اخبار العراق الان

( إسلاميو السلطة ) الحلقات من 15 الى 20 ........ مذكرات مثيرة وخطيرة لقيادي سابق في حزب الدعوة

( إسلاميو السلطة ) الحلقات من 15 الى 20 ........ مذكرات مثيرة وخطيرة لقيادي سابق في حزب الدعوة
( إسلاميو السلطة ) الحلقات من 15 الى 20 ........ مذكرات مثيرة وخطيرة لقيادي سابق في حزب الدعوة

0000-00-00 00:00:00 - المصدر: شبكة ناس


بقلم القيادي السابق في حزب الدعوة الاسلامية والمقرب من ابراهيم الجعفري / سليم الحسني / 
================================================================
إسلاميو السلطة (15) حاجة الجعفري الى منصب عاجل
سليم الحسنيخلال أيام قليلة من رئاسته لمجلس الحكم، بلغ السيد إبراهيم الجعفري أطراف القمة. شعبية طاغية، شخصية متزنة، لياقات عالية لرجل الدولة. هكذا بدت صورة الجعفري عبر الشاشات وفي الأوساط الخاصة والعامة، وهكذا قارن الناس بينه وبين الحكم السابق، فبدا الفارق الشاسع بين الاثنين. فارق صادم جعل العراقيين يشعرون بأسف حارق على السنين الطويلة التي قضوها تحت حكم طاغية متهور عديم الرحمة، وفي الوقت أحسوا بقدر كبير من الاطمئنان والأمل والمشاعر الناعمة وهم يرون شخصاً مثل الجعفري يتحدث بثقة وقوة ورصانة ووسطية.ولأن العملية السياسية أصبحت أمراً واقعاً من خلال تشكيل مجلس الحكم، فان مسحة التفاؤل سادت المشهد العراقي من خلال صورة الجعفري السياسي المثقف المتسامح المعتدل، والقبول الحسن في الشارع.في تلك الأيام اتصلت بالدكتور موفق الربيعي وكان أحد أعضاء مجلس الحكم، عارضاً عليه أن يُقنع الدكتور احمد الجلبي بالتنازل عن دوره الأبجدي في رئاسة المجلس للدكتور الجعفري، لسببين أساسيين: الأول أن الشعب سيلمس الفارق بينهما، من حيث الخطاب وهذه ليست في مصلحته، والثاني: سيكون تنازل الجلبي موقفاً تاريخياً مؤثراً في بداية العملية السياسية، حيث سيرى الشعب العراقي رقي الفئة الحاكمة التي ستدير العراق، وأنها غير متهالكة على المناصب، وأنها تحترم الأفضل وتتنازل عن استحقاقاتها من اجل العراق، وبذلك سيسجل هذا الموقف للجلبي بمساهمته في التقليل من حالة التنافس على السلطة من قبل السياسيين.أبدى الربيعي عدم واقعية هذا المقترح، مؤكداً ان كل عضو من أعضاء هيئة الرئاسة ينتظر دوره بالساعات والأيام. في أواخر فترة مجلس الحكم، وكانت المداولات نشطة لتشكيل الحكومة الانتقالية، اتصل بي السيد الجعفري وكان في زيارة الى لندن، ودعاني الى منزله. جرى الحديث عن تكليف الأخضر الابراهيمي بالاشراف على تشكيل الحكومة الجديدة، وتنافس القوى السياسية والرغبات الإقليمية وتدخلاتها في ذلك، وكان السيد الجعفري من الأسماء المرشحة بقوة لتولي أحد المناصب الرئاسية.تحدثت معه بوضوح بأن يرفض تولي أي منصب في التشكيلة الحكومية، فهي فترة انتقالية محدودة زمنياً، لكنها ستستهلك رصيد أعضائها، وأن المشاركة في حكومة يجري تعيينها من قبل الاحتلال الأميركي، ستكون خدشاً لصيقاً لإعضائها في المستقبل، خصوصاً وانها ستكون شكلية لا سلطة حقيقة لها، ولا قرارات مستقلة.. وأن العراق في هذه المرحلة يحتاج الى شخصية الزعيم الوطني الذي يستطيع أن يفرض هيمنته على العملية السياسية، وبامكانه (أي الجعفري) ان يكون هذا الزعيم بعد الشعبية الواسعة التي حظي بها، وعلاقته بالمرجعية الشيعية، وانفتاحه على كل المكونات، ومنهجه المعتدل الذي يمكن ان يطفئ من خلاله الأزمات، ويمنع حصول العنف الطائفي الذي يسعى الى إثارته بعض الطائفيين من القيادات السنية وقتذاك. استمع الجعفري الى وجهة نظري، ثم قال:ـ ولكن كيف أبادر الى الرفض الآن، مع أنهم لم يعرضوا عليّ أي منصب، وعليه فان رفضي سيبدو غريباً.قلت له أن بامكانه أن يصدر بياناً باسمه يعلن فيه انه لا يعارض تشكيلة الحكومة كخطوة على طريق العملية السياسية، لكنه لن يشارك فيها بأي منصب. وفي هذه الحالة فانه يخاطب الشعب العراقي، ويضع الأمم المتحدة والإدارة الأميركية ومجلس الحكم امام حقيقة توجهاته الحالية.لم يبد قناعته بهذا الحل، وقال ان مناقشة هذا الموضوع سابقة لأوانها، يجب أن اعود الى بغداد وأرى طبيعة المداولات.بعد عدة أسابيع تم الإعلان عن التشكيلة الحكومية، حيث تولى الدكتور اياد علاوي رئاسة الوزراء، فيما تولى الدكتور إبراهيم الجعفري منصب نائب رئيس الجمهورية.مرت السنوات على هذه التشكيلة، وضاعت في تلافيف الوقائع والاحداث، الكثير من الاتفاقات السرية، وربما تلاشت والى الأبد معلومات مهمة وحقائق خطيرة، مثلما يحدث عادة في تجارب أخرى، حين تحترق الأوراق ويقفل المشاركون صدورهم على الأسرار، وينسى الشهود ما حدث أو يمنعهم الموت من الكلام.بعد سنوات عديدة، وفي سياق أحاديث متفرقة تأتي عابرة في بعض الحالات، ومقصودة في حالات أخرى. كنت أكتشف حقائق صادمة، مما يجعلني استغرب من كلام الكثيرين الذين يتصورون أن كشف المعلومات يُضعف قادة الشيعة، وأنه يخدم خصومهم، والبلد في مرحلة حساسة والاعداء يتربصون بالشيعة.. أشعر بالغرابة من هذا الطرح، بل أعيش الحسرة على طيبة المتحدثين بهذا الاتجاه، فهم لا يعرفون أن اتفاقات المحاصصة كانت هشة وأن الأغلبية الشيعية كانت توشك ان تضيع حقوقها اكثر في أجواء التنافس والصفقات السياسية.
ملاحظة: إن ما أذكره من وقائع ومعلومات، هي موثقة وقد عشتها بنفسي. وعليه فاني لا أتعامل مع بعض التعليقات، لتقديم إيضاحات وأدلة، لأن المعني المباشر بذلك هم أصحاب العلاقة الذين اتناول الحديث عنهم. ولما كانت المقالات من الحلقة (4) وما تلتها تتضمن معلومات حساسة عن السيد الجعفري، فاني سأكون ملزماً من النواحي العلمية والتوثيقية والأخلاقية، بتقديم أدلتي على صحة ما كتبت في حال أبدى السيد الجعفري بنفسه اعتراضه على ما جاء في مقالاتي. وجواباً على الرسائل الكثيرة التي تصلني يومياً على الخاص في الفيسبوك، والتي يفوق عددها قدرتي على الإجابة، فاني أعد القراء الكرام بمواصلة كتابتي في هذا الاتجاه، رغم يقيني بان علاقاتي مع قسم من الأشخاص ستصل نهايتها، لكنها المسؤولية ا?