التظاهرات وملامح الخطاب البديل
نزار السامرائي ارتكزت التظاهرات التي انطلقت الجمعة الماضية على مسألة اساسية تتعلق بأزمة الكهرباء التي استمرت منذ عام 2003 حتى اليوم دون ان تجدد حلولا لتجاوزها حتى وان بشكل نسبي ، وما فاقم المسألة ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات تجاوزت الخمسين درجة مئوية ما وضع الحكومة في حرج حقيقي كما جعل الطبقة المثقفة في المجتمع امام مسؤولياتها التاريخية امام المجتمع باعلان حالة الرفض للوضع القائم لاسيما وان المؤشرات تدل على ان أساس ازمة الكهرباء والأزمات الاخرى هو الفساد المستشري في مؤسسات الدولة بكافة مستوياتها. واذا كانت التظاهرات قد سبقت بأخرى اقل حجما في محافظة البصرة الا ان تظاهرة 31 تموز وسط بغداد اشرت ملامح خطاب جديد تفاعلت عناصره على مستوى الشارع العراقي بعيدا عن الاحزاب السياسية المتنافرة التي اجد انها تفاجأة من الزخم الجماهيري الكبير الذي شهدته التظاهرة بعيدا عن اي تدخل او دعوة من جهة سياسية او دينية. وما يمكن تأشيره في ملامح الخطاب الجديد انه جاء عبر دعوة عدد من الاعلاميين والمثقفين لم يخشوا الافصاح عن انفسهم ، رغم كل المزاعم التي حاولت الترويج الى اياد خفية وتمويلات خارجية وسياسية وهي مزاعم اعتدنا سماعها في العراق ازاء اي محاولة للافصاح عن الرفض لما يجري على يد الطبقة الحاكمة . وللمرة الاولى يعلن الداعون للتظاهر عن انفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الوقت نفسه يتخلون بملء إرادتهم عن قيادة الحشود مؤمنين ان كل متظاهر هو قائد لمجموعته. وهنا لا يمكن ان نزعم ان المتظاهرين ،رغم تحديد اهداف التظاهرة مسبقا، كانت تجمعهم استراتيجدية موحدة ، فالشعارات التي حملتها المجاميع التي التقت في ساحة التحرير كانت تختلف من مجموعة الى اخرى ، لكنها كانت تلتقي بخطاب واحد هو محاربة الفساد ، والعجز عن الاصلاح بسبب خطل النظام السياسي القائم والذي يسمح للكتل السياسية الكبيرة بالاستحواذ والهيمنة على العملية السياسية تحت غطاء الانتخابات الديمقراطية ، كون النظام الانتخابي يذهب باتجا