تجار الخراب
بقلم: نشوان محمد حسين
مع زلزال التظاهر الجماهيري الذي يضرب العراق والذي سبقه زلزال آخر تحت أقدام الدواعش.
أصبح العراق على مفارق طرق عدة وتغييرات .
ربما ستطال أركان ورموز العملية السياسية التي ظلت طوال 12 سنة تدور حول نفسها بدوامة من الفشل على أصعدة مختلفة يقف الفشل الأمني في واجهتها.
بالمقابل نرى ان الرافضين للمشاركة أو الاعتراف بالعملية السياسية العراقية سواء كانوا ممن تبقى من ديدان جثة البعث أو من خنافس التعصب - وعلى ضوء الأحداث - تلقوا
جرعة وهم أوقفت سلسلة متعاقبة من اليأس الخانق دون أن يعلموا أن هذا اليأس جعلهم يشربون أي سراب بعد أن تنقيه وتقدمه لهم دول مثل قطر التي يبدو أنهم أدمنوا وهمها الذي تجمله دولاراتها السخية معتقدين أن شيئا
ما يسير لصالحهم.
أقول هذا وأنا أسمع عن مؤتمر تعد له قوى بعثية وشخصيات عراقية عشائرية ودينية فضلا عن لصوص برلمانيين سابقين يُعقد في الدوحة.
جهات وشخصيات لم تشبع من حجم التآمر القطري على العراق وخصوصا على المكون السني الذي يتشدقون برفع الظلم عنه وهم في الحقيقة أكبر من تآمر عليه وقتل وشرد أهله.
منذ أن أدخلوا إليه القاعدة الزرقاوية عام 2004 وأعطوا للأميركان ذريعة مسح مدنهم وقتل وسجن الكثير من أبنائهم قبل أن يدرك أهل الأنبار وغيرها من المدن لعبة القاعـــــدة ليحرروا مـــدنهــــم بأنفسهـــم.
ثم ما لبثت قطر وغيرها وعن طريق نفس هذه الأدوات من وضع أهل السنة في فوهة النار والتلاعب بهم والمتاجرة بقضاياهم خصوصا الشرعية منها بعد أن التفوا عليها وشوهوها وفعلوا ما فعلوا بإرسالهم قادة ومرتزقة «داعش» الذي لم يبق في المناطق السنية شيئا عامرا من بشر وحجر.
اليوم تعود هذه الجهات البعثية ومن لف لفها من طائفيين إلى ذات التجارة المربحة لهم والمدمرة لأهل العراق وهم يحاولون أن يصوروا لبعض فئات المحسوبين على العراق أنهم بإمكانهم أن يقطفوا ما سينضج من ثمار هذا الحراك
وهذه التطورات في الساحــــة العراقية.
الشعب العراقي والمتظاهرون خصوصا يعرفون هؤلاء ويعرفون جيدا المواقف «الأخلاقية!!» للإمبراطورية القطرية التي جعلت كل عربي يتعوذ من سياستها..
أما تجار الوهم والخراب فيبدون مكشوفين بأقبح عوراتهم أمام العراقيين الذين يفضلون الموت على أن يكون مثل هؤلاء زعماء عليهم.
ليعي هؤلاء جيدا أن العراق المنتفض وبعد أن يحقق مطالبه في التنظيف والعدالة لن يستطيع بعدها أي من تجار السياسة أن يمارس خدعه البالية.
وان مرتزقة قطر لا يمكن لشارع عراقي ولا «دربونـــــة» في الموصـــــل أو الأنبـــار أن تستقــــبل خطــــوة واحـــــدة لهم.
الداخل العراقي فيه من الرجال القادرين على قيادة أهله إلى جادة الصواب.
وان الرجال الذين لا توحد مواقفهم سوى «دولة « بحجم جزيرة الخالدية وعمرها أقصر من عمر احدث شارع في الموصل.
لا يمكن أن يستحقوا الاحترام خصوصا وان المواقف والدور المطلوب منهم لن يكون لصالح أهلهم في عموم العراق - وغربه خصوصا- بعد أن أثبتت التجارب هذا.