة لمبدأ اختلاف البشر الوارد ذكره في القرآن..أي الإنسان ليس مجبوراً أن يقضي على أي صراع..بل أن يُحسن في إدارة تلك الصراعات بحيث لا تتخطى مستواها الطبيعي ويظل الإنسان في جهاد مع ذاته للتطور والارتقاء.
الفيلسوف اليوناني.."هيرقليطس"..كان يرى أن كل شئ يحمل في داخله عكسه..أو بذور هلاكه..بمعني أن الإنسان سيقضي على نفسه لو لم يُحسن من إدارة صراعاته.
الدولة العلمانية تكفل إدارة جيدة لتلك الصراعات، وتضع الاختلافات البينية والجذرية محل اتفاق قانوني ومبدأ عام يؤمن بالدولة وبالسلام..
أي دولة غير علمانية لا تتمتع بهذه المزايا، فهي إما أن تنحاز لطائفة وإما تنحاز لسياسة ..بينما دور الدولة إداري ..قانوني..حقوقي..أي لا فرصة للانحياز فيه..فمن أين ستأتي الكراهية؟؟!
#تفجير_مسجد_الامام_الصادق