داعش الأسود وداعش الأبيض
محمد عبد الجبار الشبوط
هذه الكلمات ليست لي. انما هي للكاتب كامل داودنوف استخدمها في مقالته المنشورة في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قبل ايام. هناك داعش الأسود الذي يقتل ويذبح ويفجر ويدمر إرث الانسانية الحضاري ويسرق ويفرض الاتاوات على الناس ويكفر الجميع. بشأن داعش الأسود اصدر مجلس الامن قراره الاخير بإعلان الحرب العالمية ضده. لا تخطئ الدول في توصيف داعش بالإرهابي باستثناء دولة او دولتين لا اكثر. اما داعش الأبيض فهو يتحرك بملابس نظيفة وأنيقة يغلب عليها اللون الأبيض. لا يفعل داعش الأبيض أكثر من انه يقوم بغسل مخ الشباب باسم الدين وتحويلهم الى آلات صماء للقتل ويوفر لهم الحاضنة الاجتماعية والتمويل اللازم ويسهل لهم الانتقال من بلد الى بلد ليشيعوا الرعب في ارجاء العالم باسم اله لا تعرفه الأديان.
العالم اعلن الحرب على داعش الأسود. ونحن نقاتله على ارضنا وكذلك يفعل إخواننا السوريون. وتقوم طائرات التحالف الدولي وكذلك الطائرات الروسية بدك مواقعه وآلياته المتحركة يوميا. ونكبده الخسائر الفادحة في الأنفس والأموال والمعدات. حربنا ضد داعش الأسود مضمونة. فالنصر لنا فيها من البديهيات.
اما داعش الأبيض فما زال بعيدا عن ساحات المواجهة وما زال حرا طليقا يعبث بالعقول والأفكار. وله مقراته ومدارسه في اكثر من بلد خاصة في باكستان والسعودية. النصر على داعش الأسود لن يكفي ولن يقضي على الارهاب. لان داعش الأبيض سوف يعوض داعش الأسود مالا وبشرا ومعدات. نحن بحاجة الى ضمان ديمومة النصر في حربنا ضد داعش الأسود. ولا ضمان الا بان نقضي على داعش الأبيض ايضا. ليس داعش أكثر من ذراع عسكرية ضاربة لمصلحة داعش الأبيض.
النصر على داعش الأبيض يعني اعلان حرب فكرية وثقافية شاملة لدحض فكر داعش وتفكيكه والقضاء عليه وتحصين المجتمع والأفراد منه. ليس فكر داعش الأبيض شيئا اخر غير الوهابية رائدة التكفير والتشدد والظلامية في تاريخ الفكر الاسلامي.
القضاء على داعش الأبيض يتم فقط من خلال القضاء على الوهابية وشطبها.