الحسين سفر خالد وهدف أصلاح
صبيح الكعبي
الرسالة المحمدية التي حملها رسول الأنسانية بابعادها الدنيوية والأخرويه وفق مبادىء سامية هدفها أنقاذ البشريه من مهاوي الردى لسمو سماوي جليل قدره عظيم شأنه , شريطة ان ينقلب على نفسه ومحيطه بتغيير الذات والسلوك والمعتقد ليرتقي لمصاف النبلاء , بنظرية اخلاقية انسانية الهدف والممارسه , تعتمد على الفهم اولا والايمان ثانيا والتطبيق ثالثا. واقع الحال العربي في بداية التبشير لهذه الدعوة صعب ومستحيل كونه يصطدم بانانيات الاستحواذ والسلطه والمال والنزعة العشائرية والاشراك بوحدانية الخالق في جبهة واليتم والفقر في جبهة اخرى , صراع استمر لفترة طويلة مرة بالترهيب واخرى بالترغيب , التنافس والاحقاد والرغبات لعبة دورا كبيرا في هذا الصراع , ليثبت الحق وجوده ويوسع دائرة محبيه دفع ثمنها قرابين من الشهداء على هذا الطريق , اخلاق وحكمة وأنسانية نبي الرحمة محمد (ص ) وشجاعة أصحابه وسيف علي ابن أبي طالب عليه السلام وأموال خديجة , عوامل ساعدت على نشر الدعوة وترسيخ قواعدها وتماسك اسسها لتنبعث شعاعاتها على ارجاء المعموره بهدي آلهي لالبس فيه , طبيعة الحال في مثل هذه المهمة الشاقة يحتاج لمن حمل لواءها أعوانا مؤمنين بها ليكونوا يدا ولسانا ورسالة تبشير لها , أهل البيت هم الذين أول من آمن بها وتحمل وزر تبعاتها نموذجا ونبراسا في تطبيقها وتحمل وزر تبعاتها, معرفتهم الحقيقية بذات الله سبحانه وتعالى جعلهم نورا يُستضاء به ودليلا يُبحث عنه في ظلمات الأرض , تطور الزمن واختلاف النوايا بعد موت الحبيب قاد الامة لطريق مظلم فقدوا به الدليل واضاعوا الهدف , هذا الوهن الذي اصاب الامة والضعف الذي رافق مسيرتها قاد الامويون للسيطرة على مقاليد الأمور في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رض مما عكس سلبية كبيرة اثرت على مستقبلها وبدد أملها , اعقبها تسلط معاوية وخروجه عن الشرعية في الشام ثم الصلح غير المتكافىء بينه وبين الامام الحسن عليه السلام جعله يعمل تحت يافطة شرعية المراوغ واسلوب الاستحواذ ليتنكر لوعوده ويُخلف عقده , هذا الفعل أدى لانهيار القيم والنظم السماوية والعرف دفع معاوية للوصاية ليزيد وعزل من هو الأحق بالخلافة , أصبح امام الامام الحسين عليه السلام طريقان لاثالث لهما اما الخنوع والضعة وفقدان مستقبل الامة الاسلامية وضياع الدين أو الوقوف بوجه الظلم واشهار سيف العدل بنتائجه المحسوبة سلفا , القيم والمبادىء التي تربى عليها الامام تجعله في مأمن من الخطأ أو محاولة احتوائه من قبل الباطل , لذلك اعلن رفضه لأي مساومة تفرض عليه واقعا لايتمناه وظرفا لايعيش فيه , يزيد بمكره واعوانه وتابعيه لايمكن ان يترك الحسين يفلت من قبضته وهو يملك العدة والعدد من السلاح والرجال ثم انه يحكم دولة مترامية الاطراف تكن الحقد والبغض لريحانة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , فكان الاستدراج اسلوبا لكربلاء ليكون في مرمى العدا وتآمر الجبناء , حزم الأمر مع عياله وناصريه ليثبت انه على حق مهما كلفه ذلك فعله هذا , عزت نفس واقتدار قائد وصبر المؤمن وشجاعة الرجال , فكانت معركة الطف فيصلا بين الحق والباطل والظلم والعدل والقوة والوهن لينتصر الدم في نهاية الأمر ويبقى الحسين عليه السلام نبراسا وفخرا للمؤمنين وثورة على مدى الدهر .